روسيا تعزّز أمن قاعدتي حميميم وطرطوس بعد إسقاط طائرتها.. والنظام يعتقل عناصر الكتيبة المتهمة بالحادث ويسلمهم للروس  

عواصم ـ راديو الكل

عززت روسيا إجراءاتها الأمنية في قاعدتيها العسكريتين في حميميم وطرطوس؛ بعد إسقاط الدفاعات الجوية التابعة للنظام طائرة الاستطلاع الروسية ومقتل 15 من العسكريين كانوا على متنها، في حين اعترفت مصادر النظام باعتقال جميع عناصر كتيبة الدفاع الجوي التي أسقطت الطائرة، التي قالت روسيا: إن طائرات إسرائيلية تستّرت خلفها خلال تنفيذها غارات على مستودع أسلحة للذخيرة في اللاذقية، بينما نشرت إسرائيل صوراً بالأقمار الصناعية للمستودع المدمّر وللغارات التي نفّذتها مؤخراً واستهدفت طائرة شحن إيرانية في مطار دمشق الدولي.

وكشف نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، أن قاعدتي حميميم وطرطوس الروسيتين في سوريا ستزوّدان بمنظومات رقابة إلكترونية متطورة؛ بعد إسقاط الطائرة الروسية الاثنين الماضي من مضادات النظام عن طريق الخطأ في حادث أدى إلى مصرع 15 عسكرياً روسياً.

وقال المسؤول الروسي: إن العمل على تحقيق هذا الهدف يجري على قدم وساق حالياً، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع تهتم بالموضوع.

واعتقلت قوات النظام عناصر الكتيبة 44 (دفاع جوي) التي استهدفت الطائرة الروسية؛ بحسب ما أعلنه الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، العميد ركن أحمد رحال على حسابه بموقع “تويتر”.

وقال: “كلّ ضباط وعناصر الكتيبة 44 دفاع جوي التي أطلقت الصاروخ وأسقطت الطائرة الروسية تم اعتقالهم من قائد الكتيبة حتى أصغر عسكري، وتم تسليمهم لسجن الشرطة العسكرية الروسية بقاعدة حميميم”.

وأكد أن هناك حالةً من الارتباك في صفوف “قوات النظام” عقب إسقاط مضادات الطيران التابعة للنظام الطائرة الروسية.

وأقرّ عضو مجلس الشعب التابع للنظام أحمد شلاش باعتقال قادة وعناصر كتيبة الدفاع الجوي الرابعة والأربعين من جانب الروس، على خلفية إسقاط الطائرة “إيل-20”.

وقال “شلاش” في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: إن التحقيقات طبيعية “في مثل هذه الظروف، وتوقيفهم في قاعدة حميميم لضرورة التحقيق هو إجراء احترازيّ وعاديّ في القضايا الكبيرة من هذا النوع”.

وحمّلت وزارة الدفاع الروسية إسرائيل المسؤولية عن الحادثة، مشددة على أن تل أبيب لم تبلغ موسكو بهجوم طائراتها على مواقع لميلشيات إيران في اللاذقية إلا قبل دقيقة واحدة من تنفيذه، ما منع الجيش الروسي من إبعاد طائرته من منطقة الخطر.

كما ألمحت إلى دور فرنسا في الحادث وقالت: إن الحادث تزامن مع إطلاق فرقاطة فرنسية قرب السواحل السورية صواريخ مجنّحة، في حين نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية الاتهام وقال السفير الفرنسي في واشنطن جيرار آرو: إن روسيا تنشر أخباراً مفبركة، إنها تتهم الفرنسيين بإسقاط طائرة روسية هي في الواقع ضحية نيران صديقة؛ أي من النظام.

وبعث بشار الأسد برقية تعزية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وصف فيها العسكريين الروس القتلى بالشهداء الأبطال الذين يحاربون الإرهاب.

وكما حمّل الروس إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة قال بشار الأسد: إن إسرائيل مسؤولة عن الحادث.

وجاءت برقية بشار الأسد بعد حادث إسقاط الطائرة بثلاثة أيام، وبعد أن نفى المتحدث الرئاسيّ الروسي أمس الأربعاء رداً على سؤال أن يكون قد هاتف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسرائيل بتلافي وقوع حوادث بالمستقبل على غرار حادثة إسقاطها الطائرة الروسية قرب السواحل السورية أول أمس ومصرع 15 عسكرياً كانوا على متنها، في حين قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعازيه للرئيس الروسي بقتلى هذه الحادثة ونفى أيّ مسؤولية لإسرائيل عنها، كما نفى الجيش الفرنسي الاتهامات الروسية بتورطها في الحادث أو إطلاقها أيّ صواريخ وقالت: إن روسيا تنشر أخباراً مفبركةً بعد أن فقدت صوابها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن قائد سلاح الجوّ الإسرائيلي سيعرض اليوم في موسكو صورة الوضع بجميع جوانبه في إسقاط الطائرة الروسية بنيران الدفاعات الجوية التابعة للنظام أثناء هجوم للطيران الإسرائيلي على اللاذقية، بما يشمل المعلومات السابقة والنّقاط الرئيسة من نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي في الحادثة.

وتابع البيان، أن الوفد الإسرائيلي سيطرح معلومات حول “محاولات إيران المتواصلة لنقل وسائل قتالية استراتيجية إلى ميلشيا حزب الله والتموضع في سوريا”.

ونشرت شركة “إيميج سات” التجارية، صوراً التقطت من قمر صناعي، أظهرت دماراً كاملاً لمخزن للأسلحة استهدفته مؤخراً طائراتها في الهجوم على اللاذقية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: إن مخزن قوات النظام المستهدف، كان يحتوي على منظومات أسلحة دقيقة، في طريقها من إيران إلى ميلشيا حزب الله.

كما نشرت الشركة صوراً للغارات الجوية في بداية الأسبوع على مطار دمشق، وقالت الشركة: إن الضربة استهدفت طائرة “بيونع 747” لشركة إيرانية، مشيرةً إلى أنه “تم تدمير الطائرة كلياً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى