المبعوث الأمريكي في الرقة بعد منبج وإسطنبول

إسطنبول ـ راديو الكل

ينهي المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري اليوم جولته الإقليمية التي بدأها في 15 من الشهر الحالي عقد خلالها عدة لقاءات مع مسؤولين أتراك ومن الائتلاف الوطني المعارض خلال زيارته إلى تركيا، إضافة إلى زيارتين قام بهما إلى كل مدينة منبج شمال شرقي حلب ومدينة الرقة إذ التقى فيهما بالمجلسين المحليين، ومن المقرر في إطار جدول أعمال الزيارة -كما أعلنت الخارجية الأمريكية- أن يزور الرياض والدوحة خلال جولته.

واجتمع المبعوث الأمريكي الخاصّ للشؤون السورية جيمس جيفري ووفد من التحالف الدولي في مدينة الرقة مع المجلس المدني في المدينة وقوات أمنية محلية، وذلك بعد زيارة إلى مدينة منبج شمال شرقي حلب اجتمع فيها بالإدارة المدنية.

وتأتي زيارة جيفري وهي الأولى التي يقوم بها إلى الرقة منذ تعيينه مبعوثاً خاصاً للخارجية الأمريكية قبل نحو شهر، بالتزامن مع مرور عام على طرد داعش منها، وبعد تصريحات لبشار الأسد قال فيها: إن نظامه سيستعيد جميع المناطق السورية من دون استثناء، وتأكيد وزير خارجيته وليد المعلم بأن الهدف بعد إدلب هو مناطق شرق الفرات، ودعوته قوات سوريا الديمقراطية إلى عدم الرهان على أمريكا، وفق تعبيره.

وبدأ جيمس جيفري جولةً إقليمية من 15 من الشهر الحالي تشمل تركيا وقطر والسعودية لبحث الملف السوري، بحسب بيان للخارجية الأمريكية.

وبحث جيفري في إسطنبول مع وفد من الائتلاف الوطني المعارض تفاصيل تطبيق اتفاق إدلب، وأهمية حماية المدنيين فيها، وأكدا ضرورة تفعيل العملية السياسية بإشراف كامل من الأمم المتحدة.

وأعلن جيفري خلال زيارته إلى أنقرة، أن الأتراك يتفقون مع أهداف بلاده الأساسية في سوريا؛ وهي إخراج إيران من سوريا تماماً، وتهدئة الوضع العسكري في إدلب، وإعادة تنشيط العملية السياسية، التي تركز على جهود المبعوث الأممي في سوريا ستيفان ديمستورا لتشكيل لجنة دستورية في خطوة أولى لإجراء انتخابات جديدة في سوريا.

وقبل أن يصل المبعوث الأمريكي إلى الرقة التقى في مدينة منبج بالإدارة المدنية فيها، واتفقت الولايات المتحدة وتركيا في بداية نيسان الماضي على خريطة طريق حول المدينة، تنص على انسحاب الوحدات الكردية منها.
وتعثر تطبيق اتفاق خريطة الطريق بسبب برود في العلاقات بين الجانبين، واشتكى الجانب التركي من تلكؤ الأمريكيين في تنفيذ خريطة الطريق، وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي عن مهلة 90 يوماً لسحب مسلحي الوحدات الكردية وإلا فستتدخل تركيا بعدها للقيام باللازم.

وأمس أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي أهمية تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج، في حين جرى بعد ذلك اتصال مماثل بين وزيري خارجية البلدين تناول تفاصيل تطبيق اتفاق خريطة الطريق، بحسب الخارجية الأمريكية.

وفي السياق ذاته، قال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط: إن قوات تركية وأمريكية يمكنها البدء في دوريات مشتركة في غضون أيام في منبج بعد تسييرها بشكل منسق ومستقل 63 دورية على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة منبج منذ بدء تنفيذ اتفاق خريطة الطريق.

وأجرى ما يسمى بمجلس سوريا الديمقراطية مفاوضات مع النظام أظهرت بحسب مصادر المجلس خلافات بينهما حول اللامركزية للمحافظات الشرقية والشمالية وحقوق الشعب الكردي في سوريا، في حين أكد المتحدث باسم المجلس أمجد عثمان أن “لغة التهديد التي يلجأ إليها النظام لا تخدم الحل في سوريا وتقوض التوجه نحو الحوار، وقال: إن تصريحات وليد المعلم تدل على عجز الدستور عن استيعاب التغيرات” معتبراً أن “الدستور السوري الحالي في حاجة إلى مراجعة ونقاش وأنه يتجاهل المستجدات بعد 7 سنوات”.

وتحدثت مصادر صحفية عن توجه جديد للإدارة الأمريكية بخصوص القضية السورية، وقال وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب في مقال بالجريدة الكويتية: إن هناك معلومات صحيحة، تتحدث عن أن الولايات المتحدة بصدد إعداد “خريطة طريق” جديدة لاستراتيجيتها السورية تتضمن إبقاء الولايات المتحدة على قواتها في مناطق شرق الفرات وفي قاعدة “التنف”، ومساندة وتعزيز ما تقوم به في منطقة إدلب، وما تقوم به من ضغط جدي حتى على روسيا لإخراج إيران من سوريا، بداية عسكرياً ثم سياسياً.

وأشار إلى اندفاع واشنطن في علاقاتها مع الجانب التركي بعد حل بعض الإشكالات بينهما، كما أنها تبدي اهتماماً بالمعارضة السورية المعتدلة، وتقدم دعماً فعلياً للجيش الحر وللتشكيلات العسكرية الأخرى لهذه المعارضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى