ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

يمكن لنا وصف الأيام الأخيرة بأنها لحظة بشار الأسد القصوى كما يقول عمر قدور في “المدن”، ويضيف أنه خلال يومين رحلت الفنانة الثائرة مي سكاف ثم هاجم تنظيم داعش السويداء، وفي غضون ذلك كانت تصل آلاف من أسماء الشبان الثائرين الذين قتلوا تحت التعذيب في معتقلاته. وفي صحيفة الاتحاد كتب إميل أمين مقالاً تحت عنوان “إيران: إلى »أم الحروب»”. وتحدث موقع “مونيتور” الأمريكي من جانبه عن أنّ “إيران صمّمت استراتيجيةً وقائيةً ثنائية الجانب للحفاظ على مصالحها في سوريا”.

وفي المدن كتب عمر قدور تحت عنوان “لحظة الأسد القصوى”.. يمكن لنا وصف الأيام الأخيرة بأنها لحظة بشار الأسد القصوى، فخلال يومين رحلت الفنانة الثائرة مي سكاف في منفاها في باريس، ثم هاجم تنظيم داعش السويداء وبعض قراها موقعاً مجازر خلفت مئات القتلى والجرحى، وفي غضون ذلك كانت تصل آلاف من أسماء الشبان الثائرين الذين قتلوا تحت التعذيب في معتقلاته.

موت مي في باريس يعرفه جميع المنفيين بوصفه دلالةً لا تخفى عن القهر الذي يعيشونه، وتكشف هذه الدلالة شماتة موالي الأسد على وسائل التواصل الاجتماعي، وما تعرضت له السويداء قيل فيه ما يكفي للبرهان على أن التنظيم يبتغي خدمة الأسد بما ارتكبه من مجازر، وهذا ليس بجديد على الخدمات التي قدمها له طوال سنوات الثورة. أما إعلان أسماء القتلى تحت التعذيب بهذا الزخم فلا يضاهيه من حيث الوقع سوى الصمت الدولي المطبق المرافق لجميع الجرائم.

وسط لحظة الأسد هذه، التي لا يظهر ضوء في آخرها، من المستغرب أن يكون آخر ما كتبته الراحلة مي سكاف على حسابها في فيسبوك: “لن أفقد الأمل… لن أفقد الأمل.. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد”. الحق أننا لا نستطيع قول هذه الكلمات لأهالي الذين قتلوا تحت التعذيب في داريّا وغيرها، لا نستطيع مثلاً قولها لناشطة تدافع عن قضية المعتقلين أمام الرأي العامّ العالمي، وسبق لها أن فقدت أخاً تحت التعذيب ليأتيها قبل نحو أسبوع خبر مقتل أخويها المتبقيين في سجون الأسد. من حق أيّ منا التفاؤل أو التشاؤم، أو المراوحة بينهما. لكننا من جهة أخرى، ونحن نعيش لحظة الشرّ القصوى، لا نملك حقّ الاعتقاد أنها النهاية. الأسدية نفسها، التي أطلقت كلّ مخزونها من الشرور، تجاوزت به أفق بقائها، وليس في وسعها أن تكون مستقبلاً لغيرها أو لذاتها، ونعلم أنها منذ سنوات في غرفة الإنعاش الدولية والإقليمية بلا أمل واقعي بتعافيها أو اتفاق على مراسم دفنها. التفاؤل وفق هذا المعيار هو ابن المعرفة، مثلما اليأس ابنها الآخر الخائب.

في صحيفة الاتحاد كتب إميل أمين تحت عنوان “إيران: إلى »أم الحروب»”.. لم يكن تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني الخاصّ بخوض بلاده «أمّ الحروب»، إن مضت أمريكا ترامب في طريق حصارها لإيران، تصريحاً عفوياً أو ارتجالياً، فالجمهورية الدينية الإيرانية ذات الطروحات والشروحات العقائدية، سوف تمضي إلى النهاية، وحتى لا تبدو كاذبةً في أعين مواطنيها، نهاية قد تكتب صفحاتها بالنار والدمار، وربما بأدوات أخرى لإشعال الحروب في الخليج العربي وحول العالم برمته.

استعدادات إيران لأم الحروب تكاد تكون حقيقةً مؤكدة، ولاسيما أن الحديث عن منع مرور النفط الخليجي عبر مضيق هرمز بات أمراً في أوساط النخبة الإيرانية الحاكمة، وقد باركه خامنئي الذي يعتبر أن التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية سيكون «خطأً واضحاً».

من جانبه كشف موقع “مونيتور” الأمريكي، أنّ “إيران صمّمت استراتيجيةً وقائيةً ثنائية الجانب للحفاظ على مصالحها في سوريا”، لكنها تخشى إذعان الأسد للضغوطات، بعدما غيّر خصماه المتمثلان بالولايات المتحدة وإسرائيل موقفهما من بقائه في الحكم، شرط تعاونه مع مطلبهما القاضي بطرد الإيرانيين من سوريا، عقب استعادته السيطرة على أغلبية الأراضي من المعارضة.

وأضاف أنّ “إيران تعمد إلى إرسال موفدين خاصّين إلى موسكو ودمشق لإبقاء روسيا ملتزمةً بشراكتها معها أولاً، ومنع الأسد من الاستسلام للضغوطات ثانياً إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين ترامب وبوتين، على الرغم من عجز موسكو وعدم رغبتها حالياً في طرد إيران من سوريا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى