وزير بريطاني يؤكد أن النظام يمارس أعمالاً وحشية ضد السوريين.. وشهادات الوفيات لمعتقلين هدفها التغطية على جرائمه

لندن ـ راديو الكل

أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت، أن الوحشية التي تمارس على الشعب السوري جزء لا يتجزأ من نظام الأسد، وأن شهادات الوفاة التي يصدرها النظام هدفها التهرب من مسؤوليته في تصفية المعتقلين.

وقال الوزير البريطاني في مقالة نشرها في صحيفة “الإندبندنت” تحت عنوان “وحشية النظام يجب أن تروى” تناول فيها قصة إحدى المعتقلات من داريا: إن شهادات الوفاة التي بدأ نظام الأسد بإصدارها في تموز الماضي، هي محاولة لإخفاء جرائمه المروعة، معللاً أسباب الوفاة بالأزمات القلبية وغيرها من أسباب الموت الطبيعية بهدف التهرب من مسؤولية تصفية المعتقلين.

وقال: لقد اختفى أكثر من 95,000 شخص منذ بداية آذار – 2011. بينما يقدر عدد الذين اختفوا قسراً على يد النظام بأكثر من 80,000 شخص، قتل العديد منهم تحت التعذيب.

وأضاف الوزير البريطاني، أن بلاده قدمت أكثر من 8 ملايين جنيه إسترليني لمساعدة الناجين للحصول على الخدمات وتقديم المشورة القانونية، بهدف دعم العدالة البديلة وتمويل الجهود الرامية إلى توثيق وحشية النظام، كما فرضت من خلال العمل مع حلفائها، عقوبات صارمة صادرة من الاتحاد الأوربي، استهدفت أكثر من 300 شخص وكيان مسؤول تابعين لنظام الأسد.

وبهدف توثيق المعاناة التي يمر بها السوريون، شارك بيرت قصة المواطنة السورية أمينة الخولاني والتي تعيش الآن في بريطانيا في إطار برنامج إعادة التوطين والتي كانت المخابرات الجوية التابعة للنظام اعتقلتها في تشرين الأول – 2013 مع زوجها بسبب دعمها للثورة ومشاركتها في المظاهرات بمدينة داريا، وأورد تفاصيل معاناتها في المعتقل والظروف اللاإنسانية التي مرت بها،

وروت (أمينة) قصة اعتقالها على يد المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد في تشرين الأول – 2013، صباح يوم الأحد، بصحبة زوجها بسبب دعمها للثورة ومشاركتها في المظاهرات بمدينة داريا.

وقالت (أمينة): تم وضعي مع 13 امرأة، في زنزانة مساحتها متران بمتر، وتحتوي على حمام مكسور تتشارك به جميع المعتقلات، وكان الحمام بمنزلة بؤرة تخرج منه الحشرات والصراصير. وأضافت “ولتجريد المعتقلات من كرامتهن، منع عنهن الوصول إلى المنتجات الصحية اللازمة لاستخدامها في فترة الحيض، واستخدمن عوضاً عن ذلك قطعاً ممزقة من الأقمشة والملابس. أما الطعام، فلم يكن بأحسن حالاً، حيث قدمت لهم كميات صغيرة من الأرز والبطاطس طعمها متل الديزل وتحتوي على أحجار صغيرة”.

وأشارت إلى أن الاستجواب كان مليئاً بالشتائم والإشارات الجنسية المهينة. وتعتبر (أمينة) نفسها محظوظة، لأنها لم تتعرض للعنف الجنسي على عكس باقي المعتقلات التي سمعت قصصاً عن تعرضهن للاغتصاب.

روت (أمينة) في قصتها العديد من تقنيات التعذيب المستخدمة والتي تهدف إلى إيصال المعتقل إلى الانهيار، إذ وضعوها في أحد المرات بصحبة زوجها في غرفة، أجلسوهم على كراس مواجهة للجدار، كانوا معصوبي العينين، حمل العناصر بنادقهم وسحبوا الزناد، كان الهدف القيام بعملية إعدام وهمية. أصيبت وزوجها بحالة صدمة، استغرق الأمر منهم عدة دقائق ليدركوا أنهم مازالوا على قيد الحياة.

حُكم على (أمينة) بالسجن مدة 4 سنوات، ولكن كيف أجبروها على الاعتراف بجرائم لم ترتكبها؟ على الرغم من الضرب والجروح التي تعرضت لها، رفضت التوقيع على لائحة بالتهم التي لم تقم بها. وفي إحدى المرات، سئلت فيما إذا كانت تحب زوجها، أجابت طبعاً، حينها أتوا به إلى الغرفة، كان في وضع يرثى له، يرتدي فقط ملابسه الداخلية، ويبدو كأنه أمضى ملايين السنين داخل الاعتقال. كان زوجها نحيفاً للغاية، انهالوا عليه بالضرب، إلى أن وافقت على الاعتراف على التهم التي أرادوا إدانتها بها. إلى اليوم، لا تعرف (أمينة) على ماذا وقعت، كان الهدف من اعترافها إيقاف الضرب الذي يتعرض له زوجها.

غادرت بعد 6 أشهر من إطلاق سراحها إلى لبنان، تعتقد أن السبب يرجع إلى المبالغ المالية التي دفعتها عائلتها للسجانين. أطلق سراح زوجها في وقت لاحق، وقدمت إلى بريطانيا في أوائل عام 2018.

تلقت (أمينة) في هذا العام، إشعاراً يفيد بمقتل أخويها المعتقلين. بحسب ما جاء في الوثيقة، توفيا في كانون الثاني 2013، مما يعني أنهما أعدما في اليوم نفسه الذي ألقي فيه القبض عليهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى