العنف ضد المرأة في إدلب تحميه العادات والتقاليد

إدلب – راديو الكل

تقرير: نور عبد القادر – قراءة: يمان أيوب

“كل يوم زوجي بيضربني وبيشتمني”.. بصوت يتضح عليه الارتجاف والانكسار تصف بثينة قسوة ما تعيشه مع زوجها، تلك الرهبة ربما سببها الخوف من عواقب الإفشاء، أو ربما من الحالة المروعة التي تعيشها في منزل خاب ظنها بأن يكون موطناً للاستقرار، ففي كل مشكلة يواجهها زوجها يصب غضبه عليها.

بين دلف زوجها ومزراب أهلها المتمسكين بالعادات التي تقول “مرجوع المرة لبيت جوزها”، تمسي الكدمات على جسد بثينة منسيةً أمام نفسيتها المدمرة، لتصبح مناشدة المعنيين لوقف هذه الظاهرة التي تطول عشرات النساء في إدلب وسيلتها الوحيدة.

ويقول أحد الأطباء، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه واختصاصه: إن معدل حالات العنف التي تحصل في إدلب من حالة إلى اثنتين أسبوعياً، للفئة العمرية بين 20 و 30 سنة، مشيراً إلى  أن أماكن التعنيف غالباً تكون على الوجه ومختلف أجزاء الجسد.

الإعلامية في الشرطة الحرة النسائية ولاء عساف توضح لراديو الكل، أن الشرطة النسائية تستقبل شكاوى النساء المعنفات، ويتم كتابة ضبط بالحادثة، لافتةً إلى أن وجود شرطة نسائية زاد من جرأة المرأة على الإفصاح عن الفاعل.

وذكرت عساف إحدى حالات العنف التي تلقتها، وهي شاب يعنف والدته، مبينة أن الأم لم تشتك إلا بعد تكرار العنف.

وفي خضم انتشار هذه الظاهرة تدرس منظمة سيريا ريليف الحالات وتراقبها، وتؤمن الحماية للحالات الخطرة، بحسب مسؤول قسم الحماية فيها، والذي فضل أيضاً عدم الكشف عن اسمه، مشيراً إلى أنهم يقيمون جلسات توعية للحد من الظاهرة المذكورة.

العنف ضد المرأة سيتزايد في المناطق المحررة مالم يتم وضع ضوابط رادعة للمخالفين من قبل الجهات المختصة، فهل الإجراءات التي يتخذها جهاز الشرطة في إدلب وجلسات التوعية التي تقوم بها المنظمات ستؤتي ثمارها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى