مسؤولان أمريكيان يزوران التنف والرقة

عواصم ـ راديو الكل

زيارتان قام بهما مسؤولان أمريكيان إلى مناطق في سوريا، قد تشيران إلى توجّه أمريكي جديد إزاء القضية السورية، فبعد زيارة المبعوث الأمريكي جيمس جيفري إلى مدينتي منبج والرقة، أعلنت زيارة قام بها قائد عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل إلى قاعدة التنف، وأطلق منها تصريحات يؤكد فيها استمرار الوجود العسكريّ الأمريكي في سوريا من أجل تهيئة الظروف للتسوية السياسية والتأثير في أنشطة إيران.

وأكد قائد عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل، من القاعدة الأمريكية في التنف، أهمية الوجود العسكري لبلاده في سوريا من أجل تهيئة الظروف للتسوية السياسية والتأثير في بعض الأنشطة الخبيثة لإيران بحسب ما نقلت عنه وكالة أسوشيتد برس.

ونشرت الوكالة تصريح الجنرال الأمريكي بعد زيارة قام بها لقاعدة التنف وقالت: إنها استمرت 6 ساعات أمس ولم تعلن إلا بعد انتهائها بطلب من البنتاغون لأسباب أمنية. مشيرة إلى أن مجموعة من الصحفيين رافقوا الجنرال فوتيل في زيارة القاعدة التي فتحت أبوابها أول مرة أمام وسائل الإعلام. وتقع قاعدة التنف، التابعة للتحالف الدولي في معبر مثلث حدودي بين سوريا والأردن والعراق.

الجنرال الأمريكي أوضح، أن الوجود الأمريكي في سوريا يشكل أداة ضغط في أيدي الدبلوماسيين الأمريكيين. وقال: إن لدينا مهمة دحر داعش لكنني أقر بأن وجودنا وتطويرنا لشركائنا والعلاقات هنا لديها تأثير غير مباشر في بعض الأنشطة الخبيثة التي تسعى إيران ووكلاؤها إلى ممارستها. لافتاً في الوقت نفسه إلى أن مهمة التحالف في التنف لن تتحول إلى حملة ضد إيران.

وقدّرت الوكالة عدد عسكريي التحالف الدولي في القاعدة ما بين 200 و 300 جندي معظمهم أمريكيون؛ يدرّبون عناصر جماعة “مغاوير الثورة” المعارضة التي تضم نحو 300 عنصر.

وحذر فوتيل من إسقاط “داعش” من الحسبان في المرحلة الراهنة، مشيراً إلى أن مهمة القاعدة الأساسية تكمن في ممارسة الضغوط على المتطرفين الفارين من المعارك الدائرة بوادي الفرات ومنعهم من استخدام هذه المنطقة لإعادة تنظيم صفوفهم.

وشهدت قاعدة التنف مناورات قبل نحو شهر بعد أن صعّد النظام وإيران تصريحاتهما حول اعتزامهما السيطرة على القاعدة، وازداد الاهتمام الأمريكي بالقاعدة نظراً لموقعها الاستراتيجي المشرف على طول الطريق السريع الذي يربط النظام مع داعميه في طهران.

وقاعدة التنف التي تضم فقط المئات من المقاتلين، تؤكد بحسب صحيفة واشنطن بوست أنّ الولايات المتحدة اتخذت تدابير أقلّ خطورةً لمجابهة إيران على الأرض حتى مع تصعيد كبار مسؤوليها للحرب الكلامية وتكثيف الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على طهران.

وتزامنت زيارة الجنرال الأمريكي إلى قاعدة التنف مع زيارة قام بها المبعوث الأمريكي الخاصّ إلى سوريا لمدينتي الرقة ومنبج، والتي جاءت بعد تصريحات لبشار الأسد بأن نظامه سيستعيد جميع المناطق السورية من دون استثناء، وتأكيد وزير خارجيته وليد المعلم بأن الهدف بعد إدلب هو مناطق شرق الفرات.

وقال المبعوث الأمريكي جيمس جيفري: إن بشار الأسد يسيطر فقط على نصف البلاد، في حين أن النصف الآخر تحت سيطرة الولايات المتحدة وحلفائها، مشيراً إلى أن بلاده سوف تتبنى مع حلفائها “استراتيجية عزلة” تشمل العقوبات، إذا عرقل بشار الأسد العملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب.

ويأتي ذلك في إطار مساعي واشنطن في إعطاء زخم أقوى للحل السياسي في سوريا، بحسب ما أكدت المتحدثة الأمريكية الإقليمية باللغة العربية “إيريكا تشوسانو” لراديو الكل، وأضافت أن الولايات المتحدة تعمل على إعطاء زخم أقوى للحل السياسي في سوريا من خلال لقاءات ومشاورات يجريها مسؤولون أمريكيون ومن بينهم المبعوث الأمريكي جيمس جيفري.

وتحدثت مصادر صحفية عن توجّه جديد للإدارة الأمريكية بخصوص القضية السورية، وقال وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب في مقال بالجريدة الكويتية: إن هناك معلومات صحيحة، تتحدث عن أن الولايات المتحدة بصدد إعداد “خريطة طريق” جديدة لاستراتيجيتها السورية؛ تتضمن إبقاء الولايات المتحدة على قواتها في مناطق شرق الفرات وفي قاعدة “التنف”، ومساندة وتعزيز ما تقوم به في منطقة إدلب، وما تقوم به من ضغط جدي حتى على روسيا لإخراج إيران من سوريا، بدايةً عسكرياً ثم سياسياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى