أستانة 11 تنطلق غداً وعلى جدول أعمالها آخر مناطق خفض التصعيد الأربع واللجنة الدستورية

راديو الكل ـ تقرير

تنطلق الجولة 11 من مفاوضات أستانة غداً على وقع تصعيد عسكريّ روسيّ في آخر مناطق خفض التصعيد الأربع التي أقرّها هذا المسار في أيار من العام الماضي، وانتهت المناطق الثلاث إلى مصالحات وتهجير قسري إلى الشمال السوري بسبب مواصلة النظام اتباع الحلّ العسكري، في حين كانت مفاوضات أستانة أقلعت في جولتها الأولى في بداية العام الماضي مبشّرةً بالحل السياسي، وبحلّ ملفات ساخنة من أبرزها ملفّ المعتقلين الذي لم يحقق أيّ اختراق أيضا بسبب رفض النظام التقدم فيه تحت ذريعة أنه لا معتقلين في سوريا بل “محكومين”، في حين سلّم الأهالي قوائم بأسماء آلاف الأشخاص قتلهم تحت التعذيب.

وأعلنت الخارجية الكازاخية، أمس، أنها أنجزت الترتيبات اللازمة لعقد جولة جديدة من مفاوضات أستانة على مدى يومين اعتباراً من يوم غد وقالت: إن جميع الأطراف المدعوّة أبدت استعداداً للحضور، وخاصةً وفد المعارضة الذي سيرأسه رئيس الحكومة المؤقتة السابقة أحمد طعمة، ويتألف من 13 شخصاً يمثلون عدداً من الفصائل المسلحة وغالبيتهم شاركوا في جولات سابقة.

وقال وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف: إن بلاده تتوقع حضور وفد يمثل الأمم المتحدة، لكنه قال: إن مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا “غير بيدرسن” لم يحدّد بعد مستوى المشاركة. علماً بأن المبعوث الدولي المستقيل ستيفان ديمستورا كان حضر الجولات السابقة بصفة مراقب.

من جانبه عدّ أحمد طعمة رئيس وفد المعارضة مسار أستانة بأنه هو الفعّال الوحيد حالياً في جهود حلّ الأزمة وقال: إن موضوع تشكيل اللجنة الدستورية سيكون من أهمّ الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال جولة أستانة القادمة.

وتجري مساع دولية لتشكيل لجنة لصياغة الدستور، تنفيذاً لمقررات مؤتمر سوتشي، لكن الأمم المتحدة تشير إلى صعوبات تواجه هذه العملية وحذرت من التخلي عن جهودها لتشكيل هذه اللجنة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن قبل نهاية العام الجاري.

وذكر مسؤول في الخارجية الكازاخية، أن التركيز سوف ينصبّ على الوضع في إدلب، ومسار تشكيل اللجنة الدستورية، ومبادرة روسيا لعودة اللاجئين، إضافة إلى انعقاد الجلسة السادسة لفريق العمل الخاصّ بقضايا الرهائن والأسرى وتسليم جثث القتلى لذويهم والبحث عن المفقودين. مشيراً إلى أن هذه الجولة سوف تعقد بمشاركة ممثلين عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ويرفض النظام تشكيل الثلث الأخير من أعضاء لجنة صياغة الدستور من قبل الأمم المتحدة التي مددت فترة بقاء مبعوثها ستيفان ديمستورا إلى نهاية العام الحالي، لضمان عدم وجود فجوة في مسار العملية السياسية، إذ من المفترض أن يضع ديمستورا أسماء القائمة الثالثة لأعضاء اللجنة المفترض أن تكون مؤلفةً من 150 عضواً مقسمةً بين النظام والمعارضة والمجتمع المدني السوري.

وفيما يتعلق بملف المعتقلين، فقد أخفقت المعارضة خلال جولات أستانة العشرة في تحقيق تقدم وفرض قرار على النظام بإطلاق سراح عشرات آلاف المعتقلين، الذين يخشى النظام من تبعات إطلاق سراحهم، في حين عمد إلى تسليم ذوي المعتقلين الذين قتلهم تحت التعذيب لوائح بأسماء أبنائهم في محاولة لطي هذه الملف الذي كانت المعارضة تأمل في أن يكون مدخلاً لمحاسبة أركان النظام في محاكم جنائية دولية.

وتشكلت في جولة أستانة الثامنة في 21 كانون الأول 2017 مجموعتا عمل بخصوص ملفّ المعتقلين في معتقلات النظام وإزالة الألغام.

وعقدت الجولة العاشرة من مفاوضات أستانة في 30 تموز الماضي، في مدينة سوتشي الروسية بدلاً عن أستانة، في مؤشر وصف بأنه محاولة من روسيا للإيحاء بأن الصراع حسم لمصلحتها وبأنها هي من تملك مفاتيح الحل السوري.

وانطلقت مفاوضات أستانة في 23 كانون الثاني 2017، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعقب خروج المعارضة السورية المسلحة من أحياء حلب الشرقية، بينما كانت الجولة الرابعة من المفاوضات التي انطلقت في 4 أيار 2017 من أبرز جولات هذا المسار، إذ تمخضت عن اتفاق تخفيض التصعيد في أربع مناطق لم يبق منها إلا محافظة إدلب التي يحاول النظام وروسيا وإيران فرض الحلّ العسكريّ فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى