جامعة إيرانية خامسة تنشئ فروعاً لها في سوريا

راديو الكل ـ تقرير

تعتزم إيران افتتاح فرع لجامعة “تربية مدرّس” في سوريا بهدف تخريج أساتذة للجامعات، وذلك بعد افتتاح فروع لأربع جامعات من بينها ثلاث تتبع مباشرةً لمؤسسات دينية مقرّبة من المرشد علي خامنئي، وتروّج لأيديولوجيا ولاية الفقيه وهي جامعة المصطفى، وكلية المذاهب الإسلامية، والجامعة الإسلامية الإيرانية “آزاد”.

وأعلن وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الإيراني منصور غلامي في تصريحات نقلتها وكالة إرنا الإيرانية، أن “افتتاح فرع لجامعة تربية مدرّس سيساعد الطلبة السوريين على إكمال تعليمهم الأكاديمي في مرحلتي الماجستير والدكتوراه داخل بلادهم”.

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من افتتاح قسم اللغة الفارسية في المعهد العالي للغات بجامعة تشرين بالتنسيق مع المستشارية الثقافية الإيرانية في اللاذقية.

ويعدّ تأسيس فروع للجامعات الإيرانية في سوريا جزءاً من اتفاقيات بعيدة الأمد بين النظام وإيران شملت القطاعات الاقتصادية والعسكرية.

ومن بين الجامعات الخمس التي افتتحت فروعاً لها في سوريا هناك ثلاث منها تتبع لمؤسسات دينية مقربة من المرشد علي خامنئي، وتروّج لأيديولوجيا ولاية الفقيه؛ وهي جامعة المصطفى ولها فروع في 60 بلداً وتمرر أجندة الثورة الخمينية تحت غطاء برامج ثقافية ودعائية وحقوقية، وجامعة الفارابي، والثالثة جامعة آزاد الإسلامية التي تعد ثاني أكبر جامعة بعد جامعة طهران، وأشرف على تأسيسها كبير مستشاري علي خامنئي، ويوصف بأنه رئيس هيئة مؤسّسي “جامعة آزاد الإسلامية”. وأعلن بحسب وكالة تسنيم الإيرانية موافقة “بشار الأسد” على تأسيس فروع لهذه الجامعة في سوريا.

وأنشأت إيران مدارس للمرحلتين الإعدادية والثانوية في سوريا تحت اسم الرسول الأعظم، تدرّس وفق منهج دراسيّ تطلق عليه إيران اسم منهج آل البيت، بحسب ما ينقله الموقع الرسميّ لمدارس الرسول الأعظم المنتشرة في محافظة اللاذقية السورية ومحافظة طرطوس، بكثافة ملحوظة.

ويعكس افتتاح فروع للجامعات الإيرانية في سوريا توجهاً إيرانياً نحو تأكيد وجودها ليس فقط على المستويين العسكري والأمني أو الميلشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، بل أيضاً من خلال وجود ثقافي يختلف عن النسيج الاجتماعي السوري وثقافة الحياة العامة وتقاليدها.

وتحدث كبير مستشاري السياسة الخارجية للمرشد علي خامنئي علي أكبر ولايتي صراحةً بأن “تأثير إيران في القوة الناعمة -أي التعليم والجامعات- يساعد على نشر الإسلام في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين والهند والعالم العربي”.

ويشكل الطلاب والجامعات قاعدةً رئيسةً في الفكر الخميني، فطلاب الحوزة والجامعات كانوا في مقدّمة الثورة التي قام بها في العام 1979، إذ توجه في خطاب ثورته إلى الطلاب والجامعيين خصوصاً، بالقول: “أيتها الأمة الإسلامية العالمية، السلام على الجامعيين والطلبة الأعزاء، يا من تكونون جنوداً للإسلام”، ولم يكن الجمهور المستهدف فقط الطلاب الإيرانيين بل الطلاب في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي.

وتعمل إيران على تطوير مشروع متكامل لتعزيز نفوذها سياسياً وعسكرياً وثقافياً في المنطقة بحسب الباحث في شؤون الشرق الأوسط والخليج حسين عبد الحسين؛ الذي يضيف لقناة الحرة في تغطية حول دور الجامعات الإيرانية في نشر التشيع وتصدير مبادئ الثورة: “إن النفوذ الإيراني في سوريا لا يقتصر على تقديم الدعم العسكري والمالي للجماعات الموالية لها فقط، بل يتعداه إلى ما يسميه الإيرانيون التعبئة التربوية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى