هل تسحب إيران ميلشياتها من سوريا بعد فرض العقوبات الأمريكية عليها؟

راديو الكل ـ تقرير

بدأت الولايات المتحدة تنفيذ حزمة عقوباتها الجديدة ضد إيران ومن أبرزها منعها من تصدير نفطها، ومن بين الأهداف المعلنة لهذه العقوبات انسحاب إيران وميلشياتها إلى داخل الحدود، وتغيير سلوك النظام الإيراني، والتوقف عن زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وتقول الولايات المتحدة: إن إيران استخدمت قسماً من الأموال التي استحوذت عليها بسبب رفع العقوبات بعد إبرامها الاتفاق النووي من أجل أجندتها في تقويض استقرار منطقة الشرق الأوسط، بدلاً من تحسين الوضع المعيشي للشعب الإيراني.

ودعمت إيران نظام بشار الأسد، والميلشيات الموالية لها في المنطقة بنحو 26 مليار دولار منذ 2012، وفق تقرير صادر عن “فريق التواصل الإلكتروني” في وزارة الخارجية الأمريكية وما قيمته نحو 16 مليار دولار.

وبحسب تقرير فريق التواصل، فإن إيران أنفقت 6.4 مليارات دولار لدعم نظام الأسد، و 700 مليون دولار سنوياً لتمويل الميلشيات في لبنان (حزب الله)، و 100 مليون دولار لدعم الميلشيات الوكيلة لها في العراق.

وقدمت إيران لنظام الأسد، خلال السنوات الماضية، دعماً سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى دعم عسكري عبر ميلشيات تقاتل مع قوات الأسد، وإقامة قواعد عسكرية في عدة مناطق.

وتتحدث الولايات المتحدة، أن لدى إيران نحو 1500 جندي من الحرس الثوري في سوريا ونحو 10 آلاف من الميلشيات التابعة لها، ويعملون بقيادة الجنرال قاسم سليماني، بحسب مسؤول الملف الإيراني في الخارجية الأمريكية براين هوك.

ويشير روجر بويز في صحيفة التايمز، إلى أن إيران أوصلت جواً إلى النظام 21 ألف جندي و 5 آلاف طن من العتاد العام الماضي.

ويلمح الإيرانيون بعد فرض الحزمة الأخيرة من العقوبات الأمريكية إلى إمكانية انسحابهم من سوريا، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي: “إن دخولنا إلى سوريا جاء بناء على طلب النظام وسنخرج منها إذا شعرنا باستقرار نسبي هناك”.

وقبل أيام، أشار تسريب نشره موقع “ديبكا” المقرب من المخابرات الإسرائيلية، إلى أن الأمريكيين والإيرانيين بصدد فتح قناة تفاوض سرية بوساطة عمانية. وكان وزير الخارجية الإيرانية، جواد ظريف، قد زار عمان قبل أيام، لينتقل بعدها وزير الدولة للشؤون الخارجية، يوسف بن علوي، إلى واشنطن. الأمر الذي أثار تكهنات بتجدد الدور العماني في الوساطة بين طهران وواشنطن.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أكد أخيراً، استعداده للحديث مع الإيرانيين. في حين ردت طهران برفضها الحديث مع واشنطن، تحت الضغوط، في إشارة إلى العقوبات الأمريكية. لكن ذلك فيما يبدو، مجرد موقف علني، يخفي وجود رغبة إيرانية بالتفاوض مع واشنطن، مجدداً.

ويدخل العامل الإسرائيلي بقوة في مسألة العقوبات على إيران إذ إن تل أبيب لطالما رفضت الاتفاق النووي الإيراني وحذرت من خطورته على المنطقة، في حين فرضت في وقت سابق على الروس إبعاد إيران عن حدودها مع سوريا، والآن تريد انسحاب الميلشيات الإيرانية من كامل سوريا. كما أن إسرائيل أعلنت أخيراً أنها تريد حلاً سياسياً في سوريا يلبي مصالحها، وذلك قبيل لقاء المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري برئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.

وتطرح هذه التطورات تساؤلات فيما إذا كانت إيران تتبع المناورة في تلقي رسالة الأمريكيين الحوارية والمقايضة على انسحابهم من سوريا مقابل الحصول على مزايا في مجالات أخرى تكون مكاسب استثماريةً واقتصادية في ضوء ما يطرحه الروس في مجال إعادة الإعمار في سوريا خاصةً أنّ العقوبات الأمريكية طالت نقطة ضعف إيران الرئيسة وهي الاقتصاد، وذلك على الرغم من أن الألم سيتحمله الإيرانيون البسطاء الذين أكثرهم لا يحبون زعماء البلاد.

وبحسب تقارير صحفية متعددة، فإن إيران عملت منذ إرسال قواتها إلى سوريا دعماً لنظام بشار الأسد على تعزيز وجودها الاقتصادي في البلاد بتعزيز نفوذها في استثمارات، وتسارع نفوذها منذ أن أوقف الرئيس ترامب العمل بالاتفاق النووي في محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى