ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

يمكن أن تعيش سوريا فترة هدوء نسبي وإن يكن في شكل تقسيمها إلى مناطق نفوذ لدول أجنبية كما يقول الخبير العسكري أنطون لافروف في صحيفة إزفستيا. وفي صحيفة الاتحاد كتب حازم صاغية مقالاً تحت عنوان “روسيا وإسرائيل.. واستعجال الفرحة”. وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب مقالاً تحت عنوان “انعكاسات إسقاط الطائرة الروسية على تفاهم بوتين – نتنياهو”.

   وفي صحيفة إزفستيا كتب الخبير العسكري أنطون لافروف تحت عنوان “أمل في الهدوء”.. لقد أصبحت عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد إعادة إعمارها أحد الموضوعات الرئيسة في جدول أعمال الشرق الأوسط، فقد بات واضحاً أن الاقتراح الروسي على دول الاتحاد الأوروبي للعمل المشترك لتأمين عودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا اصطدم بمقاومة متعمّدة من السلطات الأوروبية.

يمكن إجمال اعتراضات أوروبا في ثلاث نقاط رئيسة: فأولاً، الحرب في سوريا لم تنته بعد.  ثانياً، لا أحد متحمس لدفع ثمن إعادة الإعمار. فقيام الاتحاد الأوروبي بإنفاق الأموال على أراضيه لاحتواء اللاجئين السوريين وإدماجهم أكثر جدوًى من الاستثمار في بلد بعيد.

أخيراً، العامل الثالث محض داخلي. فحتى إذا كان لدى قادة أوروبا المؤثرين رغبة في قبول الاقتراح الروسي، فسيكون من الصعب الترويج له جماهيرياً. محاولات التعاون في هذه القضية الحساسة مع روسيا، ستصبح هدفاً لهجوم خصومهم السياسيين.

وفي حين لا يبدو الوضع مع أوروبا مثيراً للتفاؤل، وليس هناك من يتوقع مساعدةً من الولايات المتحدة، تجد المقترح الروسي يقابل بفهم أكبر في بلدان أخرى، خاصة تلك المجاورة لسوريا. يمكن لأوروبا أن تأخذ بعض الوقت للتأمل، ولكن حتى بالنسبة لبلد غير فقير بالمعايير المحلية مثل تركيا، فإن جيشاً من ثلاثة ملايين لاجئ سوري مصدر صداع يومي.

لكن من المستحيل جذب الناس إلى العودة إذا لم يكن هناك مياه وكهرباء. وحتى في أحسن الأحوال، لا يمكن توقع عودة جميع اللاجئين. فهذا يتطلب عاملاً مهماً آخر، هو رغبة الناس أنفسهم في العودة إلى ديارهم. وفقاً لتقديرات وزارة الدفاع الروسية، فإن 1.7 مليون سوري فقط من أصل 6.7 مليون يخططون للعودة اليوم.

من الواضح، في جميع الأحوال، عدم توقع تحقيق اختراق في قضية اللاجئين قبل حل مشكلة إدلب.

بعدها، يمكن أن تعيش سوريا فترة هدوء نسبي، وإن يكن في شكل تقسيمها إلى مناطق نفوذ لدول أجنبية. لكن هذه الفترة تعطي الأمل. وكلما كان من الممكن إقامة تعاون مع جيران سوريا حول قضايا استعادة الحياة السلمية في البلاد وعودة اللاجئين، صعب على الدول الأوروبية تجاهل الاقتراح الروسي للتعاون.

وفي صحيفة الاتحاد كتب حازم صاغية تحت عنوان “روسيا وإسرائيل.. واستعجال الفرحة”.. إن القرار الروسي الذي أجّل لسنوات، أي إعطاء صواريخ «إس 300 أرض -جوّ» للنظام، وضع أخيراً على جدول التنفيذ.

قد يصح القول: إن موسكو تخوض في مستنقع من التناقضات التي يصعب أن تخرج منها سليمةً معافاة. لكن الصحيح أيضاً في هذه الغضون أن أي علاقة ثنائية في هذا المستنقع، بما فيها العلاقة الروسية الإسرائيلية، ستبقى مضبوطةً بمجمل العلاقات متعددة الأطراف هناك. وهذا، وإن كان يحتمل التوتر، فإنه لا يبرر للممانعين الذهاب بعيداً في إبداء الفرح وتبادل التهاني.

وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب تحت عنوان “انعكاسات إسقاط الطائرة الروسية على تفاهم بوتين – نتنياهو”.. يمثل القرار الروسي حول إس- 300 رسالةً لإسرائيل لتذكيرها بشروط الاتفاق بينها وبين موسكو، وحثّها على إبلاغ القوات الروسية بتحركاتها بما يكفي من الوقت مسبقاً بحيث يتم تفادي مثل الحادث الذي حصل. لكنّ تطويق المضاعفات في تغيير قواعد اللعبة ليس بالأمر اليسير، وربما يقود إلى اختبار قوة أو مجابهة محدودة يمكن أن تكون بدايةً لإنهاء التقاطعات التي أدارتها روسيا تحت العين الأمريكية الساهرة، وبدء مسار كسر الحلقة الجهنمية في اللعبة الكبرى، لأن الحلف الروسي – الإيراني لا يبدو متيناً، ولأن اتفاق إدلب الروسي – التركي يمكن أن يتعرض للاهتزاز. والأدهى أن يكون حادث إسقاط الطائرة الروسية المدخل لتصفية حسابات إقليمية أو حسابات خاطئة تصيب بشراراتها لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى