ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

ركزت معظم الصحف العربية والأجنبية على قمة هلسنكي التي ستجمع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، مجمعةً على أنه سيتم فيها إنجاز صفقة تتعلق بمقايضات بين الجانبين سيكون محورها سوريا ودور إيران وأوكرانيا والقرم.

وفي الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “هلسنكي… لعبة أمم جديدة!”.. يقال، وليس كل ما يقال صحيحاً وسيتحقق، إن قمة هلسنكي، التي ستعقد في 16 من تموز الجاري، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ستتم فيها مناقشة مقايضة إنهاء وجود الأمريكيين في قاعدة “التنف”، شرقي سوريا، بالوجود الإيراني، بما في ذلك القواعد العسكرية والميلشيات.

وأضاف أن الخوف كلّ الخوف هو أن لعبة الأمم الجديدة هذه ستكرس الإيرانيين في سوريا وفي المنطقة كلّها، وأن حصة الإسرائيليين ستكون الاعتراف بـ”ضمهم” لهضبة الجولان المحتلة، وبأن تكون يدهم مقابل اليد الإيرانية مطلقةً في المنطقة كلها، وأن فكرة أو مؤامرة، على الأصح، أنه لا دولة فلسطينية إلا في غزة سيتم تجسيدها، مما يعني أنه ستكون لدولة الملالي حصة مجزية في هذه اللعبة إن هي تمت بالفعل، وإن هي لم تكن مجرد قنبلة دخانية لحل بعض القضايا الرئيسة العالقة بين الأمريكيين والروس، ومن بينها قضية أوكرانيا ومنطقة القرم، وقضايا أخرى خاصة في البحر الأبيض المتوسط وشواطئه، وفي مقدمتها الشواطئ السورية!

وفي صحيفة العرب كتب حامد الكيلاني تحت عنوان “قمة هلسنكي”.. روسيا تطالب أيضاً بدعم عودة اللاجئين وتقديم المساعدات الدولية لهم من دون شروط أو تأخير رغم أنها لم تستقبل لاجئاً واحداً على أراضيها من الذين هجّرتهم بعد دكّ ملاذاتهم الإنسانية في مدن آبائهم وأجدادهم، وهي تسعى لاستغلال قضية اللاجئين في زعزعة العلاقات داخل دول الاتحاد الأوروبي وذلك بدعم التيار المتشدد لعدم استقبالهم.

المجتمع الدولي يجب ألا ينساق خلف أوهام مقايضة الحياة الإنسانية بتجاوز مطبات السياسة؛ فالنظام يتعامل مع أهل المدن والقرى كمجرمين مطلوب منهم البراءة من أفعالهم ليعيدهم كمواطنين تحت رحمة النظام، أما الشباب منهم فسيساقون إلى محارق موت في معارك قادمة.

بانتظار قمة هلسنكي نستعيد ما قاله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: “الوجود الإيراني في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل لأنها تحارب الإرهاب”. يأمل النظام الحاكم في سوريا في “أولى أولوياته” بإعادة إعمار سوريا وبدء انعقاد مزادات مؤتمرات المانحين على طريقة إعمار العراق وما انتهت إليه من إعمار للنظام السياسي الفاسد وميلشياته الإيرانية.

وفي مجلة فورين بوليسي يقول الكاتبان صموئيل تشاراب وجيفير مارتيني: إن الولايات المتحدة لن تحصل على كل ما تريد في سوريا، وإنه سيكون من الحكمة محاولتها حماية مصالحها المتبقية في سوريا قبل فوات الأوان.

ويشير الكاتبان، إلى أن ثمة مزاعم بأن ترامب يدرس إبرام صفقة مع بوتين بشأن سوريا، وذلك في قمتهما المزمع انعقادها في 16 من الشهر الجاري في هلسنكي بفنلندا.

وتعتبر هذه الخطوة -إذا تمت- تطوراً إيجابياً، خاصة في ظل الهجوم المتواصل الذي يشنه نظام بشار الأسد على واحدة من المناطق القليلة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة إلى أن تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة السورية، إذا أرادت الحفاظ على مصالحها في النزاع، أو الحفاظ على المكاسب التي تحققت عقب إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، ومن أجل التمكن من محاولة تقييد النفوذ الإيراني في البلاد.

ويوضح الكاتبان، أن النظام قبل عمليات الولايات المتحدة والسيطرة الفعلية في شرقي سوريا، في حين تخلت واشنطن عن المعارضة السورية المناوئة للأسد غربي البلاد، وذلك تدريجياً في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ثم بشكل سريع مع مجيء الرئيس ترامب.

ويضيف المقال، أن الحال الراهنة في سوريا تشكل أرضاً خصبة للتسوية، وأنه لمن الجيد أن تبادر إدارة ترامب إلى استغلالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى