قضية المناهج التعليمية السّريانية في شمال شرقي سوريا تتفاعل.. وتعرض مسؤولها لاعتداء بالضرب

الحسكة ـ راديو الكل

لا تزال الخلافات على المناهج التي يجب أن تتبع للتدريس في مناطق شمال شرقي سوريا تتفاعل، وآخر فصولها تعرض مسؤول المناهج السريانية عيسى رشيد لاعتداء بالضرب من قبل مجهولين، وذلك بالتزامن مع تراجع “مطرانية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس” عن اتفاق يقضي بفتح المدارس التابعة لها مقابل تدريس اللغة السريانية للصفين الأول والثاني الابتدائيين، وهو ما كانت طلبته ما تسمى بالإدارة الذاتية التي تسيطر على تلك المناطق.

وأعلن المكتب الإعلامي للمنظمة الآشورية الديمقراطية، أن مجهولين اعتدوا بالضرب على رئيس لجنة المناهج السريانية “عيسى رشيد” بالقامشلي، وهي اللجنة التي تدرس في المدارس العائدة لكنائس السريان الأرثوذكس، والتي يتمحور حولها الخلاف حول المناهج بينها وبين ما يسمى بالإدارة الذاتية التي شكلتها قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.

وأثارت قضية المدارس السريانية في شمالي سوريا جدلاً واسعاً في الأيام القليلة الماضية، حيث لوحت الإدارة الذاتية بإغلاق هذه المدارس لمخالفتها القوانين التي وضعتها حول المناهج التي يجب أن تعتمدها المدارس حيث تلتزم كل “أقلية” بتدريس جميع المواد بلغتها الأم، في حين أنها كانت فيما سبق تعتمد فقط اللغة العربية ومناهج النظام.

ويتزامن الاعتداء على رئيس لجنة المناهج السريانية مع تراجع “مطرانية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس” عن اتفاق يقضي بفتح المدارس التابعة لها مقابل تدريس اللغة السريانية للصفين الأول والثاني الابتدائيين، وفق ما يتم التوافق عليه بين لجان المدارس ولجان مؤسسة “أولف تاو” المعنية بتدريس اللغة السريانية واعتبارها لغة رسمية فيها.

وتقول الإدارة الذاتية: إن بعض من تسميهم بالمقربين من النظام من أبناء الكنيسة يصرّون على تعليم لغة سريانية “طقسية” تلائم “توجهات (حزب) البعث” الحاكم في سوريا وليس على إدخال اللغة السريانية في المناهج الدراسية.

وتعد قضية مدارس السريان متعددة الأوجه ومتشابكة بين عدة أطراف فهي مدارس خاصة مفتوحة أمام الطلاب من جميع الأعراق، وهي مرخصة من قبل النظام منذ عقود، بشروط التزامها بتدريس المناهج الرسمية المعترف بها، بينما لا تعترف بها الإدارة الذاتية.

بل تطالبها باعتماد مناهج الإدارة الذاتية غير المعترف بها محلياً أو دولياً، في حين تجد الكنيسة التي تشرف على المدارس نفسها أمام هذه المشكلات، علاوة على مستقبل الطلاب في هذه المنطقة.

ويقول مدرس مادة العلوم في القامشلي داني صليبا لوكالة “فرانس برس”: “التعلم باللغة الأم حق من حقوق كل الشعوب في المنطقة، لكن المشكلة تكمن في الاعتراف بهذه المناهج”.

ويضيف: “ليست هناك أي جامعة سواء داخل سوريا أو خارجها تعترف بهذه المناهج أو حتى بالشهادة الممنوحة من هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية”.

وتؤيد جهات سياسية سريانية الإدارة الذاتية بعد إدخالها كأحزاب ضمن تركيبتها ومن بينها حزب الاتحاد السرياني وتقول: إنها كمؤسسات سريانية ثقافية أرسلت وفوداً تعليمية وإدارية للمدارس الخاصة لمناقشة آلية تعديل المناهج والاهتمام بتطوير اللغة السريانية”، وتنفي أن يكون هناك توجه لإغلاق المدارس السريانية.

وتقول مصادر محلية: إن الكنائس ناقشت قبل نحو عامين مع الإدارة الذاتية موضوع المناهج، وتم منحها مهلة لإدخال مناهج باللغة السريانية في هذه المدارس الخاصة.

وتضيف أن المدارس ستعود لعملها الطبيعي وستبقى ولكن بمناهج تدرس باللغة الأم، إلى جانب اللغة العربية بالطبع، موضحاً أن “الطلاب سيكملون دراستهم بشكل طبيعي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى