ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

لا يوجد منتصر في الصراع السوري، الكلّ مهزوم وفي كارثة مأساوية والشعب السوري بات في مهبّ الريح بين نظام متهاو فاقد السيادة والإرادة وبين معارضة ضعيفة ومشتتة ومرتهنة كما يقول ماجد كيالي في صحيفة العرب. وفي جيرون تحدث عقاب يحيى عن خيارات المعارضة. وفي صحيفة الواشنطن بوست كتب دينس روس مقالاً تحت عنوان “الولايات المتحدة أعطت سوريا بالفعل لبوتين، فماذا بقي لترامب أن يقول؟”.

وفي صحيفة العرب كتب ماجد كيالي: لا يوجد منتصر في الصراع السوري، لم ينتصر النظام بعد لعدّة أسباب، منها: أن النظام يسيطر على 60% فقط من سوريا، إذ ثمة 40% مازالت خارج سيطرته، وهي تخضع لسيطرة الولايات المتحدة (وهي شرق الفرات؛ أي: غربيّ وشمال غربي سوريا)، ولسيطرة تركيا (في الشمال إلى حدود إدلب).

وأيضاً بسبب أن النظام لا يملك السيادة لا على أراضيه، ولا على قراره السياسي، ولا على مستقبله، إذ إنّ كل شيء بات يخضع لتوجهات وأولويات الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في هذا الصراع.

من جانب آخر قدّمت المعارضة نموذجاً هو الأكثر تخلفاً في إدارة صراعها، وأكثرها تفككاً، وأقلّها إدراكا للمخاطر التي سارت إليها أو أخذت السوريين إليها، طوال السنوات السبع الماضية، من دون أن تتوقف في أية لحظة لإجراء مراجعة لخطاباتها وطريقة عملها، ومن دون أيّ نظرة نقدية للأخطاء والثغرات التي وقعت فيها.

الشعب السوري الآن بات في مهب الريح بين نظام متهاو فاقد السيادة والإرادة، ينصاع لإملاءات روسيا وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة (كما حصل في اتفاقات الجنوب)، ولا يتمتّع بشرعية سياسية ولا أخلاقية، وبين معارضة ضعيفة ومشتتة ومرتهنة، لذا ليس لنا إلا أن نأمل أن يجد هذا الشعب طريقه، أو أن يجد من يعبر عنه وعن إرادته ومصالحه.

لا يوجد منتصر في الصراع السوري، الكل مهزوم وفي كارثة مأساوية.

وفي جيرون كتب عقاب يحيى تحت عنوان “هل تملك المعارضة خيارات ما؟”.. تعيش المعارضة السورية بجميع هيئاتها وألوانها مرحلةً حرجة، وتجد نفسها في حالة ضياع، ومجبرةً على كثير من التنازلات واقعيًا، وعلى الاستجابة لحجم الضغوط التي يفرضها الواقع المتدحرج من جهة، وأوضاعها الذاتية من جهة ثانية، والمحسوبون على أنهم “أصدقاء الشعب السوري”، خاصة الدول الإقليمية والمعنية بالملف السوري، من جهة ثالثة.

يعلّمنا تاريخ الثورات، أن الشعوب المؤمنة بقضيتها لا يمكن أن تستسلم طويلاً للأمر الواقع الذي يفرض عليها، وهي تمتلك دوماً قدرة استنباط البدائل، مهما كانت مكلفةً وطويلة، هنا يجب تأكيد أننا نعيش واقعاً احتلالياً مركباً، وأن الوضع السوري شديد التعقيد، ولن يجد حلوله الطبيعية في زمن قصير، فضلاً عن أن الحلول التي تفرض وتكون تعسفيةً ومجحفةً لن تعيش طويلاً.

هذه الوقائع تفتح الطريق لخيارات أخرى، جوهرها وأساسها العودة إلى الشعب وفعالياته، عبر عمليات إعادة النظر في سياسات المرحلة السابقة، وتجاوز الأخطاء، والعمل وفق برنامج عملي يحدد الاستراتيجية والتكتيك، ويعي الفرق بين المرحلي والمستقبلي.

هذا الخيار الرئيس سيواجه صعوبات كثيرة، ذاتيةً بالأساس، وأخرى ناجمةً عن سطوة وقوة الدور الخارجي، لكن لا خيار آخر لمن يريد التمسك بالمبادئ وجوهر الثورة وغاياتها.

في صحيفة الواشنطن بوست كتب دينس روس تحت عنوان “الولايات المتحدة أعطت سوريا بالفعل لبوتين، فماذا بقي لترامب أن يقول؟”.. أصدرت كلّ من واشنطن وموسكو على نحو متكرّر بيانات مشتركةً تحدّد مبادئ التصدي للصراع والتقليل من عواقبه الإنسانية المروّعة. لكنّ الروس تخاذلوا مراراً وتكراراً عن الوفاء بالتزاماتهم.

في الواقع، من المتوقع أن يطلب الرئيس ترامب من نظيره الروسي بعد عدة أيام أن يكون قناته إلى الإيرانيين. فإلى جانب الحد من احتمالات الحسابات الخاطئة مع طهران، فإن ذلك قد يمنح بوتين حصةً في التنسيق مع واشنطن بشأن إيران. فبعد أن سلّمت الولايات المتحدة سوريا بالفعل إلى روسيا، يؤكد لنا التاريخ أنه من غير المرجّح أن تحقّق واشنطن أكثر من ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى