ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

عودة اللاجئين إلى سوريا، ليست قضيةً إنسانيةً وحقوقيةً فقط، بل هي قضية سياسية أيضاً مرتبطة بطبيعة الحل الذي ستؤول إليه القضية السورية، وخصوصاً فيما يتعلق بطبيعة النظام القائم وسياساته كما يقول فايز سارة في الشرق الأوسط. وحول الموضوع نفسه نشر صبحي حديدي مقالاً في القدس العربي. بينما أوردت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في تقرير لها شهادات مسؤولين سابقين في النظام حول عمليات الاغتصاب التي تجري في سجونه ضد النساء.

وفي الشرق الأوسط كتب فايز سارة تحت عنوان “عودة اللاجئين السوريين”.. عودة اللاجئين بالنسبة لنظام الأسد، متصلة بإعادة هندسة الخريطة الديموغرافية من الناحيتين الأمنية والسياسية. فالنظام الذي طرد ملايين السوريين أو دفعهم للخروج من بلدهم تحت القتل والاعتقال، لا يمكن أن يكون حريصاً على عودتهم إلا بإخضاعهم وفق شروط ومن أبرزها العودة إلى حظيرة النظام، والقبول بفكرة استمراره والموافقة على سياساته، كما تبدّت في السنوات الماضية خاصة في ظل غياب أيّ موقف دولي، يجبره على إعادتهم من دون شروط.

وأضاف أن عودة اللاجئين إلى سوريا، ليست قضيةً إنسانيةً وحقوقية فقط، بل هي قضية سياسية أيضاً مرتبطة بطبيعة الحل الذي ستؤول إليه القضية السورية، وخصوصاً فيما يتعلق بطبيعة النظام القائم وسياساته، الذي لا ينظر إلى العائدين بوصفهم أعداءً أو خصوماً، وإنما مواطنون يعودون إلى بلدهم وبيوتهم وأرضهم، ويستحقون كلّ المساعدة والدعم، وكلّ كلام خارج هذا الإطار أو إجراءات، لن يؤدي إلى حلّ للقضية، بل سيجعلها أصعب ويزيد تعقيداتها على نحو ما تتضمنه الخطة الروسية ذات الطبيعة الانتقائية، أو تكليف حزب الله اللبناني بملف العائدين السوريين من لبنان بما يتناسب وموقفه منهم، وفي الحالتين، فإن الخطة الروسية، وما يقوم به حزب الله، يصبان في خدمة سياسة نظام الأسد وسياسة إعادة رسم الديموغرافية السورية من الناحيتين الأمنية والسياسية وفق مصالحه وسياساته.

في القدس العربي كتب صبحي حديدي.. إن من أمثلة التلفيق الذي يكتنف مسألة اللجوء السوري هو الموقف من إخلاء عناصر «الخوذ البيضاء»، بعد وقوعهم في حالة حصار مطبق بين وحدات النظام والميلشيات الإيرانية من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة مقابلة. مفهوم تماماً أن تسارع أجهزة النظام إلى تأثيم هذه المنظمة، وأن تقتدي بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فتوجّه إلى متطوعي المنظمة تهمة التورط في «أنشطة استفزازية إجرامية»، إذ إنّ المنظمة فضحت الكثير من مجازر الجيش الروسي في مناطق مختلفة من سوريا. وليس غريباً، أيضاً، أن تتعالى حناجر «الممانعة» العربية بالصراخ الصاخب ضدّ إجلاء هؤلاء إلى الأردن، قبيل توطينهم في كندا وألمانيا وبريطانيا، وذلك بذريعة إجلائهم عبر مناطق الاحتلال الإسرائيلي.

وأوردت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في تقرير لها شهادات مسؤولين سابقين في النظام حول عمليات الاغتصاب التي تجري في سجونه ضد النساء، وقالت حارسة أحد السجون التابعة للنظام: إنها كانت توزع حبوب منع الحمل على السجينات مع الطعام من كثرة حالات الاغتصاب.

وقالت الصحيفة الفرنسية في تحقيق حول الموضوع: “إن عمليات الاغتصاب هذه هي أبعد ما تكون عن ممارسات أشخاص غير منضبطين في مراكز اعتقال معزولة”، وإنّ “عشرات الشهادات المتطابقة للضحايا تؤكد أن عناصر القوات الموالية للأسد اغتصبوا الرجال فضلاً عن النساء في جميع المحافظات طوال فترة النزاع”.

ونقلت الصحيفة عن “محمود” وهو اسم مستعار لمسؤول سابق في حمص بين عامي 2011 و 2012 شارك في اجتماعات عدة لاستخبارات النظام، أن رئيس المخابرات الجوية في حمص أمر أحد الضباط قائلاً: “اذهبوا واغتصبوا نساء عائلاتهم! افعلوا ما يحلو لكم، ولن يحاسبكم أحد”، ويؤكد “محمود” أن النظام استخدم الاغتصاب “قصاصاً لأنه أقسى عقاب ممكن ولا يوجد أسوأ منه في ثقافتنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى