ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

أخطر ما تتعرض له سوريا اليوم هو إعادة رسم خريطة نفوذ ديمغرافي، يقوم على أن ثمة خطراً إرهابياً اسمه تنظيم داعش خرج من بطن الأكثرية في سوريا كما يقول علي الأمين في صحيفة العرب. وفي الحياة اللندنية كتبت نجاح عبد الله سليمان مقالاً تحت عنوان “الحرس الثوري الإيراني وصناعة الميلشيات عبر سوريا”. وفي جيرون كتب محمود الحمزة مقالا تحت عنوان “لم يبق في الساحة إلا السوريون”.

وفي صحيفة العرب كتب علي الأمين تحت عنوان “النفوذ الإقليمي في سوريا والانكفاء العربي”.. نظام بشار الأسد انتهى لكونه فقد جميع قدراته في إدارة الدولة وسلطاتها، وباتت وظيفته الأخيرة هي البقاء بالقوة في انتظار ما سترسو عليه بورصة المشهد الإقليمي والدولي في سوريا، وما سيرسو عليه الصراع على المكاسب في هذا البلد. لكن ما يثير القلق هو ما يتصل بمستقبل الكيان السوري، ومدى انعكاس المطامح الإقليمية والدولية، في المحاولات المستمرة لاستثمار طبيعة المكونات المجتمعية السورية وتنوعها في رسم جغرافية النفوذ الإقليمي.

وأضاف أن أخطر ما تتعرض له سوريا اليوم هو إعادة رسم خريطة نفوذ ديمغرافي، يقوم على أن ثمة خطراً إرهابياً اسمه تنظيم داعش خرج من بطن الأكثرية في سوريا، وأن الأقليات لن تجد حضناً لها إلا من خلال إعادة صوغ وجودها على قاعدة أنها مكوّنات في خطر وتحتاج إلى حماية وتبن خارجي، وهذا واقع خطير طالما أن الشعب السوري بجميع مكوناته شاهد على مأساة التخلي العربي عنه وتركه نهباً للذئاب الإقليمية والدولية.

في الحياة اللندنية كتبت نجاح عبد الله سليمان تحت عنوان “الحرس الثوري الإيراني وصناعة الميلشيات عبر سوريا”.. في كانون الأول 2016، نشرت فضائية العربية تقريراً مطولاً تحت عنوان: (هذه هي ميلشيات الحرس الثوري التي قاتلت في حلب). وتبع ذلك وسائل إعلام عديدة عربية وأجنبية، فيما يشبه المقايضة بين الدفع بالمليشيات التي تم تأسيسها على دعائم طائفية شيعية من جانب إيران، مقابل الاقتصاد السوري، إذ تمّ تدشين معادلة العلاقات بين طهران ودمشق في السنوات الأخيرة، بخاصة مع توسع إيران في المشاريع التجارية بالقطاعات الاستراتيجية، وحصولها على عدد بالغ من الصفقات مع النظام، ولاسيما في مرحلة إعادة الإعمار.

وفي جيرون كتب محمود الحمزة تحت عنوان “لم يبق في الساحة إلا السوريون”..  يطالب السوريون بضرورة بلورة تيار ديمقراطي يمثل الصوت الوطني المستقلّ أمام العالم، ويتمسك بصلابة بحقوق الشعب السوري، ويرفض المهازل التي تفرض علينا بموافقة هياكل المعارضة الفاشلة التي تنتقل من تنازل إلى تنازل، بحجة أن المجتمع الدولي يريد ذلك.

بدأ السوريون ترتيب بيتهم الداخلي، وإن كانت الحركة بطيئة، لأن المهمة حساسة وصعبة. ومع ذلك هناك عمل دؤوب ولقاءات وتقاطعات، لتوحيد الرؤى والمواقف ثم الانتقال إلى برامج عمل مشتركة، تربط السوريين ببعضهم في الداخل والخارج.

إننا مقدمون على مرحلة تاريخية في عمر الثورة، مرحلة تجميع القوى بقيادات وطنية مستقلة، أغلبها من الشباب، تتمسك بالقرار الوطني المستقل، بعيداً عن إملاءات القوى الخارجية والقوى التي فرضت نفسها على السوريين من دون أن تثبت جدارتها.

يجب المضي قدماً، وعدم الالتفات إلى الخلف، وسننجح في عملنا ما دمنا نمتلك الإرادة والتصميم؛ المهم أن نفكر بعقولنا لا من خلال أجندات الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى