ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

تركيا مهتمة بإعمار مدينة حلب من جديد لتستقبل ملايين السوريين، وتصبح ظروف العيش فيها مقبولة، وهي مستعدة لتمويل إعادة الإعمار، وإرسال مقاولين لإنجازه كما يقول زور كراييف في الحياة اللندنية. وفي صحيفة العرب كتب عدلي صادق مقالاً تحت عنوان “مآلات الرعونة والحرق في سوريا”. وفي جيرون كتب إياد الجعفري مقالاً تحت عنوان ““إسرائيل” كعصبية دينية للسوريين”.

وفي الحياة اللندنية كتب زور كراييف تحت عنوان “تسليم حلب… إلى تركيا؟”.. إلى وقت قريب، دار كلام رأس النظام على الحاجة إلى 400 بليون دولار لإعادة إعمار بلاده. ولكنّ هذا المبلغ متواضع، ولا يكفي جمهوريةً حل الدمار بأكثر من نصف مبانيها، سواء كان الدمار كلياً أو جزئياً.

والأسد عاجز عن توفير مثل هذا المبلغ المتواضع. وهو تلقى، أخيراً، عرضاً مغرياً: الأتراك عرضوا ترميم ما كان أكبر مدينة سورية قبل الحرب، حلب. فقبل الحرب، كانت حلب تستقبل نحو 11% من سكان الجمهورية العربية السورية، واليوم، يقتصر عدد سكانها على نصف مليون أو أكثر بقليل. فسكانها الأصليون غادروا بسبب الحرب، وتوجه معظم اللاجئين إلى تركيا.

لذا، الأتراك مهتمون بإعمار المدينة من جديد لتستقبل ملايين السوريين، وتصبح ظروف العيش فيها مقبولة. وهم مستعدون لتمويل إعادة الإعمار، وإرسال مقاولين لإنجازه. وليس العرض التركي من قبيل الإحسان. فأنقرة مستعدة لتولي زمام حلب كلّها، شرط انسحاب قوات الأسد وتسليم مقاليدها إليها. وبحسب وسائل الإعلام التركية، الأسد لا يشارك في المفاوضات حول مصير حلب، في وقت أن موسكو تجري هذه المفاوضات. ويبدو أن الروس والأتراك أوشكوا على الاتفاق.

في صحيفة العرب كتب عدلي صادق تحت عنوان “مآلات الرعونة والحرق في سوريا”.. تسريبات وقائع السياسة التي يرسمها الثلاثي الروسي والأمريكي والإسرائيلي، هي لصالح إسرائيل، فهي تطرح شروطها وتأنس في نفسها الأحقية والجدارة في تحديد من يرابط على أرض سوريا ومن يخرج منها إلى غير رجعة!

أغلب الظن أن بلورة الاتفاق بين الثلاثي المرح على مصير سوريا، سيكون في مكان محايد، لا أستانة في كازخستان ولا سوتشي في روسيا، وإنما هو المكان نفسه الذي التقى فيه الأسد الأب قبل وفاته، الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وكانت لديه القدرة، آنذاك، على أن يشترط، لكن المسألة اختلفت اليوم، بجريرة جميع الدعايات الناجمة عن الرعونة والحرق!

في جيرون كتب إياد الجعفري تحت عنوان ““إسرائيل”.. كعصبية دينية للسوريين”.. يبدو الموقف من “إسرائيل” في أوساط السوريين، وكأنه عرف اجتماعي يصعب الفكاك منه، لكن يمكن للجميع النفاق حياله. أو ربما أشبه بانتماء طائفي، لا يجوز النيل منه، لكنه لا يرتكز إلى قناعة عقلية راسخة.

والغريب في الأمر، أن الإسرائيليين الذين يعدّون، على الدوام، العدّة لمواجهة محيطهم المعادي لهم، بكل السبل الممكنة، وبصورة مستمرة لا تتوقف، رغم ذلك، يجاهرون دوماً بفتح قنوات تواصل مع أطراف عربية وإسلامية، ويتفاخرون بوجود علاقات علنيّة أو سريّة مع أطراف من المفترض أن تكون على ضفة العداء معهم. وعلى الرغم من الركيزة العقائدية التي تحكم تفكير كثير من الإسرائيليين، وتؤسس للعداء مع المسلمين، يظهر الساسة الإسرائيليون جرأة في الحديث عن علاقات طيبة مع أطراف عربية. ولكن لماذا؟! لماذا يختلف أعداؤنا عنا؟ فنحن نرفض الحديث علناً عن التواصل معهم، ونعتبر ذلك تهمةً تستحق توصيف الخيانة، لكننا لا نعدّ العدّة لمواجهتهم، ونفتح قنوات تواصل سرّية معهم.. بينما هم، يفعلون العكس! ربما ببساطة، لأن العداء لـ ”إسرائيل” في أوساطنا أصبح عرفاً أو عصبيةً دينية، يتقيد الجميع بها، لإرضاء المجتمع. وليس فعلاً مستقراً على قناعة. وذلك بخلافهم تماماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى