جيفري يؤكد أن النظام لا يسيطر سوى على نصف البلاد.. ويربط هزيمة داعش بحصول تغيير في النظام وفي دور إيران

واشنطن ـ راديو الكل

جدد المبعوث الأمريكي الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري تأكيده بأنّ النظام في سوريا لا يسيطر إلا على نصف البلاد، وأنه لا يمكن تحقيق الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش قبل حصول تغيير أساسيّ في النظام وفي دور إيران في سوريا، والذي ساهم بشكل كبير في ظهور التنظيم الإرهابي في العام 2013. مشدداً على سعي بلاده إلى تحقيق عملية سياسية ولا رجعة فيها في سوريا بقيادة السوريين أنفسهم وبتيسير من الأمم المتحدة.

وقال المبعوث الأمريكي في تصريحات نشرتها الخارجية الأمريكية ووصلت راديو الكل نسخة منها: إن الولايات المتحدة حددت ثلاثة أهداف لها في سوريا هي تحقيق الهزيمة الدائمة لداعش، ومغادرة جميع القوات الخاضعة لسيطرة إيران، وتخفيف التصعيد والبناء على عمليات وقف إطلاق النار القائمة حالياً خاصة اتفاق ادلب مع إعادة تنشيط العملية السياسية على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 2254. وتشكيل لجنة صياغة الدستور.

وأعطى المبعوث الأمريكي تقويماً لحالة القضية السورية وقال: ثمة وقف إطلاق نار نسبي قائم في سوريا اليوم، باستثناء القتال الذي نقوده مع حلفائنا من قوات سوريا الديمقراطية على طول نهر الفرات ضد تنظيم داعش، ولكن لسوء الحظ، لم ينته النزاع بعد وما زال ثمة مخاطر. وتشارك في سوريا خمس قوات خارجية -أمريكية وإيرانية وتركية وروسية والوحدات الجوية الإسرائيلية في بعض الأحيان- وذلك تحقيقاً لمصالح وجودية مهمة أو مصالح جيرانها في حالات عدة. وعلى غرار ما حصل عند إسقاط الطائرة الروسية العسكرية إي إل-20 سابقاً، فإن خطر التصعيد حاضر أبداً، بما في ذلك بين جهات فاعلة وطنية عدة، وليس مع الجهات الفاعلة ما دون الوطنية فحسب والتي نجد منها الكثير هناك، بما في ذلك جماعات خطيرة جداً مثل حزب الله وداعش والقاعدة والجماعات التابعة لجبهة النصرة.

وأضاف أن النظام يدعي في اتصالاته الدبلوماسية أنه يحقق النصر، ولكنه لا يسيطر إلا على أكثر بقليل من نصف أراضي البلاد، وقد فر نصف السكان من حكمه الرهيب وباتوا نازحين داخليين أو لاجئين عبر الحدود، ويتعامل معظم المجتمع الدولي معه على أنه منبوذ، ولن تتدفق أموال إعادة الإعمار إلى سوريا منا ولا من معظم بقية المجتمع الدولي الذي يوفر عادة أموال إعادة الإعمار قبل أن نشهد تقدماً كبيراً في الأهداف التي حددتها الولايات المتحدة.

وحول الآليات التي تتبعها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في سوريا قال جيفري: إن تحقيق الهزيمة الدائمة لداعش متواصل ونحن الآن في آخر معركة تقليدية تجري الآن على طول نهر الفرات. ويقودها شركاء الولايات المتحدة في هذا الصراع في سوريا.

وأضاف: “نعتبر أنه لا يمكن تحقيق الهزيمة الدائمة لداعش قبل حصول تغيير أساسي في النظام وتغيير أساسي في دور إيران في سوريا، إذ ساهم هذا الدور بشكل كبير في ظهور داعش في المقام الأول في العام 2013 و 2014”.

وقال: سنحاول، الروس يحترمون ما التزموا فيه من خلال اتفاق ادلب الموقع مع تركيا في نهاية أيلول الماضي وتأكيدهم أن يكون وقف إطلاق النار دائماً خلال قمة إسطنبول الرباعية في 27 تشرين الأول.

وأضاف أن تخفيف التصعيد قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انسحاب جميع القوات العسكرية التي دخلت البلاد منذ بداية النزاع في العام 2011. ومن شأن ذلك أن يتضمن مغادرة جميع القوات التي تقودها إيران.

وقال: إن روسيا التزمت خلال قمة إسطنبول بإنجاز لجنة صياغة الدستور قبل نهاية العام الحالي، وسنحاسبها بخصوص التزامها بعقد اللجنة الدستورية بحلول ذلك الوقت، ونتوقع أن تستخدم نفوذها لجلب نظام دمشق إلى الطاولة.

وأضاف: نأمل أن نشهد تقدماً على أساس الأهداف الأمريكية الثلاث وعلى النحو المبين والمنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي. مبدياً تشجيع بلاده جميع الجهات الفاعلة في سوريا على تحقيق نظام أمن أساسي ينهي القتال بشكل دائم وينتج نظاماً سورياً غير سام مثل النظام الحالي إزاء مواطنيه وجيرانه ويوفر ضمانات مرضية لكافة الجهات الفاعلة في سوريا وحولها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى