جيفري يبدأ جولته في المنطقة وفي أولوياته أمن إسرائيل وإخراج إيران إضافة إلى إدلب ومنبج

واشنطن ـ راديو الكل

بدأ المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري جولته الأولى في عدد من عواصم المنطقة بدأها بزيارة إسرائيل التي سيبحث فيها مسائل تتعلق بأمن إسرائيل، في حين سيناقش في تركيا تطورات الأوضاع المحيطة بإدلب في ظل تهديدات روسيا والنظام بشن عمل عسكري.

وقبيل بدء جولته في المنطقة أعلن المبعوث الأمريكي الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري، أن “الهجوم العسكري في إدلب سيصعّد الأزمة في سوريا والمنطقة، ويعرّض حياة المدنيين للخطر، فضلاً عن تدمير البنية التحتية”، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستردّ على أي هجوم بالأسلحة الكيميائية قد ينفّذه النظام.

وتأتي جولة جيفري في خضم تصاعد الحراك الدّبلوماسي والعسكري حول إدلب، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة تعدّ هجوم جيش النظام على محافظة إدلب تصعيداً للصراع السوري.

وتوقعت مصادر صحفية، أن ينقل المبعوث الأمريكي إلى المسؤولين في الدول التي يزورها، وهي إسرائيل والأردن وتركيا، موقف بلاده الذي يؤكد تجنب وقوع كارثة إنسانية، وربط مستقبل إدلب بالعملية السياسية، والتزام الخطّ الأحمر بعدم استعمال السلاح الكيميائي.

وفي تركيا سيكون ملفّ إدلب حاضراً في مباحثات المبعوث الأمريكي مع المسؤولين الأتراك، حيث أكد وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” أن بلاده تسعى لمنع الهجوم المحتمل على محافظة إدلب، محذراً من أن أيّ هجوم قد يؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين.

وأضاف أوغلو: “هناك قلق بشأن هجوم محتمل على إدلب، ونحن نبذل جهوداً لوقف هذا الهجوم، وقد زرنا موسكو مع وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات كما تعلمون”.

وقبيل بدء زيارة جيفري إلى تركيا أعلنت أنقرة، تصنيف هيئة تحرير الشام (التي تقودها النصرة) منظمةً إرهابية في سوريا، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون رغبة تركيا في إيجاد قواسم مشتركة مع السياسة الأمريكية في سوريا.

وتجمع مصادر متابعة للتطورات، على أنّ أقصى ما يستطيع الذهاب إليه الروس والنظام هو عملية محدودة، وقال سام هيلر، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية: إن إدلب قد تكون بمنزلة ورقة مساومة بين القوى المؤثرة في الصراع السوري، فـ”مصير إدلب لا علاقة له بقضية الجهاديين، بل بمعادلة جيو-استراتيجية أوسع يجد فيها ثلاثة ملايين مدني أنفسهم محاصرين”.

وقال ميشيل كيلو العضو السابق في الهيئة السياسية التابعة للائتلاف: إن روسيا لن تكرر في إدلب ما سبق أن فعلته في الغوطة وريف حمص الشمالي، ليس فقط لأن تركيا دولة قوية، وإنما أيضاً لأن عواقب استفزازها ستكون شديدة الخطورة على مجمل سياسات روسيا السورية، واستراتيجيتها الإقليمية والدولية.

وقالت مصادر صحفية: إن زيارة جيمس جيفري إلى المنطقة ستكون بمنزلة شراكة بين هذه الدول.

ويتوقع أن يجري المبعوث الأمريكي في أنقرة مراجعةً لتنفيذ خريطة الطريق الخاصة بمنبج بعد تسيير دوريات مشتركة وقرب الاتفاق على تشكيل مجلس محلي للمدينة، في وقت أعربت فيه أنقرة عن القلق من زيادة الانتشار الأمريكي شرقي سوريا بعدما حسمت إدارة ترمب قرارها بـ«البقاء إلى أجل غير محدد» شرق نهر الفرات.

وربطت الولايات المتحدة بين استمرار وجودها في شرق الفرات بتحقيق ثلاثة أهداف، هي: منع عودة داعش بعد هزيمته، وتقليص النفوذ الإيراني، والتوصل إلى حل سياسي في سوريا.

وقالت مصادر دبلوماسية: إن المهمة الأساسية لمسؤول الملف السوريّ الجديد هي وضع قواعد للمواجهة مع إيران، إضافة إلى طرد الميلشيات الإيرانية من سوريا، إلا أن الأولية الأمريكية اليوم هي استبعاد إيران من الساحة السورية، تزامناً مع معركة مرتقبة جديدة سيخوضها التحالف وقوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- ضد آخر معاقل تنظيم داعش في البوكمال على الحدود السورية العراقية.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن إيران قد خفّضت من وجودها ووتيرة أنشطتها العسكرية في سوريا، وذلك بسبب الضغوط الدولية وجهود تل أبيب في ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى