ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ راديو الكل

تشكيل لجنة دستورية مكلّفة بصياغة الدستور، غدت الخلاصة اليتيمة لسنوات ديمستورا الأربع والنافذة الوحيدة الممكنة اليوم للتقدم في العملية السياسية كما يقول في العرب اللندنية خطار أبو دياب. وفي صحيفة كوميرسانت كتبت مرايانا بيلينكايا مقالاً قالت فيه: إن الأمريكيين يزيدون من مخاطر إعادة إعمار سوريا. من جانبها توقعت مجلة فورين أفيرز في تقرير أن تتعرض الدول العربية لعواصف أعتى من الربيع العربي.

وفي العرب اللندنية كتب خطار أبو دياب تحت عنوان “حصاد ستيفان ديمستورا: الفشل الأممي في الملف السوري”.. يغادر ديمستورا منصبه أواخر شهر تشرين الثاني القادم، ويبدو حصاد عمله هزيلاً ومحدوداً ودليلاً إضافياً على مآزق العمل الدبلوماسي المتعدد الأطراف وعدم احترام المبادئ النظرية لميثاق الأمم المتحدة حول حفظ السلام والحماية الإنسانية، خاصة أن المرحلة الانتقالية من التخبط والفوضى في النظام الدولي تترك بصماتها على أبرز مسارح النزاع في الشرق الأوسط وسوريا في القلب منها.

وأضاف الكاتب، أن ديمستورا ميّع القضية عبر توسيع دوائرها وبعثرة شعابها، بذريعة التمثيل، ولم يكن جاداً ألبتة في الوصول إلى حل، واخترع قضية السلال الأربع، وأمضى الفترة كلّها يتهرب من مناقشة الموضوع الأساسي (هيئة الحكم الانتقالي) وكان يميل بذلك إلى وجهة نظر النظام من دون مواربة. بيد أن أسلوب الدبلوماسي المخضرم وتقنياته وقدراته في “الحرب النفسية” لم تكن معيناً له ولم ينجح في الأداء بالقياس لشخصية من طراز سيرغي لافروف التي هيمنت على مجريات الملف.

وختم أبو دياب مقاله بالقول: إن المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا يطوي صفحته بزيارة قريبة إلى دمشق لبحث تشكيل لجنة دستورية مكلّفة بصياغة الدستور، غدت الخلاصة اليتيمة لسنواته الأربع والنافذة الوحيدة الممكنة اليوم للتقدم في العملية السياسية، وهي، في الأساس، لا تعني الكثير لأن المشكلة ليست في النص الدستوري، بل هي كامنة في بنية النظام الأمني القائم، الذي يطغى على القوانين والدساتير.

وفي صحيفة كوميرسانت كتبت مرايانا بيلينكايا تحت عنوان “يزيدون من مخاطر إعادة إعمار سوريا”.. إن الولايات المتحدة تطور استراتيجيةً جديدةً لإخراج إيران من سوريا، تتضمن فرض عقوبات. وليس فقط على الشركات الإيرانية، بل على الروسية أيضاً التي تقرر المشاركة في إعادة إعمار سوريا يمكن أن تندرج تحتها.

تعبّر الشركات المتوسطة الحجم عن اهتمامها بالتعاون مع سوريا. إنما الأمر ما زال على مستوى النيات. لكن هناك من قرروا بالفعل العمل في سوريا. ففي أيلول، أصبح من المعروف أن المستثمرين الروس بدؤوا بتنفيذ مشروع لبناء فندقين ومجمع سياحي بقيمة 90 مليون دولار، في طرطوس على ساحل البحر المتوسط.

لا يتم ذكر أسماء المستثمرين، مع أن بناء الفنادق بالكاد يقع ضمن بند إعادة إعمار سوريا، لكنّ تهديد العقوبات يجعل العديد من رجال الأعمال لا يعلنون وجودهم في هذا البلد.

ومن جانبها توقعت مجلة فورين أفيرز في تقرير تحت عنوان “الربيع العربي القادم.. تغيير عميق ينتظر المنطقة” أن تتعرّض الدول العربية لعواصف أعتى من الربيع العربي، ومن الاحتجاجات التي جرت عقب الانخفاض الكبير في أسعار النفط في 2014.

وورد في المقال، أن دولاً عربيةً كثيرة بدت كأنها نجت من العاصفتين، إلا أنه من المرجح حدوث المزيد من العواصف، لأن عاصفتي 2011 و 2014 ما هما إلا مظاهر لتغيير عميق يجري بالمنطقة، وسيستمر إذا لم يتم تغيير العقد الاجتماعيّ الراهن الذي كان يقف وراء الاستقرار الذي تمتعت به الدول العربية قبل العواصف المذكورة، ولم يعد مجدياً في الحفاظ على استقرار هذه الدول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى