ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

تفكيك جبهة النصرة من وجهة نظر روسيا يعني عزلها سياسياً وعسكرياً وجغرافياً عن بقية فصائل المعارضة المسلحة لاستهدافها وبعدها تنخرط المعارضة المسلحة في الحرب على النصرة، لتكتسب جدارتها في أن تصبح جزءاً من الحل السياسي في إدلب وسوريا كما يقول عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور. وفي الحياة اللندنية كتب بهاء أبو كروم مقالاً تحت عنوان “كيف ستقطف موسكو ثمار تورطها في سوريا؟”. ونشرت صحيفة “فايني آباريزني” تقريراً تحدثت فيه عن ثلاثة سيناريوهاتٍ محتملة لإدلب.

وفي صحيفة الدستور الأردنية كتب عريب الرنتاوي تحت عنوان “عن قمة سوتشي وتفكيك النصرة”.. تفكيك جبهة النصرة من وجهة نظر روسيا يعني عزلها سياسياً وعسكرياً وجغرافياً عن بقية فصائل المعارضة المسلحة، توطئة لاستهدافها بالحديد والنار وبعدها تنخرط المعارضة المسلحة في الحرب على النصرة، لتكتسب جدارتها في أن تصبح جزءاً من الحل السياسي في إدلب وسوريا، ولكن هذا الأمر لا يلقى صدًى واسعاً لدى أنقرة، كما أن النظام وإيران يرون أن الفصائل المسلحة أشدّ خطورةً من النصرة، بالنظرة لأهليتها من وجهة نظر المجتمع الدولي للشراكة في الحل السياسي، وهنا يبدو خيار الحسم العسكري هو الخيار المفضل لهما.

الصورة ستنجلي غداً، بعد قمة سوتشي، فموسكو لا تكفّ عن تحميل أنقرة مسؤولية الحسم بمصير النصرة ولا تمانع في حسم عسكري متدرّج، يقضم الأرض تدريجياً من تحت أقدام النصرة وروسيا لا تعارض أية ترتيباتٍ بخصوص إدلب، تنخرط بموجبها أنقرة وحلفاؤها في حل سياسي، يعيد للدولة السورية حضوراً ولو رمزياً في المحافظة، أقلّه على المدى التكتيكي.

في الحياة اللندنية كتب بهاء أبو كروم تحت عنوان “كيف ستقطف موسكو ثمار تورطها في سوريا؟”.. منذ أن قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخول الحرب السورية.. الدعاية التي اعتمدها الروس في طرحهم لمبادرة عودة اللاجئين بعد قمة هلسنكي، سرعان ما اصطدمت بفشلهم في تأمين التمويل لإعادة الإعمار من الدول الغربية قبل الشروع بمقتضيات الحلّ السياسي، إذ لم يجدوا من يسير معهم بهذه الحيلة إلا وزير خارجية لبنان جبران باسيل لأن في المبادرة كميناً يهدف إلى التحايل على ضرورة الحلّ السياسي للمشكلة السورية.

ومرةً ثانية لم تأكل روسيا عنباً عندما لم يسر الغرب معها في إعادة الإعمار لضمان عودة اللاجئين، وتبقى آلتها العسكرية الكبيرة في سوريا على مسافةٍ بعيدةٍ من قطف جنى الحرب، ولعلّ أهمية معركة إدلب بالنسبة لهم أنها قد تشفي غليلهم هذه المرة.

ونشرت صحيفة “فايني آباريزني” الروسية تقريراً، نقلت فيه عن مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو ديميتري إيغورشينكوف قوله: إن هناك ثلاثة سيناريوهاتٍ محتملة لحل المشكلة في إدلب.

السيناريو الأول وهو إيرانيّ وكارثيّ حيث يتضمن أن تقدم جميع الأطراف المتقاتلة على التناحر داخل إدلب من دون النظر إلى الخسائر، ما يعني أن يكون أمام تركيا فرصة لإبقاء قواتها العسكرية في إدلب على المدى الطويل، وفتح الحدود الشمالية لسوريا، من دون أن يتمكن النظام من استعادة إدلب.

السيناريو الثاني يعدّ أقلّ عنفاً بكثير مقارنةً بالأول، في حين يعدّ الأكثر انسجاماً مع وجهة النظر التركية وهو نزع سلاح المسلحين أو دفعهم لتسليم السلاح وانتقالهم إلى صفوف المعارضة، علماً بأن هذه العملية ستستمر إلى ما بعد مرحلة إعادة إعمار سوريا. لكن توجد شكوك عديدة متعلقة بمدى نجاعة مثل هذا السيناريو، خاصةً أن هناك قدراً كبيراً من المخاوف بشأن تبعات تحققه على أرض الواقع.

أما السيناريو الثالث، فيعدّ الأكثر تلاؤماً مع وجهة نظر النظام وروسيا، حيث يقوم على إمكانية الدخول السلس والبطيء لقوات النظام إلى المحافظة، واستعادة العلاقات مع المواطنين بشكل تدريجي. على سبيل المثال، وحتى الآن، هناك بعض الأشخاص، الذين يتمتعون بقدرٍ كبيرٍ من التأثير، مستعدون للحوار مع النظام، وقد عبّروا عن استعدادهم بطريقةٍ أو بأخرى لتهدئة الوضع وتحرير إدلب، ليس من النازحين وإنما من الأجانب غير المرغوب فيهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى