ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…


عواصم ـ راديو الكل

الانقلاب في الموقف الأمريكي إزاء المنطقة الجنوبية هو ثمرة اتفاق بين الروس والأمريكيين كما يقول جورج مالبرونو في صحيفة لوفيغارو الفرنسية. وفي المدن كتب إياد الجعفري مقالاً تحت عنوان “حوران بين صوتين”. ونشرت صحيفة هآرتس مقالاً لـزيفي بارئيل تحت عنوان “الأسد شريك استراتيجي جديد لإسرائيل”.

وفي صحيفة لوفيغارو الفرنسية كتب جورج مالبرونو تحت عنوان “الروس والأمريكيون يتفاوضون… والسوريون يضرّسون”.. وجّهت السفارة الأمريكية في الأردن تحذيراً إلى قادة الثوار تبلغهم أنهم متروكون لمصيرهم، وأن الكلمة تعود إليهم في تقرير مصالحهم ومصالح عائلاتهم، على رغم أن وزارة الخارجية الأمريكية، أنذرت النظام قبل أسبوع بـ”إجراءات حازمة ومناسبة” إذا هي خرقت اتفاق التهدئة في جنوبي سوريا.

وهذا الانقلاب رأساً على عقب في الموقف الأمريكي هو ثمرة اتفاق بين الروس والأمريكيين، فمقابل ترك الثوار إلى مصيرهم، طلب الأمريكيون من الروس عدم مشاركة الإيرانيين وحزب الله في عملية النظام في الجنوب. وهذا مطلب إسرائيلي يقضي بتراجع القوات الإيرانية وحلفائها الشيعة وابتعادهم عن الجنوب السوري. لكن، هل التزمت طهران هذا الشرط؟ الجواب يجمع بين الإيجاب والسلب.

ومقابل إمساكها في شرقي درعا عن أداء دور بارز، طلبت طهران من روسيا أن ينسحب الأمريكيون من قاعدة التنف. والمسائل هذه ستبحث في لقاء فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في منتصف الشهر الجاري. وفي الأثناء، يتكبد المدنيون ثمن المساومات وشدّ الحبال بين القوة الأمريكية والقوة الروسية.

وفي المدن كتب إياد الجعفري تحت عنوان “حوران بين صوتين”..  قد يكون مطلباً محقاً، ذاك الذي صدر بأقلام نخب حورانية، طالبت بكف الألسنة عن حوران، وترك شأنها، لأهلها. فالنصيحة عن بعد، في الظروف الراهنة، ليست، بالضرورة، في محلها.

في بدايات الهجمة الشرسة لنظام الأسد على درعا، تعالت أصوات الكثيرين، تطالب بانتهاج سبيل يجنّب المدنيين سيناريوهات القتل والتهجير وتدمير الممتلكات. لكن، في مراحل متقدمة، كان صوت رافضي الاستسلام بشروط مذلة، يرتفع أكثر فأكثر.

ما بين الصوتين، يحار المراقب من بعيد. فالمشهد في درعا يحمل الكثير من سمات المشاهد السابقة في شرقي حلب والغوطة وسواهما.. تشتت فصائلي، وانضباط بتعليمات الداعم الخارجي، وشرخ مجتمعي – فصائلي، والكثير من الاختراقات الأمنية لنظام الأسد. ذلك التشابه بين المشاهد لا يشجع أبداً على توقع خاتمة مختلفة عن الخاتمات السابقة.

وحالما تقول ما سبق بصوت مرتفع، يصرخ في وجهك صوت حوراني مؤثر، بأن أهل مكة أدرى بشعابها. صوت يتحدث بحرقة، على أهله وأحبابه الموزّعين بين تجمعات النازحين المأساوية على حدود الجولان أو الأردن.. وبين المتبقين في بلداتهم منتظرين مصائرهم في ترقب.. وبين الملتحقين بالقتال مستعدين للتضحية بالنفس في سبيل الكرامة. أمام هذا الصوت، يصمت صوت المقارنة. ويبقى التعويل على إرادة القتال ووحدة الصف. من دونهما، يصبح هذا الصوت الحوراني، صرخةً بلا صدى.

ونشرت صحيفة هآرتس مقالاً لـزيفي بارئيل تحت عنوان “الأسد شريك استراتيجي جديد لإسرائيل” قال فيه: إن تقويمات الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية تظهر بأنهم “ينظرون إلى استمرار حكم الأسد بأنه الأفضل أو حتى الحيوي لأمن إسرائيل”.

وتحدث الكاتب عن موقف المسؤولين الإسرائيليين من النظام في بداية الثورة في 2011، والتنديد بانتهاكات قوات الأسد تجاه المتظاهرين المدنيين.

ووصف هذه التصريحات بأنها “بهلوانيات دبلوماسية”، واعتبرها تغذيةً لنظريات المؤامرة (التي يصر عليها النظام)، في حين كان الثوار السوريون مقتنعين بأن إسرائيل تريد أن يبقى الأسد في السلطة، قائلاً: “لقد كانوا على حق”.

لكن بعد استعادة الأسد مساحات واسعةً من مناطق المعارضة، وآخرها كان جنوبي دمشق والغوطة الشرقية، إضافة إلى زحفه باتجاه الجنوب حالياً، أكد الكاتب أن “إسرائيل بصدد إعادة صياغة سياستها لكي تتصالح مع استمرار حكم الأسد”.

ويختم الكاتب مقالته بالطلب من إسرائيل أن تتمنى للأسد نجاحاً كبيراً وحياةً طويلة، قائلاً: “عندما يهدد الوزراء الإسرائيليون باستمرار حكمه إذا سمح للقوات الإيرانية بإقامة مركز بالقرب من حدود إسرائيل، عليهم أن يعرفوا أنهم يهددون روسيا، وكذلك شريك إسرائيل الاستراتيجي الجديد في القصر الرئاسي في دمشق”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى