ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ وكالات

الولايات المتحدة تكرر مع روسيا ما كانت فعلته مع الاتحاد السوفيتي وهو إغراقها أكثر في سوريا بغية كسرها وهزيمتها كما يقول محمد زاهد غول في القدس العربي. وفي العربي الجديد كتب ميشيل كيلو مقالاً تحت عنوان “نهاية أستانة”. ومن جانبها نشرت مجلة “ذا أتلانتك” تقريراً قالت فيه: إن الأسوأ لم يأت بعد في سوريا.

وفي القدس العربي كتب محمد زاهد غول تحت عنوان “هل تكون إدلب معركة انكسار روسيا؟”..  التجربة تقول، من أيام الحرب الباردة: إن هزيمة الاتحاد السوفييتي تمت خارج الأراضي الروسية، وإن ذلك تم باستغلال أخطاء الاتحاد السوفييتي باحتلال أفغانستان، فكانت هزيمته في أهم ميادينها في استنزاف الهيبة السوفيتية الروسية في حرب أفغانستان في نحو ثماني سنوات، حتى اضطرت القيادة الروسية إلى إعلان الانسحاب من أفغانستان.

هذه الاستراتيجية الأمريكية عادت روسيا لتقع فيها مرةً ثانية في سوريا، فقد بقي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري سنوات وهو يحث روسيا على التدخل العسكري في سوريا للهدف نفسه، وهو استنزاف روسيا الاتحادية وهزيمتها في سوريا.

وأمريكا تعوّل كثيراً على إغراق روسيا في سوريا أكثر، فالسيناريو الأرجح لمعركة إدلب أن تستخدمها أمريكا لإغراق روسيا في سوريا أكثر، وعدم تمكينها من تحقيق النصر فيها، وإن كلّف ذلك أمريكا تبنيها الدعم المباشر للفصائل المقاتلة، كما حصل في أفغانستان، فالأزمة السورية في الرؤية والاستراتيجية الأمريكية عنوانها هزيمة روسيا بوتين تحديداً، مع السماح لروسيا بتدمير سوريا وقتل شعبها خدمةً للمشروع الصهيوني.

وفي العربي الجديد كتب ميشيل كيلو تحت عنوان “نهاية أستانة”.. بحسب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيشهد عامنا الحالي نهاية الجانب العسكري من الصراع في سوريا، وانتفاء الحاجة إلى ما اختلقته الدبلوماسية الروسية بموافقة (أو تغاضي) واشنطن من مسارات بديلة لمسار جنيف، مثل أستانة وسوتشي، وتركيز المجتمع الدولي على تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، باعتباره مرجعيةً لحل سياسي، يتم بمشاركة واشنطن.

باختتام الجزء الرئيس من الصراع العسكري، يفترض أنه لن يبقى لمداولات أستانة ما تبحثه، وإن تواصلت اللقاءات الروسية التركية الإيرانية بعض الوقت، بطلب من روسيا التي ربما كان في خططها الاستقواء بالدولتين خلال فترة صراعات الحلّ المقبلة وتجاذباتها، وخصوصاً إذا ما تمسّك البيت الأبيض بما حدّده وزير دفاعه الجنرال ماتيس من أهداف تتصل بتطبيق القرار 2254، من أهمّها إقامة وضع انتقالي محايد لا يقوده الأسد، سيكون تحقيقه نقيض الحل الذي يكرّس سيطرة موسكو على سوريا، من خلال الإبقاء على نظامها الحالي الذي غزا جيشها سوريا قبل ثلاثة أعوام لإنقاذه، بينما أعلن بشار الأسد، في المقابل، قبوله استمرار الاحتلال البوتيني الأراضي السورية إلى فترة غير محدّدة!

بتطبيق القرار 2254، لن يبقى هناك من مبرّر لالتفاف روسيا على القرارات الدولية عوض تطبيقها، وسترى موسكو أن حلّها العسكري سيضعها أمام تعقيدات لن يكون في وسعها تخطّيها بمفردها، كإعادة إعمار ما دمرته، وعودة من هجرتهم إلى ديارهم، والتمسّك بالأسدية، وفرض نفسها قوة احتلال يرفضها السوريون. عندئذ، ستدرك موسكو مرغمةً أن ما حققته بالحرب كان الجزء السهل من “مهمتها” السورية، وأن تحدّيات السلام هي العقبة الحقيقية التي ستحول بينها وبين جني ثمار عدوانها الأحمق على سوريا وشعبها!

ومن جانبها قالت مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية: إن الأسوأ لم يأت بعد في سوريا، موضحةً أن معارك سوريا المرعبة بالفعل، والمعاناة الإنسانية التي سبّبتها، قد تتضاءل مقارنةً بما سيحدث بعد ذلك.

وأوضحت المجلة، أن قوات الأسد، المدعومة بالغارات الجوية الروسية، تحيط بإدلب، شمال غربي سوريا، وتستعد لشن هجوم ضد آخر منطقة يسيطر عليها المعارضة والتي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين.

وتابعت المجلة قائلة: “انتصار الأسد في إدلب في نهاية المطاف ليس بأي حال من الأحوال علامةً على انتهاء الحرب الأهلية السورية، وفي أفضل الأحوال يمكن القول: إنه هزم التمرد المسلح، لكن الصراع في سوريا تحول الآن إلى حرب إقليمية بالوكالة، تشمل إيران وتركيا وروسيا وغيرها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى