“حين تتحدث الزنازين” أول كتاب يتحدث عن ضحايا سجون النظام شمالي سوريا

إدلب – راديو الكل

تقرير: سارة سعد  – قراءة: دانية دعاس

كي لا تبقى صرخاتهم حبيسة جدران صمّاء بعد وفاتهم، جاء كتاب “حين تتحدث الزّنازين” ليروي ما تعرّض له المعتقلون وليكون شاهداً على وحشية النظام بحقّ من حلموا يوماً بوطن جميل.

مؤلفة الكتاب غادة باكير تقول لراديو الكل: إن الكتاب هو محاولةٌ لإحياء ذكرى من توفي تحت التعذيب بطريقة مختلفة، عبر إبراز جوانب معينة من حياتهم الشخصية تتعلق بما كانوا يحلمون ويسعون إلى تحقيقه قبل اعتقالهم.

وعن كيفية توثيق وجمع الأسماء، تضيف باكير أنه جرى التوصل للقصص من خلال شهادات ذوي المعتقلين وأصدقائهم في منطقة إدلب وريفها، كما تم التوصل إلى بعض أساليب  التعذيب التي كان يتعرض لها  المعتقل عن طريق بعض الأشخاص المفرج عنهم والذين كانوا يشاركونه الزنزانة ذاتها.

وتوضح باكير أن التقيد بفترة زمنية معينة لجمع القصص، إضافة إلى أن محدودية حجم الكتاب “200 صفحة” حال دون تضمين قصص جميع الضحايا بالرغم من التواصل مع عائلاتهم، مشيرة إلى أن العمل تم بالتعاون ما بين مركز البراءة في سراقب وجريدة زيتون في تركيا التي تولت تجهيز الكتاب وطباعته وعرضه في “معرض إسطنبول للكتاب”.

وكان “منتدى المرأة السورية” نظّم، السبت الماضي، جلسةً حواريةً حول مضمون الكتاب المذكور في مركز البراءة بمدينة سراقب شرقي إدلب، حيث قالت مؤلفته أنه تم طباعة ألف نسخة يجري حاليا توزيعها في الشمال السوري، وسيتم قريباً تحويله إلى نسخ إلكترونية  لتحقيق انتشار أكبر.

بدورها، تتحدث هالة باكير المشرفة في المركز عن مراحل تأليف الكتاب من خلال جمع قصص الضحايا والمعتقلين إضافةً إلى الصور وشهادات الوفاة، مشيرة إلى أن إنجاز الكتاب أخذ 40 يوماً.

محمود الأحمد أحد حضور الجلسة الحوارية في سراقب، يؤكد أهمية تسليط الضوء على المعتقلين وتحويل أرقامهم إلى قصص وتعريف الناس بمعاناتهم، منوهاً إلى أن المعتقل مسألة مهمة ومعرفة معاناته يجب أن تصل لكل بيت وفرد.

من ناحيته، يقول محمود بكور أحد الحضور، إن وجود سيدات في الداخل السوري تعمل على جمع أدلة وحقائق  رغم الإمكانيات القليلة المتوفرة، للوصول للحقيقة يعد بحد ذاته إنجازاً كبيراً وانتصاراً للثورة السورية.

ووثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أكثر من اثنين وثمانين ألف مواطن سوريّ مختف قسرياً لدى النظام منذ آذار 2011، في حين بلغ عدد الضحايا الذين قتلوا بسبب التعذيب قرابة أربعة عشر ألفاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى