ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

عواصم “أستانة” الثلاث باتت مدركةً أن سوريا دخلت مرحلة التسوية الكبرى وأن واشنطن والعواصم الأوروبية، كما تل أبيب أصبحت تقف على مداخل هذه التسوية على نحو أوقف معركة إدلب كما يقول محمد قواص في صحيفة العرب. وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني مقالاً تحت عنوان “الحسابات المضمرة للاتفاق الروسي ـ التركي حول إدلب”. ومن جانبها نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريراً حول تململ الروس من تدخل حكومتهم في سوريا.

وفي صحيفة العرب كتب محمد قواص تحت عنوان “سوريا بوتين في وداع إيران”.. صارت عواصم “أستانة” الثلاث مدركةً أن سوريا دخلت مرحلة التسوية الكبرى، وأن واشنطن والعواصم الأوروبية، كما تل أبيب، باتت تقف على مداخل هذه التسوية على نحو أوقف معركة إدلب.

وأضاف: عرفت طهران بجدية التحولات وأدركت اختلاف إدلب عن حمص وحلب والغوطة والجنوب. عرفت أيضاً أن ما تم بالتفاهم والتسويات في المعارك السابقة، حتى لو أخذ أشكالاً عسكرية ودراماتيكيةً وكارثيةً دفع المدنيون ثمنها غالياً، لن يتم هذه المرة، ولم يعد مقبولاً، وعلى الأقل في الأجل القصير، في إدلب. على هذا صدر عن الرئيس الإيراني حسن روحاني تأكيد أنّ إيران لن تشارك في العملية العسكرية العتيدة في إدلب قبل ساعات من اجتماع الرئيس الروسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي.

سقط ما كان يروّج له نظام بشار الأسد من عزم على بسط نفوذ النظام على جميع الأراضي السورية، بغض النظر عن طبيعة المفاوضات التي تجري في أستانة أو سوتشي أو جنيف لإنتاج حل سياسي نهائي.

أسس تفاهم بوتين – أردوغان لاعتراف بمنطقة نفوذ تركية في الشمال ستكون حاضرةً على طاولة أي مداولات دولية لولادة تسوية تحظى برعاية أممية.

أسس الأمر أيضاً لمنطقة سورية تتجاوز مساحتها مساحة لبنان تسيطر عليها قوات المعارضة المعتدلة على نحو يجعلها شريكةً في أي تسوية، بعد أن من نظام الأسد النفس بزوال تلك المعارضة وانتفاء مبرر وجودها.

خضع هذا التفاهم لإرادة العواصم الغربية بقيادة واشنطن في رفضها لأي عمليات عسكرية في إدلب سواء كانت الأسلحة المستخدمة كيميائيةً أم تقليدية.

ينتقل العالم، وتنتقل روسيا معه، إلى المرحلة الأخيرة ربما من البركان السوري. في إيران أيضاً من يعتبر أنها قد تكون المرحلة الأخيرة للحضور الإيراني في هذا البلد، فتردّ طهران على الأمر بالإنكار وبتلقي الضربات تلو الضربات الإسرائيلية بصفتها جلبةً عند الجيران لا تعنيها.

وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني تحت عنوان “الحسابات المضمرة للاتفاق الروسي ـ التركي حول إدلب”.. يبدو النظام كأنه الخاسر الأكبر، ما دام قد عوّل على استثمار حرب إدلب إن في تبجحه بإعادة سيطرته على جميع الأراضي السورية، وإن في تحصيل بعض الشرعية من جراء تصديه لقوًى إرهابية باتت مكروهةً من العالم أجمع، وإن في الالتفاف على أزمته الاقتصادية والتدهور المروّع للأوضاع المعيشية، من دون أن نغفل تخوفه من أن يؤدي طيّ ملفّ إدلب بهذه الطريقة، إلى فتح الباب على ملفات أخرى، كملف الانتقال السياسي وملفّ المحاسبة على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

وفيما يتعلق بإيران قال الكاتب: إنها تدرك بأن الاتفاق الروسي التركي يفقدها فرصةً ثمينةً لسحق أهم الجماعات السّنية المسلحة والنيل من حاضنتهم الشعبية، لكن ما يعوضها هو توظيف الاتفاق لتسويغ استمرار الحاجة لدورها ضد الإرهاب الجهادي ما يفضي لتخفيف حدة المطالبات بوضع حد لوجودها على الأرض السورية، ويمنحها بعض الوقت لتمويه تمركزاتها العسكرية تفادياً للضغوط الأمريكية والغارات الإسرائيلية.

من جانبها قالت صحيفة “التايمز” البريطانية: إن الروس تلقّوا خبر سقوط الطائرة في سوريا “بغضب شديد وصدمة وأسف على انجرار بلادهم لدعمها حرباً لا تحظى بشعبية”.

وأضافت الصحيفة في تقريرها، أنه بعد ساعات من إسقاط الطائرة العسكرية الروسية فوق سوريا، بدأت تفاصيل مقتل الـ 15 جندياً على متنها بالانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ونقل التقرير عن أحد أصدقاء قسطنطين نازروف، الطيار الذي قضى في الحادثة قوله: “من الذي سيفسر لابنته التي تبلغ من العمر 5 سنوات مقتل والدها؟”.

وأضاف أن الكثيرين من الروس على وسائل التواصل الاجتماعي يتساءلون عن سبب تورّط بلادهم في الحرب السورية، ويعلّقون بأن بلادهم “أنفقت الكثير من الأموال خلال هذه الحرب، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قتل الكثير من أبنائها أيضاً”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى