ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..


عواصم ـ راديو الكل

من النتائج السياسية للتدخل الروسي في سوريا إقصاء اثنين من اللاعبين الإقليميين الرئيسين – المملكة العربية السعودية وتركيا – من دائرة التأثير النشط في العمليات الداخلية السورية، واضطرت الولايات المتحدة إلى سحب شعارها المفضّل “بشار يجب أن يرحل” من خطابها العام كما يقول يفغيني كروتيكوف في صحيفة “فزغلياد”. وفي صحيفة أكشام نشر كورتولوش تاييز مقالاً تحت عنوان “أنقرة تتقدم خطوةً خطوة نحو شرق الفرات”. وفي الشرق الأوسط كتب سام منسّى مقالاً تحت عنوان “روسيا بين الوجود الإيراني في سوريا والحيرة مع إسرائيل”.

وكتب يفغيني كروتيكوف في صحيفة “فزغلياد” تحت عنوان “الجيش الروسي يتلافى أخطاءً قاتلة في سوريا”.. بالحديث عن النتائج السياسية البحتة لعملية السنوات الثلاث، فقد تم، على سبيل المثال، على الأقل، إقصاء اثنين من اللاعبين الإقليميين الرئيسين- المملكة العربية السعودية وتركيا- من دائرة التأثير النشط في العمليات الداخلية السورية، وأجبرتا على التخلي عن الطموح إلى الدور القيادي في المنطقة. من الناحية العملية، انعكس ذلك في تخلي الرياض وأنقرة عن تمويل جماعات مسلحة كبيرة كانتا في السابق ترعيانها.

الولايات المتحدة، اضطرت بدورها إلى سحب شعارها المفضل “بشار يجب أن يرحل” من خطابها العام. وقد أدى ذلك إلى خفض درجة التوتر الإقليمي وتوقيع عدد من الاتفاقات وفق الشروط الروسية. بعبارة أخرى، ضمن النجاح العسكري تحقيق نصر سياسي، ومن الممكن القول الآن: إن المهام الموكلة إلى الوحدة الروسية في سوريا تم إنجازها بشكل عام.

من جانبه كتب كورتولوش تاييز في صحيفة أكشام التركية تحت عنوان “أنقرة تتقدم خطوةً خطوة نحو شرق الفرات”.. يوماً بعد يوم تزداد كمية الأسلحة والمعدات التي ترسلها الولايات المتحدة إلى شرق الفرات.

من الملاحظ بوضوح، أن جيشاً إرهابيّاً يجري تشكيله على حدودنا عبر هذه المعدات العسكرية، وتشكيل هذا الجيش لا يستهدف نظام الأسد أو إيران، إنما هدفه الأساسي تركيا.

من المستحيل أن تقبل تركيا بالكيان والوضع القائم في شرق الفرات، لأن هذا الكيان ليس خطراً عليها فحسب، بل على العالم الإسلامي بأسره. ومواجهة تركيا الولايات المتحدة في هذه المنطقة لا مفرّ منها إن عاجلاً أو آجلاً.

يدرك البنتاغون هذه الحقيقة، ولهذا يضع خططاً للضغط على تركيا من الداخل. تعلم الولايات المتحدة جيداً أنها لن تستطيع إيقاف تركيا في الخارج ما لم تشغلها من الداخل، ولهذا تدعم أحزاب المعارضة.

ستتقدم أنقرة رويداً رويداً عبر حملات ذكية ومن خلال تعزيز اتفاقاتها نحو شرق الفرات، وستحبط تماماً المخططات الرامية لإنشاء “إسرائيل ثانية” في المنطقة. ستبوء الولايات المتحدة بالفشل لأنها لم تضع في حسبانها حقيقة أن تركيا دولة عريقة.

وفي الشرق الأوسط كتب سام منسّى تحت عنوان “روسيا بين الوجود الإيراني في سوريا والحيرة مع إسرائيل”.. إن حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا أظهرت مجدداً حالة الضياع والفوضى؛ بل الخواء السياسي، التي تعيشها القوى المتصارعة والمتحالفة فوق الجغرافيا السورية. فالحادثة وما تلاها من ردود فعل من الجانبين الروسي والإسرائيلي معاً، عزّزت وهن ما سمي التفاهم الروسي – الأمريكي – الإسرائيلي بعد معركة الجنوب السوري، ولاسيما لجهة إعلان إبعاد إيران وميلشياتها مسافة 80 (كلم) عن الحدود مع إسرائيل، وأحياناً 140 كلم، كما أعلنت موسكو بعيد إسقاط الطائرة في 17 من (أيلول) الماضي.

الأكيد أنه لا روسيا ولا إسرائيل تريدان تدهور العلاقات بينهما، علماً أن روسيا بقيادة بوتين ستقبض ثمن دماء جنودها وستعمد إلى الإفادة القصوى من الحادثة من النظام وإيران وإسرائيل معاً. إنما مهما اتخذت من إجراءات فلن تصل إلى حد التسبب بانهيار علاقاتها مع تل أبيب، كما من غير المرجح أن تغامر بالمكاسب التي حققتها على صعيد موقعها الدولي لحماية إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى