ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

ما يحدث في سوريا هو معركة كسر عظم روسيّة أمريكيّة؛ إذا استمرت طويلاً فستؤدي إلى تفجّر الوضع السوري مجدداً كما تقول رانيا مصطفى في صحيفة العرب. وفي صحيفة الخليج كتب عبد المحسن جمعة مقالاً تحت عنوان “بوتين وترامب… يدمران المجتمع الدولي!”. وكتب زاؤور كاراييف في “سفوبودنايا بريسا مقالاً تحت عنوان “الأمريكان يتكبدون خسائر كبيرة في سوريا”.

وفي صحيفة العرب كتبت رانيا مصطفى تحت عنوان “منظومة إس – 300 في سوريا: تصعيد روسي ضدّ واشنطن”..  ما يحدث في سوريا هو معركة كسر عظم روسية أمريكيّة؛ إذا استمرت طويلاً فستؤدي إلى تفجّر الوضع السوري مجدداً.

واشنطن مستعدة لهذا التصعيد العسكري مع موسكو، ونشر المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وهي غير مستعجلة على الحل السوري، ولا تعاني من ورطة بسبب تدخلها في سوريا، بعكس موسكو التي تستعجل الحل؛ فهي لا تملك نفساً طويلاً في الاستمرار بحرب السيطرة العسكرية على الأجواء السورية مع واشنطن، كما أنها قد تعرّض نفسها لخسارة ما حققته من نصر عسكري، عبر المصالحات، إذا ما تفجّر الوضع الميداني على الأرض مجدداً، إذا تأخر الحل.

تدرك روسيا أن توافقها مع واشنطن هو الأساس لأي تسوية ممكنة، وهي لا تملك غير الانصياع للشروط الأمريكية، ولا يمكنها الرهان طويلاً على حليف تركي بات ضعيفاً تحت وطأة العقوبات الاقتصادية، وحليف إيراني غير مرغوب به دولياً وإقليمياً، وسيقاسمها النفوذ والاستثمارات والسيطرة على مفاصل الحكم ضمن دوائر النظام الأمنية.

فهل بمقدور روسيا مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، أم أن تسليم النظام إس – 300 هو ورقة لتعزيز موقفها التفاوضي مع واشنطن في الحل السوري.

وفي صحيفة الخليج كتب عبد المحسن جمعة تحت عنوان “بوتين وترامب… يدمران المجتمع الدولي!”.. العالم يعيش اليوم بين ترامب المتنمّر، والذي يعبث بجميع الاتفاقيات الاقتصادية والقانونية والأمنية الدولية، ويبتز دولاً ومنظمات عبر بث مباشر على الهواء، كما يفعل “البلطجية”، وبين نظيره الروسي ضابط الـ “كي جي بي” السابق، المولع بالعمليات الاستخباراتية السرية من اغتيالات بغازات محظورة وعمليات تلاعب بالانتخابات في الدول الأخرى، واختراق وسرقة معلومات الأنظمة الإلكترونية، ودعم بشار الأسد الذي هدم غالبية وطنه على رأس شعبه، واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد أبناء وطنه.

المشهد العالمي شكله عبثي، فها هو ترامب من وراء الميكرفون يمارس دور “الفتوة” الذي يقدم الحماية مقابل المال، بعد أن أسقط جميع القيم الديمقراطية والحقوقية التي مكنت أمريكا من قيادة العالم الحر أكثر من نصف قرن، وأسقطت النظام الشيوعي وحلفاءه بسبب تلك القيم، إذ إنه لو لم تكن الشعوب الروسية مؤمنةً بتلك القيم لكان النظام السوفياتي قائماً إلى يومنا هذا.

أما نحن في العالم العربي فنعيش في عين عاصفة فوضى بوتين – ترامب، من خلال ما يحدث في سوريا وفلسطين المحتلة، ومحاولات الابتزاز الأمريكية، وهو ما يتطلب أن تعيد جميع الأنظمة العربية حساباتها، وخاصة مع شعوبها ومحيطها، وتنحي خلافاتها جانباً لمواجهة ما يريد فرضه علينا واغتصابه منا الثنائي الروسي/ الأمريكي، وهما للعلم في حقبة ترامب على مستوىً عال جداً من التنسيق وتطابق أهدافهما في العالم العربي.

وتحت عنوان “الأمريكان يتكبدون خسائر كبيرةً في سوريا” كتب زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا”، أنه بدأت تظهر في الآونة الأخيرة معلومات حول إصابات بين الأمريكيين خلال عمليات ضد داعش.

وأضافت أن البنتاغون يقوم عادةً بفرض السرية على المعلومات حول الإصابات في مثل هذه الصراعات. في سوريا، لم تكن هناك حرب كالحرب في العراق. في سوريا، عمليات مضادة للإرهاب. ولذا، فعلى خلفية الوضع السياسي الصعب، ليس الحل الأفضل الكشف عن بيانات الخسائر.

الدول الأخرى تفعل الشيء نفسه. لكن من خلال وسائل الإعلام الشرق أوسطية تصل المعلومات إلى المجتمع. لا يمكن تصديق كلّ شيء. لكن يبدو أن الخسائر موجودة. لا شيء مدهشاً في هذا، فكل من يذهب للحرب قد يموت. في هذه الحالة، لا توجد استثناءات للولايات المتحدة أو غيرها، إنما الولايات المتحدة، بعد صراعات عديدة، طوّرت أسلوباً تم فيه استبعاد وقوع ضحايا بين جنودها عملياً. علاوة على ذلك، هذه عملية لمكافحة الإرهاب. 15 شخصاً في المجموع، محصلة هجوم واحد من قبل المقاتلين، رقم كبير. في المستقبل، لا يمكن استبعاد مثل هذه الخسائر، ولكن ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة بعد أيّ حادث تحاول مضاعفة أمان جنودها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى