ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

موسكو تستغل السلبية الدولية تجاه الوضع السوري المأساوي، وتقوم على الاستثمار والاتجار السياسي والاقتصادي بمحنة ملايين اللاجئين كما يقول محمود الريماوي في العربي الجديد. وفي الحياة اللندنية تحدث عمر قدور عن الموضوع ذاته في مقال له تحت عنوان “تعالوا لأقتلكم بأيديكم”. بينما كتب سيردار تورغوت مقالاً في صحيفة خبر تورك نقل فيه عن مصادر استخباراتية أمريكية قولها: إنّ النظام في إيران سيتغير خلال مدة أقصاها عام واحد فقط.

وفي العربي الجديد كتب محمود الريماوي تحت عنوان “إعادة لاجئين أم اتّجار سياسي بالبشر؟”.. “موسكو تستغل السلبية الدولية تجاه الوضع السوري المأساوي”، وتقوم على الاستثمار والاتجار السياسي والاقتصادي بمحنة ملايين اللاجئين، من دون منحهم أيّ أمل جدّي بالكرامة والأمن والسلام، مع “تهديد” اللاجئين بوضعهم أمام حملة تشهير جديدة ضدهم، إذا ما امتنعوا عن العودة، في ظروف لا تسمح لهم أبداً بالعودة.

والراجح أنه سيعود من قد قرّر العودة، قبل السماع بالخطة الروسية، كحال اللاجئين في لبنان الذين واجهوا عداءً مقيتاً، لا سابق له في تاريخ العلاقة بين الشعبين السوري واللبناني، وتلقّوا بعض التضامن من قوًى وشخصيات لبنانية نزيهة، لكنه لم يمنع التحريض الطائفيّ والعنصريّ عليهم، مع رعاية رسمية لهذا التحريض. وسوى هؤلاء، فإن بقية اللاجئين السوريين، على امتداد العالم، لن يروا في الخطة سوى محاولة فرض عبودية دائمة عليهم في وطنهم، هذا من دون أن تتوقف تطلعاتهم إلى عودة كريمة آمنة، تزول فيها الظروف التي أرغمتهم، ولأول مرة في حياتهم، على اللجوء القسري.

في الحياة اللندنية كتب عمر قدور تحت عنوان “تعالوا لأقتلكم بأيديكم”.. اليوم، عندما يحاول النظام استعادة من هم في سن الخدمة الإجبارية من بين اللاجئين في الغرب فهذا لا يعبّر فقط عن العوز، وإنما أيضاً عن تلك الرغبة «التي لم تتراجع أبداً» في استعادة سيطرته السابقة المطلقة على السوريين، وبفجور أقوى من السابق بعد انكشاف المهمة الحقيقية للجيش منذ زجه لإبادة السوريين.

هذا الجشع الأسدي تشجعه رغبة غربية، وربما ألمانية على نحو خاص، بإعادة بعض اللاجئين لأسباب تتعلق بالجدل السياسي الداخلي في الدول المضيفة. المرشّحون أكثر من غيرهم للوقوع تحت الضغط المباشر أو غير المباشر هم الحاصلون على «الحماية الإنسانية»، أي أولئك الذين لم يقدّموا أنفسهم أصلاً كلاجئين من وحشية الأسد، أو لم تعترف لهم دوائر اللجوء بهذه الصفة، على رغم أن بيان سفارة الأسد في برلين يبدو طامعاً في جميع من هم في سن التجنيد. العالم الذي وقف متفرجاً على المقتلة السورية لن تضيره إعادة بعض من نجوا منها، وفكرة إعادة تدوير الأسد «بوجوده أو عدمه» لا يغيب عن أصحابها أن المقصود أولاً استعادة قدرة النظام الأمني على ضبط البلاد، ولو أتى ذلك بذريعة الخوف من الفوضى.

إن المؤدّى النهائي لموافقة الأسد على عودة أولئك الناجين هو: تعالوا لأقتلكم بأيديكم، حيث القسمة المفترضة في استثمار اللاجئين العائدين هي بين من سيكونون تحت القمع من جديد ومن سيكونون أداته، ومن ثم استئناف السياق الذي أدى إلى المقتلة الحالية. قبل سنوات كان يمكن الجزم بفشل هذه الخطة في ما خص اللاجئين في أوروبا، أما الآن وعلى رغم عدم تراجع المعايير القانونية المتعلقة بحمايتهم فلا يستبعد نيلها قسطاً من النجاح بمساعدة من قيادات غربية، ذلك يتوقف على اعتبارات عدة تخص كلّ بلد على حدة، من دون أن نستثني منها الغرام المستجدّ بالبوتينية.

في صحيفة خبر تورك كتب سيردار تورغوت مقالاً نقل فيه عن مصادر استخباراتية أمريكية قولها: إنّ النظام في إيران سيتغير خلال مدة أقصاها عام واحد فقط، مشيراً إلى أنّ ترامب بدأ بالتلويح إلى إجراءات قاسية وصارمة حيال أيّ دولة تقوم بخرق العقوبات، التي فرضها على إيران.

وأضاف الكاتب، أن واشنطن لاحظت استياء الشعب الإيراني من هدر الحكومة للأموال في عمليات عسكرية سيّرتها خارج البلاد (سوريا على سبيل المثال)، الأمر الذي دفع بأمريكا إلى اعتقاد مفاده (التضييق على إيران اقتصادياً سيؤدي إلى مزيد من المظاهرات في الشارع الإيراني، وهكذا إلى سقوط النظام شيئاً فشيئاً مع تصاعد حدة هذه المظاهرات).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى