روسيا والنظام يستبقان أستانة واللجنة الدستورية بتصعيد لتغيير ميداني

راديو الكل ـ تقرير

صعّدت روسيا وقوات النظام عسكرياً في أرياف حلب وحماة وإدلب غداة تعرض أحياء في حلب لقصف بغاز الكلور، وقبيل انعقاد جولة جديدة من مفاوضات أستانة في 28 من الشهر الحالي، ما يعدّ بنظر مصادر المعارضة إشارةً واضحة إلى عدم جدية موسكو في الاستمرار باتفاق سوتشي ولاسيما أنها أكدت غير مرة أنه اتفاق مؤقت.

واستهدفت طائرات حربية روسية أمس المنطقة العازلة في إدلب للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق تركي – روسي في الشمال قبل شهرين. في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الجوية دمرت جميع أهدافها، وأن موسكو أبلغت تركيا سلفاً بالهجمات عبر خطّ هاتفيّ ساخن.

كما استهدفت غارات الطيران الروسي حيّ الراشدين الخاضع لسيطرة المعارضة غربي حلب، كما استهدفت منطقة خان طومان بريف حلب الغربي. وبحسب المراصد العسكرية في ريف حلب، فإن الأماكن المستهدفة بالقصف الروسي، تبعد نحو 1500 متر عن نقاط المراقبة التركية الموجودة في منطقة حي الراشدين.

ونفت غرفة عمليات “جمعية الزهراء” التابعة للثوار، في بيان، ادعاءات النظام وروسيا من أن الثوار قصفوا أحياءً في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، بقذائف تحوي “غازات سامة”، ووصفتها بأنها تندرج في إطار الحملة الإعلامية لتبرير أعمال عدوانية يحضّر لها النظام.

وأظهر تحقيق سابق للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن النظام استخدم غاز الأعصاب السارين في خان شيخون 2017، كما استخدم غاز الكلور عدة مرات. كما حمّل التحقيق مقاتلي تنظيم داعش المسؤولية عن استخدام غاز الخردل.

وتشمل المنطقة منزوعة السلاح أجزاءً من محافظة إدلب مع ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وأكد رئيس هيئة التفاوض العليا نصر الحريري، أن النظام افتعل ذريعةً لشن هجوم ضد الفصائل المعارضة. وقال في تغريدة على تويتر: النظام وحلفاؤه يريدون فتح عمل عسكري في شمالي سوريا، والابتعاد عن أي استحقاق للعملية السياسية، لدينا معلومات أن النظام أطلق قذائف محملةً بالكلور استهدف بها حيّ الخالدية في حلب.

وقال رئيس الائتلاف الوطني المعارض، عبد الرحمن مصطفى، إنّ “النظام هو المتهم الأول” بالاستهداف لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية. مشيراً إلى أن روسيا هي المسؤولة عن “ترويج الأكاذيب” لمصلحة النظام.

وأكدت مصادر المعارضة، أن توقيت تصعيد روسيا والنظام يأتي قبل أيام من عقد جولة أستانة في 28 و 29 من الشهر الجاري، وفي وقت تدعو فيه معظم الدول المعنية بالقضية السورية إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور، وهو ما يدلل على أن النظام يريد إنهاء العملية السياسية من خلال استئنافه الحلّ العسكري.

كما يعدّ التصعيد الروسي إشارةً واضحة إلى عدم جدية موسكو في الاستمرار باتفاق سوتشي ولا سيما أنها أكدت غير مرة أنه اتفاق مؤقت، كما تحدثت قبيل التصعيد الأخير عن استمرار الصعوبات المتعلقة بإقامة منطقة منزوعة السلاح رغم الجهود التي تبذلها تركيا لتحقيق هذا الهدف، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.

وقالت وكالة الأناضول في تقرير: إن النظام وروسيا أعدّوا للهجوم الكيميائي على أحياء في حلب منذ أشهر، ووضعا السيناريو له حيز التنفيذ يوم السبت الماضي.

وأضافت أن المعارضة التي تؤكد أن قذائف “الهاون” غير قادرة على تحويل سائل كيميائي إلى غاز، تتحدث عن تخطيط النظام وروسيا لإطلاق هجوم على منطقة “خفض التصعيد” من خلال تعطيل وقف إطلاق النار في إدلب، عبر مثل هذه الادعاءات.

ورغم أن موسكو قالت: إن الهجوم المزعوم انطلق من مناطق تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام”، فقد شنّت مقاتلات روسية، في وقت سابق الأحد، غارةً جوية ضد الجيش السوري الحر في منطقة “الراشدين” الواقعة على الخط الفاصل بين منطقة “خفض التصعيد” بإدلب وحلب.

ومنذ آب الماضي، دأبت روسيا ونظام الأسد على نشر مزاعم تتهم الفصائل المسلحة المعارضة بالتحضير لهجوم كيميائي انطلاقاً من إدلب ومنطقة “درع الفرات”.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أكد خلال لقائه مع نظيره التركي خلوصي أكار في مدينة سوتشي الروسية لم يعلن مسبقاً، أن الجانب الروسي وجد دعوة أكار للّقاء أمراً ضرورياً، “لأن الوضع في سوريا يتطلب منا قراراً عاجلاً ومناقشة المسائل الملحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى