شركة تابعة للحرس الثوري الإيراني ستبدأ تنفيذ مشروع كهرباء في اللاذقية

طهران ـ وكالات

أعلن وزير الكهرباء في حكومة النظام محمد زهير خربوطلي، أن إيران ستنفّذ مشروعات تعاون استراتيجية في مجال الكهرباء في سوريا من بينها مشروع عقد لإقامة محطة توليد كهرباء في اللاذقية مع “شركة إدارة مشاريع محطات توليد الكهرباء في إيران “مبنا”، التي توصف بأنها أحد أبرز أذرع الحرس الثوري الاقتصادية، وذلك في إطار إعلان اتفاق شراكة استراتيجية طويلة الأمد تطمح من خلاله طهران إلى حماية ما استثمرته في دعم النظام خلال السنوات الماضية.

وقال وزير الكهرباء في حكومة النظام: إن مجموعة مبنا الإيرانية ستقوم بتنفيذ محطة كهرباء في اللاذقية باستطاعة 540 ميغاواط وبقيمة تبلغ نحو 213 مليار ليرة سورية، مبيناً أن المشروع سينفّذ على مراحل خلال مدة أقصاها ثلاثة أعوام.

وأشار خربوطلي، إلى أن مجموعة مبنا الإيرانية زارت في السابق موقع المشروع الذي تصل مساحته إلى 400 دونم.

وتعتزم إيران والنظام التوقيع خلال الأيام القريبة القادمة، على اتفاقية حول شراكة استراتيجية طويلة الأمد. تطمح من خلالها طهران إلى حماية ما استثمرته في دعم النظام خلال السنوات الماضية.

وتسعى إيران للسيطرة على الحصة الكبرى من سوريا، لإثبات أنه لم يكن استثمارها في دعم النظام بلا ثمن خاصةً أنّ وجودها السياسي الآن يفوق وجودها الاقتصادي، في حين يتوقع محللون أن تتركز اتفاقية الشراكة على قضايا إعادة الإعمار.

وتربط المصادر بين سعي إيران لإبرام اتفاق الشراكة مع النظام وبين سعي الولايات المتحدة إلى إنهاء وجودها في سوريا خاصةً بعد اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في قمة هلسنكي على إخراج الإيرانيين من سوريا.

وتقول مصادر مطلعة: إنه في الوقت الذي تعمل فيه إيران على ترسيخ وجودها تتساءل وسائل الإعلام الإيرانية بصورة متزايدة عن جدوى ما تستثمره طهران في سوريا، خاصةً على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب في إيران نفسها. حيث بدأت تظهر، بين شعارات المحتجين في الشارع الإيراني، لافتات مثل “غادروا سوريا، واهتموا بنا”.

وتشير المصادر، إلى أن روسيا بدأت تبتعد عن إيران وبحسب المحاضر في جامعة شهيد بهشتي بطهران، حامد رضا عزيزي: “عندما يصل الأمر إلى إعادة الإعمار في سوريا، فقد تبدأ الخلافات بين المشاركين في عملية أستانة. في إيران، يرون أن روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا بدأت، فعلياً، عمليةً جديدةً مرتبطةً بإعادة إعمار سوريا. وطهران تكثّف جهودها لكي لا تبقى على الهامش”.

وتحدثت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن أنّ إيران أنفقت مليارات الدولارات وضحّت بحياة المئات من مقاتليها لضمان عدم سقوط بشار الأسد، الذي منحها في المقابل وعوداً وجوائز اقتصادية، لكنّ النظام والمستثمرين التابعين له يسعون لجذب شركات روسية وصينية.

وأدرجت الخزانة الأمريكية بالتعاون مع وزارة العدل الأمريكية شركة “مبنا” بالإضافة إلى 10 أشخاص يعملون بها على قائمة العقوبات الأمريكية، بسبب تورطهم في القرصنة على نحو 144 جامعةً أمريكية، و 176 مؤسسةً تعليمية أخرى حول العالم للتلصص على أبحاث علمية وأكاديمية، ومعلومات تتعلق بأشخاص، وعلامات ملكية فكرية، لبيعها والتربح منها لمصلحة الحرس الثوري.

وتعد مجموعة “مبنا” الإيرانية أهمّ مؤسسة اقتصادية ومخابراتية للحرس الثوري الإيراني، وتشكل واحدةً من أكثر الشركات إزعاجاً للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أخذت شكلها مع تأسيس وزارة الطاقة الإيرانية “شركة إدارة مشاريع محطات توليد الكهرباء في إيران” أو باختصار “مبنا”، وذلك في تاريخ 12 من آب 1993.

وتعمل شركة “مبنا” في مجال تطوير وإنشاء محطات توليد كهرباء حرارية وأيضاً تنفيذ مشاريع النفط والغاز والنقل بالسكك الحديدية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى