ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

اليوم، وبعد مليون قتيل وعشرة ملايين نازح، يعتذر الإعلام عما فعله اليمين الأوروبي في سوريا، كأنه يعتذر عن خطأ إملائيّ في نصّ مسرحي طويل كما تقول ميسون شقير في العربي الجديد. وفي جيرون كتب علاء كيلاني مقالاً تحت عنوان “بوجود الرأس؛ ستبقى الحرب على الفساد مجرد خدعة”. وكتبت جانين دي جيوفاني مقالاً في مجلة فورين أفيرز الأمريكية تحدثت فيه عن المهمة الصعبة للمبعوث الأممي الجديد إلى سوريا.

وفي العربي الجديد كتبت ميسون شقير تحت عنوان “المجزرة السورية وهذا الإعلام العالمي” تصدّرت المجزرة السورية، أخيراً، وسيلتين إعلاميتين مهمتين، في بلدين أوروبيين مختلفين، صحيفة التايمز البريطانية والقناة الفرنسية فرانس إنفو، معرّية دور الإعلام نفسه في نقل الحقائق المنقوصة والمزيفة، وفي اتكاء اليمين العالمي، بكل ما يمثله من أحزاب يمينية محافظة، ومن رجالات دين مسيحي، على محور ثقافة “الإسلاموفوبيا”، وجعله الزاوية الوحيدة التي ينظر إلى الفاجعة السورية بها.

اليوم، وبعد مليون قتيل وعشرة ملايين نازح، يعتذر الإعلام عما فعله اليمين الأوروبي في سوريا، كأنه يعتذر عن خطأ إملائي في نص مسرحي طويل، فقد ذكرت صحيفة التايمز البريطانية، في افتتاحيتها، يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول، “أن المدافعين عن الأسد: قساوسة بريطانيون وبرلمانيون كانت لديهم أفكار مضللة عن المسؤولية الأخلاقية عن الصراع”.

أما القناة الفرنسية فقد عرضت تقريراً مصوراً عن مشروع منظمة العفو الدولية، ضمن برنامج “مراسل خاص”، وذكرت القناة أن العاملين في هذا المشروع كانوا قد استمعوا لروايات 80 شاهداً من المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا.

لا يعرف السوريون الآن ما الذي سيقدّمه لهم اعتذار صحيفة التايمز، ولا يمتلكون الثقة بأن جهة قضائية ما قد تستطيع يوماً أن تعاقب كل من قتلوا أولادهم وأحلامهم وحياتهم ومستقبلهم.

وفي جيرون كتب علاء كيلاني.. إن الانهيارات التي يسببها الفساد تقوض نظام البعث من الداخل. فهو أشبه بآلية تقويض ذاتية، تدمر الدولة والنظام على حد سواء. وإذا كان من المستبعد أن ينجح الأسد في تسويق إصلاحاته هذه المرة؛ فمن المدهش أنه ما يزال يتصرف بحماقة، ويبتهج بنواتج ما يدعي أنها “انتصارات” على شعبه، ويدفع بصورة حديثة له، قالت صفحة رئاسة الجمهورية في وصفها: إنها صورة رئيس (يعتزم معالجة ملفات، تتعلق بمستقبل البلاد، عبر حركة تصحيحية شاملة، لن يترك فيها أي شخص فاسد من دون حساب. وسيقتلع جذور الفساد قريباً، كما سيصدر تباعاً مراسيم تشريعية، تصب في مصلحة الشعب المقاوم وكرامته).

لعل الذين أشادوا بهذه المزاعم على صفحاتهم الاجتماعية، وصفحات جرائدهم، لم يكن يعنيهم كثيراً ما توصل إليه خوسیه أوجاز، رئیس منظمة الشفافیة الدولیة أن (القادة الذین یفشلون في إنھاء السریة، ویفشلون في تعزیز حریة التعبیر عن الرأي، ویفشلون في وقف الرشوة والفساد، سیفشلون كذلك في منح الكرامة لشعوبهم).

ومن جانبها قالت جانين دي جيوفاني في مقال في فورين أفيرز: إنّ المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا بيدرسون ورث معارضة محطمة وديكتاتوراً مجرماً عنيداً صعب المراس في دمشق يرفض المغادرة.

وأضافت أن الحرب في سوريا يجب أن تنتهي ولدى بيدرسون سجل حافل من العمل مع أصعب المفاوضين على وجه الأرض. لكنه في حاجة إلى الإصرار على أن تنتهي هذه الحرب نهاية صحيحة، ينبغي ألا يكون الأسد جزءاً من مستقبل سوريا، وينبغي لأي تسوية أن توفر آلية للعدالة الانتقالية، يمكن بموجبها البحث عن مرتكبي الجرائم المروعة ضد الإنسانية ومحاكمتهم. خلاف ذلك فإنّ الكراهية والمعاناة سوف تعود بلا شك خلال عقدين من الزمان، وسوف يظهر أسد جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى