ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

اليوم آن أوان الأسئلة الحقيقية عن مسؤوليات الجميع عما حلّ بسوريا، وما كان يجب أن تسأل المعارضة بخصوصه، منذ استعادة الروس حلب وما تلاها من تقطيع للمناطق، وجعلها بؤراً معزولةً آيلةً للسقوط كما يقول حنا صالح في الشرق الأوسط. وفي صحيفة الاتحاد كتب رياض نعسان آغا مقالاً تحت عنوان “إدلب بعد حوران!”. ونشرت صحيفة واشنطن مقالاً تحت عنوان “روسيا باقية في مقعد السائق بسوريا”.

وفي الشرق الأوسط تحدث حنا صالح في مقال له تحت عنوان “سوريا أسئلة عن المصير والحاضر والمستقبل”.. هل سوريا اليوم أمام مرحلة بدء المتدخلين لجني الغنائم والاستثمار في النصر الذي حققته روسيا بشكل أساسي وبأقلّ تكلفة عليها، وأضخم فاتورة دفعتها سوريا وكلّ السوريين؟ وهل تدرك روسيا، بوصفها الطرف الأقوى في المعادلة السورية، أنه إذا أرادت الحفاظ على أرباح جدية فعليها توظيف جميع النجاحات المحققة مع الأمريكيين وإلاّ فلا شيء ثابت؟

وقال: إنه وبمقابل المحتمل عن جني الغنائم وواقع خرائط النفوذ على الأرض السورية، هناك خاسر كبير؛ هو سوريا، سواء أكان النظام الملحق، أو المعارضة السياسية المطعون في شرعية تمثيلها، سوريا هذه ربما لن تعود البلد الذي نعرفه أياً كانت التسوية الآتية مهما تأخرت. إعادة إعمار ما تم تدميره، وهو كثير، بعلم الغيب، والأخطر استحالة استعادة النسيج الشعبي السوري مع ملايين النازحين في الداخل من سوريا إلى سوريا، والأصعب هو: متى وكيف يمكن أن يعود ملايين المهجرين من لاجئين على أبواب المدن الأوروبية، وفي مخيمات تركيا والأردن ولبنان؟ ومن سيتمكن من العودة منهم إلى أين ستكون عودته؟!

اليوم آن أوان الأسئلة الحقيقية عن مسؤوليات الجميع عما حلّ بسوريا، وما كان يجب أن تسأل المعارضة بخصوصه، منذ استعادة الروس حلب وما تلاها من تقطيع للمناطق، وجعلها بؤراً معزولةً آيلةً للسقوط: أسئلة عن المصير وعن الحاضر والمستقبل، خصوصاً أن الانتفاضة السورية التي تفجرت في درعا وبعدها حمص والغوطتان بدأت في أكثر المناطق خضوعاً للديكتاتورية، وتركت بصمة مميزة قبل استجلاب جميع هذه الجيوش والميلشيات… وهذا حديث آخر.

في صحيفة الاتحاد كتب رياض نعسان آغا تحت عنوان “إدلب بعد حوران!”.. بعد أن حقق الروس انتصاراً في حوران تتجه الأنظار إلى إدلب.. ظهرت تسريبات تتحدث عن احتمال حدوث هجوم ويعرف السوريون جميعاً أن النظام يخطط لحرب إبادة في إدلب التي أرهقته خلال سنوات الثورة، وهو يكنّ لهذه المحافظة كراهيةً وحقداً قديمين، وهذا سر اختياره إدلب مجمّعاً لمن طردهم وهجّرهم بالحافلات الخضراء، حتى إن الإعلام العالمي حذّر من احتمال كون هذا التهجير تمهيداً لتصفية المعارضين.

والسؤال على ألسنة الناس: هل سيسمح العالم للنظام بارتكاب مجزرة كبرى تكون فصل الختام المأسوي لتراجيديا مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة؟ إنني أخشى أن يشارك التحالف الدولي بهذا الهجوم، بذريعة وجود «النصرة»، لكني أدعو إلى أن يجد العالم حلاً سياسياً سريعاً ينقذ الملايين من سكان إدلب، كي لا تكون الموصل الثانية أو غروزني.

من جانبها، وتحت عنوان “روسيا باقية في مقعد السائق بسوريا” كتبت صحيفة “واشنطن بوست”.. إنه سبق الهجوم على درعا اتفاق واضح بين روسيا وإسرائيل، والذي هدّد المخاوف الإسرائيلية من ظهور القوات المرتبطة بإيران على حدودها. ثم استجاب الغرب لهجوم النظام في جنوب غربي سوريا على الرغم من الخسائر الإنسانية.

ومن المقرر أيضاً، أن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بدوريات في جنوبي سوريا، في محاولة مفترضة لضمان ألا يفرض النظام أيّ عقوبة على المدنيين الذين كانوا يعيشون في السابق بين المعارضة.

لكنه سلام هشّ قد لا يدوم. بحسب الخبير الإقليمي مايكل شارنوف والذي قال: “يجب ألا تكون هناك أوهام في إمكانية ضمان تنفيذ المنطقة العازلة.. النظام في سوريا سيفعل ما يناسبه، وليس ما تطلبه الولايات المتحدة أو روسيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى