تحذيرات إقليمية ودولية من إقدام النظام على أعمال عسكرية في محافظة إدلب

عواصم ـ راديو الكل

توالت التصريحات الإقليمية والدولية المحذّرة من إقدام النظام ومن خلفه روسيا وميلشيات إيران على القيام بأعمال عسكرية في محافظة إدلب، ولاسيما بعد أن أعلن بشار الأسد مؤخراً أن الوجهة القادمة بعد المنطقة الجنوبية ستكون إدلب.

وحذر رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير السويدي “أولوف سكوغ” من تكرار سيناريو حلب في إدلب، وقال في تصريحات للصحفيين قبيل جلسة للمجلس خصّصت لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، أمس: “يبدو أن إدلب تستعدّ لمصير مشابه لما حدث في حلب من قبل”.

ومن جانبه، قال مندوب هولندا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير “كاريل فان أوستيروم”: “إن هناك دولةً واحدةً في مجلس الأمن -في إشارة إلى روسيا- حالت دون صدور بيان رئاسي من قبل أعضاء المجلس بشأن الدعوة لوقف أيّ هجمات على إدلب، وتجنيبها مصيراً كارثياً ينتظرها”.

وحذر رئيس الائتلاف الوطني المعارض، عبد الرحمن مصطفى، من تهجير مليوني سوري موجودين في محافظة إدلب، نزحوا من مناطق أخرى، مبيناً أن إدلب تختلف عن درعا.

وقال مصطفى خلال لقائه مع الصّحافة التركية في مقر الائتلاف، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول، أمس الجمعة: “إن إدلب الآن هي على الأجندة عبر سياسة التهجير، ونأمل ألا يتكرر التهديد نفسه”. مشدداً على أن الائتلاف يأخذ التهديدات على محمل الجد، وهناك مليونا سوري في إدلب لا مكان لهم، وإن حدث شيء فستحصل مأساة إنسانية.

وقال: إن تركيا كانت إلى جانب الثورة السورية وتحمّلت مسؤولياتها، لذا نتوقع ألا تعيش إدلب هذه الحالة.

ومن جانبه أكد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، أن من أهداف المجزرة التي ارتكبت في السويداء في 25 من الشهر الحالي.. تطويع شباب جبل العرب بالقوة وأخذ 40 ألفاً من الجبل إلى معركة إدلب التي أعلن بشار الأسد أنها ستكون الوجهة المقبلة.

وقال جنبلاط في وقفة تضامنية مع السويداء: إن النظام هو من اقتاد مجموعات داعش خلسةً للإغارة على جبل العرب. محذراً من مشروع قادم يهدف النظام من ورائه إلى تهجير أهالي السويداء.

من جانبه، قال رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري: إنه يعول على الضمانة التركية لمنع معركة في إدلب على غرار ما تعرضت له درعا والغوطة الشرقية وجنوبي دمشق من معارك واتفاقيات قضت إلى مقتل المدنيين وتهجيرهم من مناطقهم.

وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” أجريت الخميس في الرياض، ونشرت الجمعة: “لا شكّ لديّ بأن لدى النظام وإيران رغبةً قويةً بفتح معركة عسكرية في إدلب، لكن أعتقد أن الأمر لن يكون متاحاً لهما”.

وأضاف: “نتّبع كلّ الإجراءات لحماية إدلب والمدنيين فيها بالتعاون مع تركيا كدولة ضامنة، من أجل تجنيب إدلب هذا المصير العسكري”، مشيراً إلى “نقاشات” تجريها تركيا مع روسيا كونها اللاعب الأكبر في الملف السوري.

وتزايدت في الأسابيع الأخيرة خشية تركيا من حدوث هجوم عسكريّ روسيّ نظامي على إدلب، قد يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين ونزوح أعداد هائلة من أكثر من 3 ملايين مدني يقطنون المحافظة، وهو ما دفع المسؤولين الأتراك إلى التحذير من انهيار مسار أستانة.

وأكد المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، قبل أيام، أنّ تركيا “لا تريد أبداً أن يتكرر في محافظة إدلب السيناريو الذي شهدته الغوطة الشرقية وشمالي حمص، ويشهده الآن جنوب غربي سوريا”.

وتشير تقارير صحفية، إلى أن الكثير من الغموض مازال يخيم ليس على مصير إدلب فحسب بل منطقة شمال غربي سوريا الممتدة على أربع محافظات هي إدلب وحلب وحماة واللاذقية، ولاسيما بعد سيناريو درعا وتخلّي واشنطن العلني عن دعم المعارضة في الجنوب السوري، بعد أن كانت طرفاً ضامناً في اتفاق التهدئة هناك.

ويبقى مصير نحو 4 ملايين شخص في إدلب من الملفات الأكثر إلحاحاً، على وقع الأنباء الواردة عن تشكيل جيش وطنيّ برعاية تركية يضمن ذوبان “الفصائل الجهادية” والسيطرة على سلاحها، بموازاة الاقتراب من طيّ ملفّ الجنوب السوري آخر معاقل المعارضة، بعد إدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى