ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

لا يوجد مثال أفضل على دور روسيا المعقّد في الحرب في سوريا من قيام صواريخ مضادة للطائرات روسية الصنع تابعة للنظام بإسقاط طائرة روسية كما يقول كون كوغلين في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية. ومن جانبه نشر فكتور ليتوفكين مقالاً في صحيفة إزفستيا تحت عنوان “ما الذي يمنع إحلال السلام والاستقرار في سوريا”. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً تحدثت فيه عن تضارب المواقف في الكرملين بعد إسقاط الطائرة الروسية.

وفي صحيفة ديلي تلغراف كتب كون كوغلين محرر الدفاع مقالاً تحت عنوان “روسيا تحصد ما زرعته في سوريا” قال فيه: إنه لا يوجد مثال أفضل على دور روسيا المعقّد في الحرب في سوريا من قيام صواريخ مضادة للطائرات روسية الصنع تابعة للنظام بإسقاط طائرة روسية.

وقال: إنه مع اقتراب نهاية الحرب الأهلية السورية من نهايتها بعد 7 أعوام من القتال المرير، يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصوير نفسه على أنه المنتصر في سوريا، فهو لم يكن قانعاً بتحقيق هدفه الأولي وهو إنقاذ “الدكتاتور بشار الأسد، ولكنه الآن يسعى لأن يملي شروط إنهاء الصراع في البلد الذي مزّقته الحرب.

وأضاف أن إسقاط الطائرة الروسية، الذي نجم عنه مقتل 15 شخصاً، مؤشر على صعوبة التمييز بين الأصدقاء والخصوم في الصراع السوري.

ويضيف أن مسار بوتين كان دوماً مبنياً على رغبة الكرملين في الحفاظ على الوجود العسكري الذي احتفظت به طوال عقود في سوريا منذ الحرب الباردة.

وتحت عنوان “ما الذي يمنع إحلال السلام والاستقرار في سوريا” كتب فكتور ليتوفكين في صحيفة إيزفستيا مقالاً قال فيه:

سبّبت عمليات إسرائيل إسقاط الطائرة الروسية مؤخراً ومقتل جميع أفراد طاقمها. وهي تستهدف المواقع الإيرانية، لأنها تعتقد أن إيران تخزّن الأسلحة هناك لنقلها لاحقاً إلى حزب الله اللبناني.

وأضاف أن الولايات المتحدة تريد أن تكون حاضرةً في سوريا وقيادة العمليات الموجهة ضد بشار الأسد، وفي الوقت نفسه تعزيز وجودها في الشرق الأوسط والتعويض عن خطأ دعمها لداعش. ويضيف الكاتب، أن هناك أيضاً المملكة العربية السعودية والأردن، اللتين لديهما أيضاً مصالحهما في سوريا.

كل هذا يسبب معارك دمويةً وتدمير مدن سورية بأكملها، لا يمكن بسببها إحلال السلام والاستقرار في سوريا. كما أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يقوم بعمليات استفزازية بتنفيذ هجمات على المواقع السورية، ما يمنع استقرار البلد.

كما أن الولايات المتحدة تملي إرادتها على أوروبا لاستقبال ملايين اللاجئين السوريين. أي أن أوروبا أصبحت تحت الوصاية الأمريكية، لذلك تفشل في إنشاء جيش خاصّ بها، واضطرت إلى فرض عقوبات على روسيا تحت ضغط واشنطن، ما أدى إلى تكبدها خسائر اقتصاديةً كبيرة.

هذا التشابك في التناقضات يسبب مثل هذه الحوادث المأساوية. كان يجب أن تجبر هذه الحوادث اللاعبين على التفكير بأن الأوضاع ساءت جداً، ولكن مع الأسف هذا لا يهمهم. بل على العكس من مصلحة العديد منهم، تكبدت روسيا خسائر كبيرة لكي لا تتمكن من تحمل الأعباء المالية هناك. إن هدفهم العام هو خروج روسيا ليس فقط من سوريا، بل من شرق البحر الأبيض المتوسط.

ومن جانبها كتبت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً بعنوان “بعد سقوط طائرة روسية على يد قوات الأسد.. التضارب سيد الموقف في الكرملين” قالت فيه: بالرغم من أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت إسرائيل بالاختباء وراء الطائرة الروسية مما سهل استهداف الأخيرة من دون قصد على يد قوات الأسد، لكن الرئيس فلاديمير بوتين كان له رأي آخر وحاول تهدئة الأوضاع.

وأشارت الصحيفة، إلى رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد إسقاط طائرة تابعة لدولته على الأراضي السورية.

ووصفت نيويورك تايمز سقوط الطائرة الروسية بأنه أسوأ حالة “نيران صديقة” بالنسبة لروسيا في الحرب السورية.

ورغم الغضب الروسي، فإن مخاوف حدوث مواجهة روسية إسرائيلية خمدت بعد تصريحات بوتين.

وألقى بوتين اللوم في سقوط طائرة المراقبة الروسية على ما وصفه بـ “سلسلة من الظروف التراجيدية العرضية”.

ووضع بوتين فارقاً بين حادث إسقاط مقاتلة روسية عن طريق تركيا عام 2015 الذي وصفه آنذاك بأنه “طعنة في الظهر نفذها متواطئون مع الإرهابيين” وبين حادث إسقاط الطائرة الروسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى