أردوغان في سوتشي الاثنين لبحث ملف إدلب.. والمجموعة المصغّرة تسرّب إعلان مبادئ حول سوريا

عواصم ـ راديو الكل

بحث ممثلو كلّ من تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في مدينة إسطنبول تطورات الأوضاع في إدلب والتحضير لقمة رؤساء الدول الأربع التي ستعقد في المدينة التركية في وقت لاحق من الشهر الحالي، بينما أكد المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم قالن أنّ المباحثات التي سيجريها الرئيس أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي بعد غد الاثنين ستكون مهمةً جداً، ويأتي ذلك في وقت نشرت فيه وسائل إعلام وثيقة إعلان مبادئ للمجموعة المصغرة من أجل سوريا.

وأعلن الرئيس التركي أنه سيتوجه يوم الاثنين المقبل إلى روسيا وسيلتقي في مدينة سوتشي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث تطورات الأوضاع في إدلب.

وأشار الرئيس أردوغان في كلمة أمام أنصاره إلى تعرض المدنيين المقيمين في منطقة إدلب لخطر المجازر وقال: إنه من أجل تناول هذه المسألة سيزور روسيا وسيلتقي بالرئيس بوتين.

وتأتي المباحثات المزمعة بين الجانبين بعد أيام على قمة طهران الثلاثية التي جمعتهما مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن إدلب.

وعقد في مدينة إسطنبول اجتماع رفيع المستوى بين ممثلي كلّ من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا تم فيه مناقشة الملفّ السوري وملفات أخرى، تحضيراً لاجتماع قمة لقادة الدول الأربع.

ورأس الوفد التركي إبراهيم قالين المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية والوفد الألماني يان هيكر مستشار الأمن القومي، والوفد الفرنسي فيليبي اتينه كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس إيمانويل ماكرون، في حين رأس الوفد الروسي يوري أوساكوف كبير مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال قالن بعد الاجتماع: إن الجميع متفقون على الحل السياسي في إدلب، مشيراً إلى أن أيّ هجوم على إدلب لن ينتهي بمأساة إنسانية فحسب، بل ستترتب عليه نتائج سياسية ودبلوماسية خطيرة للغاية.

وشدد قالن على أن الجهود التركية وحدها لن تكفي لوقف الهجوم على إدلب، مضيفاً: “على الرأي العامّ العالمي أن يتحمّل مسؤولياته في هذا الموضوع.. فأيّ هجوم على إدلب قبل كلّ شيء سيقوض المسارات السياسية المستمرة، ويمهد الطريق لأزمة ثقة خطيرة، ويدفع مئات الآلاف للنزوح باتجاه تركيا”.

وتحدثت مصادر صحفية عن أن القمة الرباعية تجمع بين مؤيدي مؤتمر جنيف وروسيا التي تؤيد سوتشي وأستانة، وهو ما يلتقي مع اجتماع الدول السبع الذي عقد أمس في جنيف وتسربت عنه وثيقة إعلان مبادئ للحلّ السياسي في سوريا ستسلّم إلى المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد قبيل زيارته إلى ألمانيا أمس بشكل مفاجئ استعداد موسكو للبحث عن سبل للتفاهم والتعاون بين صيغة أستانة المجموعة الدولية “المصغرة” حول سوريا.

وقالت مصادر صحفية: إن مهمة لافروف هي إقناع المسؤولين الألمان بأن دعم التوجه الروسي لحسم الموقف في إدلب، وإطلاق العملية الدستورية، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، يصبّ في مصالح ألمانيا والبلدان الأوروبية عموماً.

وفي جنيف تسرّبت لوسائل الإعلام وثيقة إعلان مبادئ للمجموعة المصغّرة من أجل سوريا التي تضمّ فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ودولاً عربية.

وتشير الوثيقة التي سيتم تسليمها للمبعوث الأممي ستيفان ديمستورا حول رؤية هذه الدول للحل في سوريا، إلى ضرورة قطع الحكومة التي ستشكّل في سوريا علاقاتها مع إيران وميلشياتها وحصول سلسلة من الإصلاحات الدستورية، من بينها تعديل صلاحيات الرئيس وإعطاء صلاحيات كبرى لرئيس الحكومة، إضافةً إلى دور مدنيّ في إصلاح أجهزة الأمن واعتماد نظام لا مركزي في سوريا.

وقالت مصادر صحفية: إن مسؤولين أمريكيين ناقشوا مع شخصيات معارضة ومع مسؤولين أوروبيين هذه الوثيقة التي أعدّها جيمس جيفري المبعوث الأمريكيّ الجديد إلى سوريا، حيث تؤكد رغبة واشنطن في العودة بقوة إلى مسار جنيف بعد فشل مسار أستانة في التوصل إلى حل سياسي.

وأوضحت أن الوثيقة تركز على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يؤكد أن تجري العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة وتؤدي إلى إصلاحات دستورية وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة. وينبغي للعملية السياسية أن تنتج مساءلةً وعدالةً انتقالية ومصالحةً وطنيةً حقيقية.

كما تشير الوثيقة إلى تشكيل لجنة دستورية تحت رعاية وضبط الأمم المتحدة هي الآلية الملائمة لمناقشة الإصلاح الدستوري والانتخابات، والوصول إلى حل سياسي من أجل سوريا، وينبغي على الأمم المتحدة أن تشكل اللجنة الدّستورية بأقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى