ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

إن نشبت الحرب في إدلب خلال الأيام القليلة المقبلة كما يتوعّد الإيرانيون وقادة النظام والقادة العسكريون الروس؛ فإننا قد نشهد أكبر مجزرة في تاريخ الحرب السورية كما يقول عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط. وفي الحياة اللندنية كتب حازم صاغية مقالاً حول الموضوع نفسه تحت عنوان “بوتين الإدلبي”. وفي العربي الجديد كتب سمير صالحة مقالاً تحت عنوان “رادارات أمريكية في سوريا.. دلالات وأهداف”.

وفي الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “إدلب في انتظار المجزرة الكبرى”.. إن نشبت الحرب في إدلب خلال الأيام القليلة المقبلة كما يتوعد الإيرانيون وقادة النظام والقادة العسكريون الروس؛ فإننا قد نشهد أكبر مجزرة في تاريخ الحرب السورية. وهذا ما جعل الممثل والوسيط الدولي ستيفان ديمستورا يقول: إنه سيكون من المحزن أن تختتم الحرب بمأساة ضخمة كالتي يخشى أن تقع في إدلب.

لكنّ المؤسف والمستغرب من الوسيط الدولي، أنه يطلق تصريحات تبريريةً وتحريضيةً عندما زعم أن في إدلب 10 آلاف إرهابي، نعم هناك عدد كبير من مقاتلي تنظيم «هيئة تحرير الشام» الإرهابي، لكنّ الرقم مبالغ فيه كثيراً، إلا إذا كان لديه معلومات دقيقة ومفصّلة، وهنا عليه أن يقدّمها لوسائل الإعلام. وكذلك عندما قال إنه يخشى أن يقوم «الطرفان» باستخدام السلاح الكيميائي، احتفى الروس والنظام بتصريحه، مدّعين استعدادات الإرهابيين لتنفيذ هجمات كيميائية.

إذا كان ديمستورا يملك معلومات عنها عليه أن يقدمها للملأ بدلاً من التصريحات العامة التي تفرش الأرضية لجرائم مقبلة. سمعنا من قبل ادعاءات النظام أنّ الإرهابيين هم من استخدم غاز الكلور، وغيره من الأسلحة المحرمة، إنما كل الأدلة القاطعة أثبتت أنها استخدمت من طرف النظام فقط. وهذا لا يعني تبرئة «هيئة تحرير الشام» من ارتكاب الجرائم البشعة ضد المدنيين، لكن لم يعرف أنها تملك أو تستخدم هذا النوع من السلاح، على الأقل في الهجمات الموثّقة السابقة.

في الحياة اللندنية كتب حازم صاغية تحت عنوان “بوتين الإدلبي”.. حين يسمّى كبير اللصوص رئيس مخفر الشرطة فهذا يضعنا أمام خيار معروف: إسباغ الشرعيّة على السرقة، بعد إسباغها على السارق.

فالسارق، الذي بات رئيس مخفر الشرطة، يسبغ الشرعيّة على سرقاته من خلال بعض ما نراه ونسمعه حاليّاً: الأمّ تيريزا التي تفيض حماسةً لإعادة تعمير سوريا بعد المساهمة النشطة في تدميرها، ولإرجاع اللاجئين والنازحين السوريّين إلى بلادهم بعد المساهمة النشطة، بمعيّة الحلفاء، في دفعهم إلى النزوح. واللبنانيّون، في هذا السيناريو، هم الأشدّ تصديقاً وتهليلاً. إنّهم يرفضون أن يلاحظوا أنّ هذه التوقّعات، التي تنضح بالتفاؤل، يتخلّلها التوقّع الرهيب عن مذبحة في إدلب، وعن حشود عسكريّة غير مسبوقة في البحار والمحيطات، وعن احتمالات الاستخدام لأسلحة محرّمة دوليّاً (هذا ما يقال على الأقلّ).

وما يتيح لبوتين أن يمضي، متعايشاً مع تناقضه الكبير وناسجاً لغته الغثّة، أنّه لا يملك من الصدقيّة ما يخاف أن يخسره، لكن إذا أمكن للبوتينيّة، على رغم كلّ شيء، أن تمضي في إقلاعها ومراكمة انتصاراتها، قبل إدلب وبعدها، فإنّ سنوات من العتم سوف تجد طريقها إلى ربوعنا في المشرق العربيّ، وهي سنوات سوف تبزّ كلّ ما شهدناه من عتم حتّى اليوم.

وفي العربي الجديد كتب سمير صالحة تحت عنوان “رادارات أمريكية في سوريا.. دلالات وأهداف”.. نصبت الولايات المتحدة أجهزة رادار متطورة في منطقتي عين العرب (كوباني) ورميلان في الحسكة، والتي هي جزء من خطة إقامة منطقة حظر جوي، سيمكّنها من المراقبة الجوية لجغرافيا تشمل جنوبيّ تركيا ومناطق شماليّ سوريا والعراق وإيران والساحل السوري، حيث يتزايد النفوذ الروسي، وبالتالي متابعة تحرّك الطائرات التركية والروسية والإيرانية والسورية والعراقية، وعلى مسافة مئات الكيلومترات في المنطقة. المشكلة الكبرى الآن هي ليست في إنشاء هذه الأجهزة وتثبيتها فوق الأراضي السورية بصورة غير شرعية فقط، بل إسنادها بالقدرات العسكرية الدفاعية – الهجومية، للرد على أية محاولة اقتراب من الأجواء التي تحدّدها هي مناطق محظورة لحماية شركائها المحليين، ومصادر الطاقة السورية الواقعة تحت نفوذها. كيف ستردّ أنقرة وموسكو وطهران ودمشق؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى