ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

قبل أن تندلع المعركة في إدلب، فتح الصراع المؤجّل على المحاصصة مرحلةً جديدة في مسار الأزمة، فالجميع يتأهبون لرسم الحدود النهائية لنفوذهم وتعريف مصالحهم بوضوح كما يقول جورج سمعان في الحياة اللندنية. ونشر ترك برس مقالاً بقلم أحمد الهواس تحت عنوان “الحلف الإيراني الروسي أداة أمريكية في سوريا” وكتب فيكتور كوزوفكوف، في “فوينيه أوبزرينيه” مقالاً تحت عنوان “مباحثات بين بعثتي وزارتي الدفاع الروسية والإيرانية”.

 

وفي الحياة اللندنية كتب جورج سمعان تحت عنوان “معركة إدلب تحرك الصراع على المحاصصة”.. معركة إدلب فتحت شهية جميع المنخرطين في أزمة سوريا. وقبل أن تندلع ميدانياً، فتح الصراع المؤجل على المحاصصة مرحلة جديدة في مسار الأزمة، فالجميع يتأهبون لرسم الحدود النهائية لنفوذهم وتعريف مصالحهم بوضوح.

وأضاف أنه يمكن لأي طرف أن يعرقل مساعي الطرف الآخر أو محاولات المعترضين على دوره ومنطقة نفوذه. لذلك، تبلورت في الأيام الأخيرة مواقف سياسية وعسكرية، من هنا وهناك، بدت قبل ذلك ضبابيةً وغامضةً أو اتسمت أحياناً بالتناقض، خصوصاً الموقف الأمريكي.

وقال الكاتب: قد يكون التراجع عن الهجوم متعذراً بعد كل هذه الاستعدادات. ولكن، في ضوء الاعتبارات المذكورة، يمكن لموسكو وأنقرة التوصل إلى صيغة وسطى تحفظ لكل منهما ماء الوجه، وتضمن لتركيا حصتها.. وممكن أن تتوافقا على اقتصار الحملة على مواقع ذات رمزية معينة، مثل استعادة قوات النظام جسر الشغور التي تشكل نقطة استراتيجية تمسك بطرق الساحل غربي البلاد باتجاه حلب شمالاً وسهل الغاب جنوباً.

ونشر ترك برس مقالاً بقلم أحمد هواس تحت عنوان “الحلف الإيراني الروسي أداة أمريكية في سوريا”.. هناك مشكلة في فهم طبيعة الدور الإيراني في سورية، وهي اعتبار إيران عدوًا لأمريكا وإسرائيل، بل قد يصل “التخيل” ببعضهم إلى أن إيران تخوض حربًا مع أمريكا على الأرض السورية! وهذا وهم وفساد في الذهن، أو تدليس على الناس!

وقال: الواقع أن إيران في تحالف عضوي مع أمريكا وإسرائيل، بل إن مجيئها إلى سوريا كان بأمر أمريكيّ وليس برغبة أمريكية فقط، كلام قد يبدو صعب الفهم أو أنّه خارج السرب عند من يتوهّم أنّ ثمة صراعاً بين أمريكا وإيران.

وأضاف أن أمريكا حرصت على بقاء النظام الطائفي في سوريا، منذ أن مكّنت لهم من الحكم، وقد كلف حافظ الأسد بعدة مهام ونجح بها، كتدمير المقاومة الفلسطينية وإخراجها من لبنان، وتمزيق وحدة الصف الفلسطيني، وإضعاف السنة في لبنان، وقد تمّ له ذلك مقابل صمت أمريكا عن جرائمه بحق السوريين في السبعينيات وأوائل الثمانينيات، كذلك دعمه للملالي في حربهم ضد العراق، ودخوله حليفاً في الحرب ضد العراق 1991 بذريعة تحرير الكويت!

وقد استترت أمريكا خلف الفيتو الروسي الصيني، وتركت الشعب السوري يواجه مصيره، ولم تعمل على حماية المدنيين كما ينصّ القانون الدولي، وكان يمكن أن تنقل الملفّ إلى الجمعية العمومية تحت بند الاجتماع من أجل السّلم.

أمريكا تضخّم القوة الإيرانية حتى تبتز الخليج، وتضحك على فشلة المعارضة السورية وتوهم السوريين أنها بحرب مع إيران، والواقع أن إيران وأمريكا وروسيا والصهاينة والنظام الطائفي في سوريا وشقيقه الطائفيّ في العراق في تحضير للمعركة القادمة، وهي تركيا، وما الوجود الإيراني في الشمال إلا تحضيراً لذلك!

وتبقى الحقيقة الغائبة أو المغيّبة، أنّ أيّ خلاف يشاع بين حزب الله وجنود النظام غير صحيح، وأيّ خلاف بين روسيا وإيران على الأرض السورية غير صحيح، فالكلّ يعمل لهدف واحد وعند معلم واحد، وقد جمع بين هؤلاء أسباب دينية ومصلحية، وكلّ إشاعة عن تصادم بينهم الغاية منه صرف الأنظار عن هذا التحالف الشيطاني وأهدافه!

وكتب فيكتور كوزوفكوف، في “فوينيه أوبزرينيه” مقالاً تحت عنوان “مباحثات بين بعثتي وزارتي الدفاع الروسية والإيرانية”.. وقّع بشار الأسد ووزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، اتفاقاً حول التعاون العسكري بين سوريا وإيران. لسوء الحظ، نحن لا نعرف تفاصيله، لكنّ الجانب الإسرائيلي أبدى على الفور معارضته القوية لهذا الاتفاق.

إن احتمال قيام الأسد بالتوقيع على هذه الاتفاقية من دون التشاور مع موسكو ضئيل جداً. فهو يدرك تماماً أنّ أيّ مواجهة مع الكرملين تهدد بانسحاب القوات الروسية من سوريا.

أما موافقة موسكو فتعني أن هذا الاتفاق ليس قاتلاً بالنسبة لإسرائيل، أو أن القصص حول الانسجام القائم بين إسرائيل وموسكو مبالغ فيها كثيراً. الحالة الأولى، تعني أنه لا توجد نقاط حرجة بالنسبة لإسرائيل في الاتفاق- لا وجود عسكرياً طويل الأمد، ولا قواعد عسكريةً إيرانية هناك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى