
سكان الرقة يلجؤون إلى شراء الألبسة المستعملة هرباً من غلاء الجديدة
الرقة – راديو الكل
يلجأ سكان مدينة الرقة إلى شراء الألبسة المستعملة هرباً من غلاء الجديدة وحاجاتهم الماسة إليها مع دخول فصل الشتاء، في ظل تراجع قوتهم الشرائية بسبب قلة فرص العمل وخسارة مدخراتهم.
ويقول مراسل راديو الكل في الرقة بعد جولة في أسواق المدينة: إن أسعار الألبسة الجديدة في أسواق الرقة وصل حداً قياسياً، إذا تبلغ سعر قطعة اللباس الواحدة أو الحذاء 5 آلاف ليرة سورية، أما سعر “الجاكيت” فوصل 10 آلاف مع دخول الشتاء.
ويضيف مراسلنا، أن انخفاض مستوى دخل سكان المدينة وقلة فرص العمل، ساهم في رواج الألبسة الأوربية المستعملة في أسواق الرقة.
محمد منير صاحب بسطة ألبسة مستعملة في شارع تل أبيض بمدينة الرقة، يؤكد أن إقبال الأهالي على الألبسة المستعملة هذا العام غير مسبوق ولم يشهده طوال فترة عمله في السوق الممتدة 15 عاماً.
ويوضح أحمد الحسين، وهو من أهالي مدينة الرقة، أنه لجأ إلى شراء الألبسة المستعملة كونها أقل ثمناً بأضعاف، ويقول: إن ثمن قطعة واحدة جديدة يشتري بها ألبسة مستعملة تكفي أطفاله الثلاث وزوجته.
ومع هذا يؤكد أبو لؤي بائع ألبسة مستعملة آخر في شارع المنصور وسط الرقة، أنه وإن كان غالبية زبائن الألبسة المستعملة من الطبقة المتوسطة والفقيرة، فإنه لاحظ إقبال عدد قليل جداً من ذوي الدخل المرتفع يشترون ألبسة مستعملة، ويرجع ذلك إلى أنها ذات جودة عالية.
ما بين هذا وذاك يبقى كثير من أهالي الرقة لا يملكون ما يمكنهم من شراء الألبسة المستعملة، إذ تقول أم عزيز لراديو الكل بلهجتها المحلية: “والله يا خيي شبدنا نسوي أصلاً حتى البالة (الألبسة المستعملة) علينا غالية، بس البرد ما يرحم والأولاد رح يموتون من البرد، وحتى شبابيك وأبواب ما عندهم بالمدارس”.
ومصدر الألبسة المستعملة في الرقة أوروبي يصلها من تركيا عبر مدينة منبج شرقي حلب، وتلقى رواجاً في المدينة كون معظم سكانها تحت خط الفقر، ويعتمد معظمهم حالياً على حوالات مالية مرسلة من أبنائهم في بلاد عربية أو أوربية هاجروا وهُجروا إليها.