نشاط اقتصادي متزايد في الشمال السوري.. وأسواق متقلبة

راديو الكل ـ تقرير

يشهد الشمال السوري نشاطاً اقتصادياً متزايداً على خلفية اتفاق “سوتشي”، ما شجع على عودة نازحين وإلى نوع من الاستقرار، بينما ارتفعت الصادرات التركية من ولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد إلى سوريا بنسبة 22% في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2017، بهدف المساهمة في إعادة الاستقرار إليها وتنميتها، في حين تشهد الأسواق تقلباً في أسعار موادّ أساسية.

وأعلنت مديرية التجارة والجمارك بمنطقة جنوب الأناضول، أن حجم صادرات تركيا إلى منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” بلغ 560 مليون دولار، وأن 40% من هذه الصادرات تمت عن طريق معبر قارقاميش الحدودي، المقابل لمعبر جرابلس. مشيرة إلى عبور نحو 40 شاحنة بضائع في اليوم إلى الجانب السوري عبر معبر قارقاميش، إذ بلغ إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت إلى سوريا مروراً بالمعبر 75 ألف شاحنة.

وتأتي المواد الغذائية على رأس قائمة الصادرات التركية إلى المناطق الشمالية من سوريا، تليها المواد المستعملة في البناء كالأسمنت والحديد، ثم الملابس والمفروشات والأجهزة المنزلية وقطع غيار السيارات.

وأزالت السلطات التركية العديد من العوائق التجارية أمام رجال الأعمال الأتراك، مع منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، من أجل المساهمة في تنميتها وعودة السكان إليها من جديد.

وتقول تركيا: إنها تتبع سياسة تنموية في المناطق التي حررتها شمالي سوريا عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، وذلك عبر إيجاد مشاريع تساعد على تطوير الإمكانات المادية والبشرية في تلك المناطق.

وساهم الاتفاق التركي الروسي حول إدلب في نوع من الاستقرار في مدن وقرى الشمال السوري، ما أتاح عودة نازحين ولاجئين من تركيا إلى مناطق سكنهم الأصلية، وانطلاق مشاريع الاستثمار والبناء، بينما شهدت الحركة التجارية بعض التحسن خاصة بعد أن أعلنت تركيا افتتاح معبر حدودي جديد مع منطقة عفرين بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية المتجهة من الأراضي التركية إلى المنطقة.

وبحسب وكالة الأناضول، فإن الحاجة إلى السكن من جراء ازدياد أعداد الوافدين والعائدين إلى المناطق المطهرة من الإرهاب شمالي سوريا ساهمت في إحياء وازدهار قطاع البناء بالمنطقة ولا سيما في مناطق جرابلس والباب وأعزاز شمالي سوريا.

وتشير إلى أن المجالس المحلية في تلك المناطق تعمل على توفير الاحتياجات الأساسية للسكان عبر إصلاح البنية التحتية كخطوط التيار الكهربائي والمياه والصرف الصحي، لتمكين السكان من مواصلة حياتهم بشكل مريح، في حين تستقبل المناطق المذكورة أعداداً كبيرة من النازحين من مناطق أخرى في سوريا بسبب الأمن الذي توفره، إذ نزح إليها عشرات الآلاف من الهاربين من هجمات النظام بوسط وجنوبي البلاد.

وقالت الوكالة: إن توافد أكثر من مليون شخص إلى منطقة “درع الفرات” خصوصاً جعل المنطقة تعاني من مشكلة في السكن، ما أسهم في إحياء قطاع البناء لتلبية تلك الحاجة. مشيرة إلى أن سكان المنطقة زاد بنسبة 3 أضعاف بفضل توافر الأمن، في حين ساهم قسم منهم في دعم اقتصاد المنطقة من حيث افتتاح محلات تجارية والمشاركة في عمليات بيع وشراء الأراضي.

وأفادت صحيفة “يني شفق” في تقرير، أن تركيا “أطلقت جملة من الاستثمارات بهدف النهوض بالمنطقة اقتصادياً وتسريع تدفق الاستثمارات إلى الشمال، ومن بينها ربط مدن شمالي سوريا بطرق سريعة”، وذلك بناء على المكاسب الميدانية لعمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”. مشيرة إلى إقامة “الطريق السريع الممتد من معبر جوبان بيه الحدودي إلى مركز بلدة الراعي، إذ من المقرر أن يمتد هذا الطريق حتى منبج بعد “تطهيرها” من عناصر القوات الكردية، بينما يتم التخطيط بحسب الصحيفة إلى بناء “طريقين آخرين متصلين بالطريق السريع الذي سيصل إلى الراعي، وسيمتد حتى الباب، أما الثاني فسيمتد حتى جرابلس”، ومن المخطط مده في المستقبل حتى منبج.

ويشهد القطاع الاقتصادي في مناطق الشمال السوري بشكل عام تقلباً في أسعار المواد الأساسية، ولا سيما المحروقات بسبب حالة العرض والطلب والتنافس التجاري ومصدر تلك المحروقات؛ إذ يعتمد ريفا إدلب وحماة على المازوت والبنزين المكرر الآتي من شمال شرقي سوريا عبر حلب، بينما تحدث مسؤولون محليون عن أنهم يعملون بالتنسيق مع شركات تركية لإدخال مازوت أوروبي بسعر مناسب يساهم في تخفيض الأسعار، بحسب مدير المكتب المالي في المجلس المحلي أسامة التمرو لراديو الكل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى