ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

مونديال جنوبي سوريا متواصل، وتسعى موسكو إلى حسمه مع انتهاء مونديال كأس العالم لكرة القدم، مع فارق أنه لا حكّام في الأول، ولا قوانين تحكم اللعبة الدموية، والمتفرجون، دولاً وشعوباً شقيقة، يديرون ظهورهم لمشهد الكوارث النازلة تباعاً بكل مظاهر الحياة والعمران في منطقة حوران كما يقول محمود الريماوي في العربي الجديد. وفي الغد الأردنية كتب محمد أبو رمان تحت عنوان “الأردن ودرعا سطور محذوفة”. من جانبها ذكرت صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ السويسرية في مقال لها تحت عنوان “أمريكا تسلم حلفاءها في سوريا للنظام وروسيا.. ما المقابل؟”.

وفي العربي الجديد كتب محمود الريماوي تحت عنوان “مونديال روسي في الجنوب السوري”.. بينما يتابع العالم، بما فيه الشعوب العربية، بشغف، مونديال كرة القدم في روسيا، كان هذا البلد المضيف يقتنص فرصة الانشغال بالمباريات، ويقيم مونديالاً آخر في جنوبي سوريا، ذا طبيعة عسكرية وسياسية، وبممارسة كل ما يتيسر من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد شعب فاقت نكبته كلّ الحدود والتصورات. وقد ذهبت تحذيرات واشنطن لموسكو أدراج الرياح، لأنها في الأصل كلمات في الهواء، ومثلها دعوات أوروبية لموسكو باحترام الاتفاقيات، ذلك أنه بالنسبة لموسكو يكفي الالتزام اللفظي والدّعائي بالاتفاقيات، من دون الحاجة إلى التزام فعلي بها.

ولا شك أن موسكو سعيدة بانعدام ردود الفعل الشعبية العربية على مونديال جنوبي سوريا، وربما توقعت ذلك، فمشاهد الحطام والأنقاض باتت مألوفة، وجثث أطفال درعا ملقاة تحت الأشجار لا تستوقف أحداً، وتخلو من كل جاذبية مقارنةً بأهداف الدقائق الأخيرة في مونديال كرة القدم، الأمر الذي قد يجعل موسكو تصوغ سياساتها في المنطقة استناداً إلى فراغ شعبي عربي، وإلى تواطؤ منظومة أحزاب ومنظمات يسارية وعلمانية عربية معها.

مونديال جنوبي سوريا متواصل، وتسعى موسكو إلى حسمه مع انتهاء مونديال كأس العالم لكرة القدم، مع فارق أنه لا حكّام في الأول، ولا قوانين تحكم اللعبة الدموية، والمتفرجون، دولاً وشعوباً شقيقة، يديرون ظهورهم لمشهد الكوارث النازلة تباعاً بكل مظاهر الحياة والعمران في منطقة حوران. وبهذه الكوارث، تضيف موسكو انتصاراً جديداً لسلسلة انتصاراتها على جورجيا وأوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وتهيّئ للقاء قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، على وقع الفصل الجديد من هذه الانتصارات البهية على الشعوب.

في الغد الأردنية كتب محمد أبو رمان تحت عنوان “الأردن ودرعا سطور محذوفة”.. إن السطر الأكثر أهميةً المحذوف في قصة درعا هو أنّ سكّان درعا تعرّضوا لطعنة في الظهر من الإدارة الأمريكية والداعمين الإقليميين الذين تخلّوا جميعاً عنهم، وحدثت “صفقة” أمريكية-روسية فاجأت الأردن وسكان درعا، وكانت بمنزلة الضوء الأخضر لروسيا والنظام للقيام بحرب مفتوحة بلا أي رقيب أو رادع!

السطر المحذوف الثاني، أنّ الصفقة الأمريكية الروسية كان فيها طرف ثالث، وهو إسرائيل، التي عملت على عزل المعادلة الأمنية لها عن معادلة درعا والحدود الأردنية، وتوصلت إلى اتفاق حول الوجود الإيراني على حدودها، ثم بدأت تخطط حالياً لليوم التالي لسقوط المعارضة في درعا!

الأردن أدرك حجم التحول في الموقف الأمريكي والتغيرات الخطيرة التي تحدث، وعمل على محاولة تجنب هذه الكارثة التي لا أفق لها عبر سيناريو المصالحات، أو ما أطلق عليه تقرير “الأزمات الدولية” مفهوم “العودة الرقيقة”.

من جانبها ذكرت صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ السويسرية في مقال لها تحت عنوان “أمريكا تسلم حلفاءها في سوريا للنظام وروسيا.. ما المقابل؟”.. أنه في رسالة قصيرة على واتساب، تسلمتها المعارضة من السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي، أعربت واشنطن عن قلقها من هجمات النظام وروسيا. وفي المقابل، أعلنت الإدارة الأمريكية عدم تدخلها في سوريا في الوقت الحالي، وعلى المعارضة ألا تنتظر أيّ دعم من الولايات المتحدة.

في الواقع، قد يكون لذلك الهجوم عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها، حيث شاركت ميلشيات شيعية في الهجوم المشترك ضد المعارضة.

وقالت الصحيفة: إنه بحسب تقارير إعلامية فإن إسرائيل على استعداد لقبول انتصار الأسد في درعا والقنيطرة، إذا قدّمت موسكو ضمانات كافيةً تبقي الميلشيات الشيعية التابعة لحزب الله ومستشاريها الإيرانيين بعيداً عن حدودها بمسافة تزيد على 30 كيلومتراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى