عشية القمة الأمريكية الروسية.. اتصالات مكثفة حول سوريا والنظام يفتح معركةً في محافظة القنيطرة

المنطقة الجنوبية ـ راديو الكل

بدأت قوات النظام والطيران الحربي الروسي عمليات قصف عدد من بلدات القطاع الأوسط في محافظة القنيطرة، في مؤشر على فتح معركة في المحافظة المتاخمة للحدود مع إسرائيل، وذلك بالتزامن مع اتصالات دولية عشية القمة الأمريكية الروسية التي ستعقد في هلسنكي في وقت لاحق اليوم، والتي من المتوقع أن تكون القضية السورية في صدارة جدول أعمالها.

تضاربت الأنباء حول سيطرة النظام على بلدة مسحرة الاستراتيجية الواقعة على بعد 11 كيلومتراً من حدود الجولان في القطاع الأوسط من محافظة القنيطرة التي تعرضت لقصف مدفعي عنيف من قوات النظام وغارات شنّها الطيران الحربيّ الروسي طالت أيضاً نبع الصخر وكوم الباشا.

وفي حين قالت وسائل إعلام قريبة من النظام: إنه سيطر على بلدة مسحرة.. قالت مصادر المعارضة: إنها تصدت لمحاولة تقدم قامت بها قوات النظام في البلدة أدت إلى قتل 60 عنصراً، بينما قال مراقبون: إن القصف جاء بعد فشل المفاوضات حول مناطق ما يعرف بـ«مثلث الموت» بريفي القنيطرة ودرعا.

وقالت الجمعية الطبية السورية – الأمريكية “سامز”: إن الحملة العنيفة التي شنتها قوات النظام والميلشيات المساندة على جنوبي سوريا، أدت إلى أكبر أزمة نزوح منذ عام 2011، ومعظم هؤلاء النازحين هم من الأطفال والنساء وكبار السن، نزحوا إلى الخطّ الحدودي مع الأردن والجولان، ويعيشون كارثةً إنسانية مع صعوبة الحصول على الرعاية الطبية، والغذاء والمياه الصالحة للشرب.

ويأتي التصعيد من قوات النظام وروسيا في وقت تسارعت فيه الاتصالات الدّبلوماسية عشية قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، والتي يرجّح أن تؤدي إلى تفاهم يعزز الوصاية الروسية على سوريا مقابل قيام روسيا بالحدّ من نفوذ إيران فيها خاصةً في المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتصالاً هاتفياً مع الرئيس ترامب ركزت على سوريا وإيران، في حين أجرى بوتين أمس محادثات في موسكو مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عشية محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حذّر خلالها الأخير من تكرار سيناريو الجنوب مع إدلب.

واستبق النظام القمة بفرض تسويات على مدن وبلدات في محافظة درعا وبفتح معركة في محافظة القنيطرة، وأطلق رأس النظام تصريحات ألمح فيها إلى إمكانية فتح الباب أمام حلّ سياسي، وقال خلال لقائه أمس كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري: إن ما أسماها بالإنجازات في درعا تحقق الأرضية الأنسب للتوصل إلى نتائج على المستوى السياسي تنهي الحرب، رافضاً وضع شروط مسبقة للحل السياسي.

وتوقع مراقبون تصعيداً من النظام وروسيا في المرحلة المقبلة في محافظة القنيطرة بهدف فرض تسويات على المدن والبلدات على غرار ما يحدث في محافظة درعا، يؤدي إلى خروج كلّ من يرفض المصالحات، بينما ستكون روسيا أمام امتحان الالتزام بوعودها لإسرائيل والولايات المتحدة بإبعاد ميلشيات إيران عن الحدود بين سوريا وإسرائيل بعد قبول إسرائيل ببقاء قوات النظام فقط على تلك الحدود تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار في العام 1974.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى