ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

مأساة المعتقلين السوريين تبقى المحنة الأشد إيلاماً منذ ويلات الحرب العالمية الثانية، سواء من حيث الأعداد المخيفة التي تكتظ بها السجون، أو من حيث نوعية التعذيب وهول الآلام التي يكابدها المعتقلون كما يقول أكرم البني في الحياة اللندنية. وفي العربي الجديد كتب عمار ديوب مقالاً تحت عنوان “سوريا بعد قمّة هلسنكي”. وفي الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب مقالاً تحت عنوان “مذبحة السويداء وحقائق تقال!”.

وفي الحياة اللندنية كتب أكرم البني تحت عنوان “مأساة المعتقلين السوريين وصمة عار في جبين الإنسانية”.. الجديد في مأساة المعتقلين السوريين هي التوجيهات الأمنية الممنهجة إلى أمانات السجل المدني في مختلف المحافظات السورية، بإصدار وثائق وفاة لمئات المعتقلين الذين قضوا في سجون النظام، على أن تسرّب هذه المعلومات، مع التحذير من السؤال عن الجثامين، إلى عائلات الضحايا، إما مباشرةً عبر مخفر الشرطة أو مختار الحي، وإما باتصال هاتفي يأتي من مجهول يحثّ أهالي المعتقلين على مراجعة دائرة النفوس لمعرفة مصير أبنائهم، وتوقيت موتهم، والسبب؛ الذي يذكر غالباً على أنه أزمة قلبية، والأنكى برصاص قناصة المعارضة، أو انتحاراً بدافع الشعور بالذنب لما ارتكبوه!

وإذ يدرج هذا الإجراء على أنه محاولة من النظام لتخفيف أعباء هذا الملفّ تمهيداً لطيّه بعد انحسار حدة المعارك، فإن مأساة المعتقلين السوريين تبقى المحنة الأشدّ إيلاماً منذ ويلات الحرب العالمية الثانية، سواء من حيث الأعداد المخيفة التي تكتظ بها السجون، أو من حيث نوعية التعذيب وهول الآلام التي يكابدها المعتقلون في ظروف يصعب وصفها من شدة قساوتها واستهانتها بحياة البشر وكراماتهم، فضلاً عما يعانيه أهاليهم وأقاربهم وهم في رحلة بحث مضن عنهم محفوفة بالخوف والرعب واللاجدوى.

وفي العربي الجديد كتب عمار ديوب تحت عنوان “سوريا بعد قمّة هلسنكي”.. تلاشت أحلام كثيرة بعد قمة هلسنكي بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، فقد توافقا على تعويم نظام الأسد، وأن يتم ذلك بإعادة تفعيل اتفاقية وقف الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، وفق ما كان قبل 2011 ومنذ 1974، وسحق ما تبقى من فصائل معارضة في المنطقة الواقعة تحت السيطرة الروسية، وتأكيد أن تلك الحماية تتطلب إخراج إيران من سوريا.

في الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “مذبحة السويداء وحقائق تقال!”.. ربما، لا بل من المؤكد، أنه يستطيع أيّ إنسان من داخل سوريا أن يقول الحقيقة… والحقيقة أن مذبحة السويداء، الأخيرة، فاعلها هو هذا النظام، نظام بشار الأسد نفسه، فإخراج “داعش”، الذي غدا بعض أجنحته “بنادق للإيجار” من دمشق، وموضعتها على مدى مرمى حجر من هذه المدينة، التي تعتبر عاصمةً للموحدين الدروز، الذين ظلوا يلعبون أدواراً قومية، إن سابقاً وإن لاحقاً، وحتى الآن، لم يكن عفوياً على الإطلاق، بل كان مقصوداً، ومن أجل أن يحصل كلّ هذا الذي حصل.

كان أهل السويداء، وأهل جبل العرب كلّهم، قد اتخذوا منذ بداية الصراع في سوريا موقفاً محايداً، هو في حقيقة الأمر أقرب إلى المعارضة وفي مصلحتها، وهذا عزز الأحقاد القديمة والجديدة على هؤلاء الذين لهم مع حافظ الأسد ونظامه ثارات سابقة ولاحقة، كانت قد تعززت بإصدار حافظ الأسد حكماً بإعدام خصمه الشديد العداوة الضابط سليم حاطوم، بعد عودته من لجوء إلى الأردن أقلّ من عام، بعد نشوب حرب حزيران 1967 بين العرب وإسرائيل.

ولعل ما يؤكد أن ما جرى في السويداء، وجبل العرب، ليس “رمانة إنما قلوب ملآنة”، كما يقال، أن اغتيال الزعيم اللبناني الوطني والقومي أيضاً كمال جنبلاط في مارس 1977 جاء انتقاماً منه، لانحيازه إلى المقاومة الفلسطينية، والحركة الوطنية اللبنانية في مواجهة القوات السورية.

وهكذا فإن هناك من يعتقد أيضاً أن نقل “داعش” من دمشق إلى المنطقة الصحراوية، المحاذية لجبل العرب ومدينة السويداء، كان مقصوداً، وأن هذه المذبحة، التي ذهب ضحيتها، بحسب التقديرات الأولية، أكثر من 220 قتيلاً، كانت مرتبةً كردّ على موقف هذه المنطقة وأهلها، والذي اتخذ الطابع الحيادي، لكنه في حقيقة الأمر بقي أقرب إلى المعارضة السورية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى