إيران والنظام يعتزمان توقيع اتفاق اقتصادي طويل الأمد

طهران ـ وكالات

تعتزم إيران والنظام التوقيع خلال الأيام القريبة القادمة، على اتفاقية حول شراكة استراتيجية طويلة الأمد. تطمح من خلالها طهران إلى حماية ما استثمرته في دعم النظام خلال السنوات الماضية.

وقال وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني أمير أميني: إن إيران وسوريا بصدد التوقيع على اتفاقية اقتصادية استراتيجية طويلة الأمد، تساهم في توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأضاف أنه بموجب الاتفاقية ستقوم شركات إيرانية خاصة بإعادة إعمار ما لا يقل عن 30 ألف وحدة سكنية متضررة وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، مثل خطوط النقل وخطوط المياه والكهرباء في سوريا.

وتسعى إيران للسيطرة على الحصة الكبرى من سوريا، لإثبات أنه لم يكن استثمارها في دعم النظام بلا ثمن خاصةً أنّ وجودها السياسي الآن يفوق وجودها الاقتصادي، في حين يتوقع محللون أن تتركز اتفاقية الشراكة على قضايا إعادة الإعمار.

وقال المحلل الاقتصادي عماد الدين المصبح: إن إيران تعمل باتجاه إبرام اتفاقات طويلة الأجل لا يمكن لأي حكومة قادمة في ظل أيّ حلّ سياسيّ سوى الالتزام بها.

وتربط المصادر بين سعي إيران لإبرام اتفاق الشراكة مع النظام وبين سعي الولايات المتحدة إلى إنهاء وجودها في سوريا خاصةً بعد اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في قمة هلسنكي على إخراج الإيرانيين من سوريا، وبأن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون سيبحث الإجراءات العملية لهذا الاتفاق مع نظيره الروسي في جنيف الأسبوع المقبل.

وأوضح المصبح، أن التفاهمات التي تجري حول إخراج إيران من سوريا، تشمل الخروج العسكريّ فقط وليس الاقتصادي.

وتقول مصادر مطلعة: إنه في الوقت الذي تعمل فيه إيران على ترسيخ وجودها تتساءل وسائل الإعلام الإيرانية بصورة متزايدة عن جدوى ما تستثمره طهران في سوريا، خاصةً على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب في إيران نفسها. حيث بدأت تظهر، بين شعارات المحتجين في الشارع الإيراني، يافطات مثل “غادروا سوريا، واهتموا بنا”.

وتشير المصادر، إلى أن روسيا بدأت تبتعد عن إيران في ضوء الاتفاق المشار إليه وبحسب المحاضر في جامعة شهيد بهشتي بطهران، حامد رضا عزيزي: “عندما يصل الأمر إلى إعادة الإعمار في سوريا، فقد تبدأ الخلافات بين المشاركين في عملية أستانة. في إيران، يرون أن روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا بدأت، فعلياً، عمليةً جديدةً مرتبطةً بإعادة إعمار سوريا. وطهران تكثّف جهودها لكي لا تبقى على الهامش”.

وتحدثت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن أنّ إيران أنفقت مليارات الدولارات وضحّت بحياة المئات من مقاتليها لضمان عدم سقوط بشار الأسد، الذي منحها في المقابل وعوداً وجوائز اقتصادية، لكنّ النظام والمستثمرين التابعين له يسعون لجذب شركات روسية وصينية.

وتقول الصحيفة البريطانية: إن إيران تبدو بالنسبة إلى الحلفاء والخصوم على حد سواء لاعباً مخادعاً في معادلات الشرق الأوسط، خاصة أنها تعزز نفوذها في المنطقة من خلال تطوير شبكة من الميلشيات الطائفية ذات التفكير المتماثل.

وباتت إيران تخشى من أن تتعرض استثماراتها المالية والبشرية إلى انتكاسة، خصوصاً بعد التدخل العسكري الروسي في 2015.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى