القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

ركزت معظم الصحف العربية والأجنبية على القمة المنتظر انعقادها اليوم بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، وبينما حذرت صحيفة الواشنطن من أن يتم خلالها التفاهم على صفقة لسحب القوات الأمريكية من سوريا.. قالت الشرق الأوسط: إن الروس لا يلتزمون بأي تفاهمات مع الأمريكيين، في حين أشارت صحيفة الحياة إلى أن القمة ستبحث دور إيران المتزايد في المنطقة.

وفي صحيفة “واشنطن بوست” كتب جويش روجين تقريراً حذر فيه من خطورة الاتفاق الذي من المفترض أن تتم الموافقة عليه في القمة ويحدد المسار المستقبلي لسياسية الولايات المتحدة تجاه سوريا.

ورأى روجين، أن على ترامب عدم التوقيع على اتفاق “كارثيّ وسيئ” سيؤدي إلى ازدياد الأوضاع سوءاً بالنسبة للشعب السوري.

وقال: إن ترامب كان طرح الاتفاق بداية على العاهل الأردني الملك (عبد الله الثاني) في واشنطن الشهر الماضي، والذي من شأنه تحقيق رغبة (ترامب) في سحب معظم القوات الأمريكية من سوريا “قريباً جداً” مع تأييد الحملة الوحشية التي تشنها قوات (بشار الأسد) بالتعاون مع روسيا في جنوبي سوريا والتي تعد انتهاكاً مباشراً لاتفاق (بوتين) الأخير مع إدارة (ترامب).

وتعد روسيا الولايات المتحدة بموجب الصفقة المطروحة بالحد من الوجود الإيراني على الحدود السورية بالقرب من الأردن وإسرائيل. كما تشجع الصفقة “قوات سوريا الديمقراطية” -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- على التعامل مع الأسد وروسيا، مقابل سحب (ترامب) لـ 2,000 جندي أمريكي من شمال شرقي سوريا.

وعلى الرغم من موافقة إسرائيل والأردن على هذه الصفقة، فإن هنالك انقساماً حولها داخل فريق (ترامب).

ويؤكد (روجين) ضمن تقريره، دفاع (بريت ماكغورك) مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لـ “لتحالف الدولي لمحاربة داعش” بالإضافة إلى (ديفيد ساترفيلد) مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، والذي هناك شائعات بتعيينه سفيراً للولايات المتحدة في تركيا، طبقاً لمصدرين تحدثا للصحفية. بينما يشكك بشدة المسؤولون الآخرون في وزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي في ترتيبات الصفقة.

وقال: إن هناك ضرورةً للإدراك أن قمة هلسنكي ليست مؤتمراً للسلام ينتهي فيها الحرب، بل محطة تقودنا إلى المرحلة الثانية من الحرب. لأن انسحاب الولايات المتحدة سيؤدي إلى ازدياد وحشية (الأسد). وما لم تكن الولايات المتحدة متشددةً بموقفها مع (بوتين)، من الممكن عودة تنظيم “داعش” وتوسع نفوذ إيران، وذلك أمام أعين (ترامب) الذي يقع اللوم عليه وحده وليس على أحد سواه.

وفي الشرق الأوسط كتب دينس روس تحت عنوان ” احتمالات تغيير سياسة موسكو في سوريا بعد قمة ترامب ـ بوتين ” قد يخبر ترامب بوتين بأنه يرغب في الوصول إلى تفاهم مع الروس بشأن سوريا. ولكن هناك شك في إمكانية حدوث ذلك، لأن الروس لا يشعرون بالالتزام تجاه أي تفاهمات وصلنا إليها معهم بشأن سوريا حتى الآن، بما فيها تلك التفاهمات حول وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، والتوسع في مناطق التخفيف من حدة النزاع.

وأضاف.. ربما يقول بوتين لترامب: دعنا نعمل معاً على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 – الذي دعا إلى وقف العمليات القتالية وإيصال المواد الإنسانية من دون عوائق، ووضع دستور جديد في 6 أشهر، وإعلان فترة انتقالية سياسية مدتها 18 شهراً. وفي الحقيقة، الروس هم من سمحوا للسوريين والإيرانيين بمنع تنفيذ هذا القرار.

وقال: لن يتغير سلوك بوتين في سوريا إلا إذا وجد أن تكلفة وجود روسيا هناك سوف تزداد، أو أن هناك شيئاً ما ذا قيمة يمكنه أن يحصل عليه. في الوقت الحالي، لا يقدم الموقف الأمريكي أيّ احتمال منهما. وتمثل القمة المقبلة فرصةً لتغيير ذلك. سنرى مع الوقت ما إذا كان ذلك سيتحقق.

وحول القمة تحدث أيضاً حسن شامي في صحيفة الحياة في مقال له تحت عنوان “قمة هلسنكي وتقاطعات السياسة”.. جزء مهم من الصفقات التي ستبحث في هلسنكي يدور بالضبط على التعامل مع الدور الإيراني المتعاظم في سوريا والمنطقة. وهو ما يقلق إسرائيل الطامحة إلى لعب دور القوة العظمى في الشرق الوسط بطريقة شبه بديهية، بحيث يصبح أيّ حديث عن ضغط دولي عليها ضرباً من العبث ومن التطاول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى