ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

القمة الروسية – التركية خفّضت بدرجة كبيرة التوتر الحادّ الذي شهدته الأزمة السورية حول إدلب، فإن الشواهد تشير إلى أن تخفيف التوتر ليس إلا تأجيلاً لمعركة معقّدة وخطيرة كما يقول محمد بدر الدين زايد في الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتب إياد أبو شقرا تحت عنوان “كيف يمكن إبعاد التسييس عن أزمة سوريا؟”. وفي صحيفة كمسمولسكايا برافدا تقرير حول استفادة روسيا من الدرس الأفغاني في سوريا.

في الحياة اللندنية كتب محمد بدر الدين زايد تحت عنوان “دلالات إدلب ومستقبل سوريا”.. على الرغم من أن القمة الروسية – التركية خفّضت بدرجة كبيرة التوتر الحادّ الذي شهدته الأزمة السورية حول إدلب، فإن الشواهد تشير إلى أن تخفيف التوتر ليس إلا تأجيلاً لمعركة معقدة وخطيرة.

تظل صفقة إدلب مؤقتة تؤجّل أحد أخطر فصول هذه الأزمة، وعلى العالم ترقب حل متكامل لطريقة التعامل مع هذه المنطقة العازلة التي ستحوي ربما آلاف العناصر المتشددة وأسرهم في حال النجاح في فصل العناصر المعتدلة عنهم. وربما نتحدث غداً عن أكبر معسكر اعتقال في تاريخ البشرية محاط بوجود عسكريّ روسي وتركي وربما سوري أيضاً. وربما يتفتق ذهن أحد عن إشراف دولي لإدخال المساعدات الإنسانية والأغذية، ولكن أليس هذا أقلّ السيناريوهات خطورةً مقارنةً باحتمال تسريب أو نقل تركيا لبعضهم إلى مواقع أخرى كليبيا مثلاً؟ وفي الأحوال كافة، حتى ذلك الحين، يظل مستقبل الشعب السوري معلّقاً في انتظار تسوية وترتيبات لا تأتي.

في الشرق الأوسط كتب إياد أبو شقرا تحت عنوان “كيف يمكن إبعاد التسييس عن أزمة سوريا؟”..  موسكو دأبت منذ فترة، بعد قضائها فعلياً على مسار جنيف، على المناداة بإخراج التسييس من نطاق معالجة ملفّ إعادة إعمار سوريا، وقبل ذلك كانت تزعم أن وقوفها مع النظام لا يعني تأييدها إياه… بل تصدّيها للإرهاب.

ثم خرجت بفكرة مناطق خفض التصعيد لإكمال استراتيجية المصالحات القسرية التهجيرية أيضاً بعيداً عن التسييس.

وواصل المجتمع الدولي عبر وسيطه ستيفان ديمستورا عبثيات الإصلاح الدستوري، أيضاً بعيداً عن التسييس.

والآن تروّج موسكو وأطراف أخرى لفتح المعابر الحدودية في خطوة خجولة – ولكن واضحة – لتأكيد مسيرة التطبيع مع النظام وإعادة تأهيله. ومجدّداً، تروّج لذلك بعيداً عن التسييس.

وقال أبو شقرا: إذا لم تكن جميع خطوات التطبيع «تسييساً»… فكيف يكون «التسييس» يا ترى؟!

صحيفة كمسمولسكايا برافدا قالت في تقرير لها: إن الدوائر الغربية شبّهت العملية الروسية في سوريا بالتدخل العسكري السوفييتي في أفغانستان، وتوقّعت مع الكثير من الخبراء، هزيمة روسيا الحتمية وفقاً للسيناريو الأفغاني.

ولكنّ موسكو، استنتجت من الدرس الأفغاني، العبر الجدية والكبيرة، وبذلت جميع الجهود الممكنة لكي لا يتكرر “المستنقع الأفغاني” مرة أخرى في سوريا. وبالمقام الأول، لم تتورط روسيا في عمليات برية، وفقط نشرت الخبراء والمستشارين في قطعات جيش النظام، ومن حيث الواقع جميع الانتصارات التي تحققت في سوريا، كانت من تخطيط الضباط الروس، ونفّذت تحت إشرافهم المباشر.

لقد خاطر المستشارون والخبراء الروس بحياتهم في جبهات القتال، تماماً مثل العسكريين التابعين للنظام. خلال 3 سنوات من الحرب في سوريا، فقد الجيش الروسي، نحو 100 عسكري و 8 طائرات حربية و 7 مروحيات، أما في أفغانستان، فقد بلغت الخسائر خلال 9 سنوات، 15 ألف قتيل و 118 طائرةً وأكثر من 300 مروحية، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الدبابات والأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى.

باختصار، لقد تعلمت روسيا، كيف تحافظ على أرواح أبنائها وعلى أموالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى