القمة الأمريكية الروسية تعقد اليوم.. وتحذيرات من اتفاق يزيد معاناة الشعب السوري

عواصم ـ راديو الكل

تعقد في وقت لاحق اليوم في العاصمة الفنلندية القمة الأمريكية الروسية التي ستجمع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وأمامها ملفات متعددة من أبرزها ملفّ القضية السورية ستكون موضع نقاش في محادثات مغلقة لا يحضرها إلا المترجمون، في وقت حذرت فيه وسائل إعلام أمريكية من خطورة موافقة ترامب على تكريس وصاية روسيا على سوريا.

حذرت صحيفة “واشنطن بوست” من خطورة الاتفاق الذي من المفترض أن يتم الموافقة عليه في قمة هلسنكي والذي من المفترض أن يحدد المسار المستقبلي لسياسية الولايات المتحدة تجاه سوريا.

ودعت الصحيفة في تقرير لها الرئيس ترامب إلى عدم التوقيع على الاتفاق الذي وصفته بالكارثي والسيئ، ومن شأنه أن يؤدي إلى ازدياد الأوضاع سوءاً بالنسبة للشعب السوري.

كما دعت الباحثة في معهد دراسات الحرب جينفر كافاريلا الرئيس ترامب إلى عدم  تجاهل سوريا، وقالت في تقرير نشره موقع “فورين أفيرز” الأمريكي: إن هذا التجاهل لن يؤدي إلى انتصار نظيف يقيم سلاماً مستقراً لبشار الأسد بقدر ما سيؤدي إلى الفوضى.
وبينت كافاريلا، أنه ولتفادي الفوضى، ينبغي على الولايات المتحدة أن تستثمر الآن في بناء نفوذ من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة في المستقبل من خلال تعزيز القدرات العسكرية وتحسين طرق الحكم لشركائها على الأرض، واستعادة ثقة السكان “المعارضين” في سوريا، وإعادة بناء “قوات المعارضة”، وحرمان الأسد من الشرعية الدولية التي يتطلع إليها.

وأكدت أن الولايات المتحدة لا تزال تملك الخيارات التي يمكن من خلالها تقييد الأسد وداعميه، وأن كلّ ما تحتاجه هو العزيمة لاستخدامها.

وكشف مصدر روسي، عن أن واشنطن بعثت برسالة تجدد تفويض موسكو إنجاز الحلّ على طريقتها بعد معركة الجنوب، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.

ولفت المصدر، إلى أن استراتيجية البلدين للحل متطابقة منذ تولّي جون كيري منصب وزير الخارجية في عهد باراك أوباما، والاختلاف كان طوال الفترة الماضية حول تكتيكات وتفصيلات فقط.

وأوضح المصدر، أن عقدة مصير الأسد رحّلت مرحلياً، وما يهم الولايات المتحدة هو التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل حول وجود إيران وميلشياتها والمناطق المحاذية لهضبة الجولان المحتلة، مع قناعة ترامب بأن موسكو يمكن أن تكبح طهران وميلشياتها، لكنها لا تستطيع إخراجها بالكامل خلال السنتين المقبلتين على أقل تقدير.

ورجحت أوساط في موسكو أن تبدأ الولايات المتحدة بالتراجع تدريجياً عن دعم حلفائها الأكراد في شمال شرقي سوريا في المرحلة المقبلة، وأن تنسحب من قاعدة التنف جنوب شرقي البلاد، في مقابل ضمانات بعدم سيطرة إيران أو ميلشياتها على الطرق الاستراتيجية الواصلة بين بغداد وبيروت، مروراً بحمص ودمشق.

وفيما يتعلق بالاتفاق المقرر مناقشته خلال القمة الأمريكية الروسية اليوم قالت مصادر صحفية: إنه يتضمن رغبة ترامب في سحب معظم القوات الأمريكية من سوريا “قريبا جداً” مع تأييد الحملة الوحشية التي تشنها قوات النظام بالتعاون مع روسيا في جنوبي سوريا مقابل قيام روسيا بالحد من الوجود الإيراني على الحدود السورية بالقرب من الأردن وإسرائيل، كما يشجع الاتفاق قوات سوريا الديمقراطية على التعامل مع النظام وروسيا.

وتساءت صحيفة الواشنطن بوست فيما إذا كان الاتفاق يستطيع الحدّ من العنف في سوريا ويؤدي إلى عودة اللاجئين والبدء بالعملية السياسية، وقالت: إن هذا الافتراض ينطلق من نقطتين زائفتين حول روسيا، لأنه يفترض مسبقاً أن “موسكو تسعى إلى حل سياسي تفاوضي حقيقي ولديها القوة أو الإرادة لاحتواء إيران”.

وأضافت أن الولايات المتحدة “لم تصل بعد إلى وضع يمكّنها من الحصول على ما يكفي من نفوذ لتحقيق حل سياسي يضمن أفضل المصالح للولايات المتحدة وللعالم”.

وقالت: إن المشكلة هي اعلان الرئيس ترامب رغبته سحب القوات الأمريكية من سوريا، الأمر الذي أدى إلى إضعاف نفوذ الولايات المتحدة وتقويض قدرتها على التفاوض. يضاف إلى ذلك تجميد جميع المساعدات الإنسانية الأمريكية تقريباً، وقطع المساعدات عن الثوار. كل هذه التنازلات الأمريكية، كانت أحادية الجانب ومن طرف واحد فقط.

وأضافت أن هناك ضرورةً للإدراك بأن قمة هلسنكي ليست مؤتمراً للسلام ينتهي فيها الحرب، بل محطة تقودنا إلى المرحلة الثانية من الحرب. لأن انسحاب الولايات المتحدة سيؤدي إلى ازدياد وحشية الأسد وما لم تكن الولايات المتحدة متشددةً بموقفها مع بوتين، من الممكن عودة تنظيم “داعش” وتوسع نفوذ إيران، وذلك أمام أعين ترامب الذي يقع اللوم عليه وحده وليس على أحد سواه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى