
آلاف الفارين من المعارك في دير الزور محاصرون بين أوضاع مأساوية في المخيمات وقناصة داعش وقصف التحالف ومدفعية النظام
دير الزور ـ راديو الكل
أعلنت الأمم المتحدة، أن الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش في ريف محافظة دير الزور، المستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر، أسفرت عن تهجير نحو 30 ألف شخص، وأنها أوصلت مساعدات إنسانية عاجلة لنحو 5 آلاف من النازحين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية مأساوية في مخيمات مؤقتة، بينما يحاصر المدنيون الفارون من المعارك بين قناصة داعش وقصف طيران التحالف وقوات سوريا الديمقراطية ومدفعية النظام، في حين يقول التحالف: إن العمليات منظّمة وتسير ضمن المخطّط المرسوم لها.
وقال استيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: إن حالة النازحين داخلياً في المخيمات المؤقتة التي أقيمت لهم، باتت “مزريةً مع عدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة والخدمات الأخرى”.
وأضاف دوغريك، أن “الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعدة للمحتاجين”، مشيراً أن المنظمة أرسلت، الأربعاء الماضي، مساعدات غذائيةً ومياهاً وغيرها، كافيةً لنحو 5 آلاف شخص من المشردين داخلياً بالمنطقة”.
وأكد الناشط الإعلامي وسام محمد لراديو الكل، أن النازحين هربوا من ناحية هجين، وبلدات السوسة وأبو الحسن والشعفة والباغوز شرقي دير الزور، بعد بدء المعارك وأنشؤوا مخيمات بدائيةً على أطراف بلدة هجين وقرية غرانيج في الريف ذاته.
وقال وسام محمد: إنه لم تدخل إلى المخيمات سوى سيارة إسعاف واحدة.
وأضاف، أن قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- تمنع النازحين من الدخول أو الخروج من تلك المخيمات، إلا مقابل دفع مبالغ مالية، مؤكداً أن النازحين يفتقدون إلى أدنى مقوّمات الحياة، في ظل عدم وجود مشاف أو نقاط طبية أو أدوية.
وتحدثت مصادر الأهالي عن أوضاع مأساوية يعيشها سكان البلدات التي لا تزال تحت سيطرة داعش في ظل فقدان العديد من المواد الغذائية والحصار المطبق المفروض عليها، في حين يبقى المدنيون الفارون من المعارك محاصرين بين قناصة داعش وقصف طيران التحالف وقوات سوريا الديمقراطية ومدفعية النظام.
ويقول التحالف: “إن العمليات ضد تنظيم داعش مستمرة بطريقة منظمة، وإنهم يسعون لتطهير المنطقة بالكامل من التنظيم”.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، شون رايان: “إن عملياتنا مستمرة حتى نتأكد من أن المنطقة أصبحت خالية من مسلحي تنظيم داعش بالكامل، وكذلك حتى نوفر الأمن لأهالي المنطقة، كما أن عملياتنا تسير على النحو المطلوب إلى الآن”.
ونقل، عن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قوله: إنهم “سيظلون في سوريا حتى بعد انتهاء الحرب على داعش، وسيستمرون بتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية”.
وفي 10 من أيلول الحالي، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية المرحلة الأخيرة من معركة عاصفة الجزيرة “دحر الإرهاب” بهدف السيطرة على آخر معاقل داعش شرقي دير الزور.
وتحدثت قوات سوريا الديمقراطية في بيان عن تنفيذ مقاتلات التّحالف 3 ضربات جوّيّة استهدفت مواقع الإرهابيّين، كما تم تثبيت 17 نقطة جديدة وتدمير 3 مخازن أسلحة، والعثور على كميات من الذخائر بعد فرار عناصر داعش، إضافة إلى سيطرتها على بلدة الباغوز الفوقاني.
وقالت: إنها ضيقت الخناق على التنظيم وحصرت وجوده في السوسة وهجين والشجلة، في حين نفذ داعش حكم الإعدام بحق ثلاثة مدنيين من بلدة “الباغوز” بريف دير الزور الشرقي، على خلفية اتهامهم بتهريب سبايا لدى التنظيم.
وذكرت مصادر إعلامية استهداف قوات الأسد المتمركزة في منطقة ”بادية الشامية” غرب الفرات بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ قرية ”ذيبان” ما أسفر عن إصابة مدنيين بجروح، فضلاً عن الأضرار المادية التي لحقت بممتلكات المدنيين.