ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

الدور المهمّ للصراع مع إسرائيل في صناعة النظام الأسديّ، هو دور مكمّل لدور التكسّر المجتمعيّ في سوريّا وسائر المشرق، فوجود إسرائيل وسلوكها ساهما في تسميم المنطقة وعسكرتها كما يقول حازم صاغية في صحيفة الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط تحدث سلمان الدوسري عن العقوبات الأمريكية على إيران. بينما كتبت ناتالي نوغيريد في الغارديان عن انخراط فرنسا في الحملة الدعائية لروسيا والنظام.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب حازم صاغية تحت عنوان “محرمات الكلام السوري”.. لا شكّ في أنّ وجود إسرائيل ثمّ سلوكها ساهما في تسميم المنطقة وعسكرتها، وكذلك نظام الاستبداد الأمنيّ العربيّ وغالباً ما تقاطعا حرباً، بيد أنّ كلّ طرف من الطرفين صدر عن تاريخ يخالف التاريخ الذي صدر عنه الآخر. هذا فضلاً عن أنّ السعي إلى إقامة النظام الأمنيّ والديكتاتوريّ يعود إلى ما قبل نشأة إسرائيل أو يلازم نشأتها، وبعد كلّ حساب كيف نفسّر قيام أنظمة من طينة النظام الأسديّ في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيّة من غير أن تكون هناك إسرائيل.

وأضاف: هذه صيغة أخرى في التخفيف من آثار التكوين الذاتيّ والمسؤوليّة الذاتيّة، وهي تغدو فادحة حين نتذكّر الدور المهمّ للصراع مع إسرائيل في صناعة النظام الأسديّ، وهو دور مكمّل لدور التكسّر المجتمعيّ في سوريا وسائر المشرق.

هكذا يتراءى أنّ مراجعة الحقبة الأسديّة، ثمّ مراجعة الإخفاق الثوريّ، لا تكتملان في ظلّ التمنّع عن ترسيم حدّين بين مسؤوليّتين: حدّ بين النظام والمجتمع بتركيبه العصبيّ أساساً، ولكن بثقافاته أيضاً، وحدّ بين إسرائيل بذاتها، واستطراداً سياستها حيال حقوق الشعب الفلسطيني، وبين تأثيرها على كلّ واحد من البلدان العربيّة والقدرة على إنشاء أنظمة ديموقراطيّة فيها. إنّ المهمّتين تتطلّبان كسر محرّمات باتت الأكلاف الباهظة، الإنسانيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، تحضّ على كسرها.

في الشرق الأوسط كتب سلمان الدوسري تحت عنوان “6 أغسطس… نهاية الحرب الكلامية”.. عندما تدقّ الساعة 12 منتصف هذه الليلة، ستضع الحرب الكلامية التي اتسعت آفاقها بين واشنطن وطهران أوزارها، ويبدأ الفعل والعمل بالعقوبات المنتظرة ضد النظام الإيراني، معها تجد طهران نفسها أمام مفترق طرق استراتيجي ليس جديداً على علاقاتها مع الولايات المتحدة والعالم.

وأضاف أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران شهدت ما هو أسوأ بكثير على مدى الـ39 عاماً، وفي كل مرة يتعاطى الإيرانيون بحسب المساحة الممنوحة لهم، بعيداً عن جميع التهديدات والقنابل الصوتية التي يبرعون في إطلاقها، فعلاً العقوبات الاقتصادية قادرة على إنهاك النظام وربما كسر ظهره، الذي بدوره لن ينفّذ تهديداته العسكرية إلا في حالة واحدة: عندما يشعر أن السقوط قادم لا محالة.

في الغارديان كتبت ناتالي نوغيريد أن الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) قد باع نفسه لـ (بوتين) في سوريا، بعدما وافق على تقديم مساعدات إنسانية تصل إلى مناطق النظام عبر روسيا. مشيرة بذلك إلى طائرة الشحن العسكرية الفرنسية التي سافرت في 21 من تموز من وسط فرنسا إلى سوريا محملةً بـ 20 طناً من المساعدات الإنسانية، حيث هبطت في “قاعدة حميميم” العسكرية الروسية، معقل قوات (فلاديمير بوتين) التي “شنّت هجمات لا هوادة فيها على المدن والأحياء لمساندة نظام (بشار الأسد) الوحشي”.

وأضافت أن تلك اللحظة، لا ترسم فقط صورة فرنسا، بل تشمل التصرف الغربي المتوعك والذي يبين الاستعداد الكامل للديمقراطيات للتضحية بسهولة بمبادئهم على القدر نفسه الذي تسعى فيه الأنظمة الاستبدادية للاستفادة من هذا الضعف.

ولب الموضوع يتلخص بانخراط فرنسا في الحملة الدعائية الروسية – السورية؛ مضمونها عودة التعاون مع دولة أوربية أدان المسؤولون فيها خلال 7 سنوات سياسات الأسد وبوتين في سوريا. متسائلةً عن السبب غير الواضح الذي دفع (ماكرون) للموافقة على الانخراط في شعار “المساعدات الإنسانية” اللامع مع هذ التورط الروسي في سوريا.

وتشير (نوغيريد) إلى أن أهمية هذه الخطوة تتجاوز حدود فرنسا. حيث من الممكن أن تؤدي شراكة (ماكرون) مع (بوتين) في سوريا إلى استسلام غربيّ تجاه ما يحدث في سوريا. وهذا الأمر يعد بحسب (نوغيريد) كارثةً على حقوق الإنسان، في البلد الذي قتل فيه ما يقدر بنحو نصف مليون إنسان وشرد ملايين الناس فيه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى