الجيش اللبناني ينفّذ حملة مداهمات لمخيمات عرسال ويعتقل عشرات السوريين من بينهم نساء

بيروت ـ راديو الكل

داهم الجيش اللبناني 13 مخيماً للاجئين السوريين في منطقة عرسال غربي لبنان صباح اليوم الأربعاء، واعتقل نحو 100 لاجئ من بينهم نساء غداة تصريحات أطلقها الرئيس اللبناني ميشال عون، جدد فيها دعوته لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، بالتزامن مع تأكيدات لوزير الدولة لشؤون النازحين اللبناني بأن النظام قتل العديد من اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا في الآونة الأخيرة.

وقال الناشط السياسي أبو علي قريتين في اتصال مع راديو الكل: “إن الجيش اللبناني طوق مخيمات اللاجئين بالمجنزرات منذ الصباح، وبدأ باعتقال العشرات من الشباب والنساء بحجة عدم حيازتهم على (بطاقة الأمن العام)”. مضيفاً أن الاعتقالات مستمرة حتى ساعة إعداد الخبر.

ومعظم اللاجئين السوريين دخلوا لبنان من خارج المعابر الرسمية بسبب الهجمات التي شنها النظام عليهم في أثناء الثورة السورية، إذ إن معظمهم لا يملك “بطاقة الأمن العام” إضافةً إلى صعوبات عديدة تواجه اللاجئ عند استخراج هذه البطاقة، وهي بمنزلة تصريح رسمي وأوراق ثبوتية من الحكومة اللبنانية يوجد فيها اللاجئ السوري على الأراضي اللبنانية “بشكل رسمي”.

وتابع أبو علي، أن المداهمات طالت مخيمات “منطقة المصيدة وقرية حياة والنخيل وأنصار البنيان وغيرها من مخيمات عرسال”. مشيراً إلى أنه يتم “اقتياد المعتقلين من النساء والشباب إلى وزارة الدفاع اللبنانية وأمن الدولة والثكنات العسكرية ليوزعوا بعدها على الأفرع والمخابرات”.

وتعد مخيمات عرسال الحدودية أكبر تجمع للاجئين السوريين في لبنان؛ إذ يتجاوز عددها المئة مخيم، تؤوي ما يقارب مئة ألف لاجئ، غالبيتهم من حمص وريفها ومدن القلمون وقراها.

ويقوم الجيش اللبناني بمداهمات متكررة لمخيمات عرسال، كان آخرها نهاية الشهر الماضي، إذ اعتقل 121 لاجئاً سورياً لأسباب مختلفة وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وكانت أعنف المداهمات وقعت في حزيران من العام الماضي وأججت الرأي العامّ العالميّ ضد الجيش اللبناني، بعد اعتقاله نحو 350 من اللاجئين في عرسال، ليعلن بعد يوم وفاة أربعة منهم بسبب “أمراض مزمنة”، في حين تشير تقارير حقوقية إلى أنهم قتلوا تحت التعذيب.

وتأتي حملة المداهمات غداة تصريحات للرئيس اللبناني ميشال عون؛ جدد فيها دعوته لعودة اللاجئين السوريين إلى ما أسماها بالمناطق الآمنة في بلادهم، في وقت كشف فيه وزير الدولة لشؤون النازحين عن معلومات لديه بأن النظام قتل العديد من اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا في الآونة الأخيرة.

وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل دعا إلى طرد السوريين من لبنان وإعادتهم إلى الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، محمّلاً إياهم المسؤولية في الإخفاق الاقتصادي والسياسيّ بالبلاد.

وأعلنت هيومن رايتس ووتش في تقرير، أن العديد من اللاجئين السوريين في عرسال يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا وقالت: إن عدداً من السوريين، غادروا عرسال إلى إدلب بسبب الوضع المتردي في عرسال، بما في ذلك مداهمات الجيش مخيمات اللاجئين، وعدم امتلاك الغالبية إقامات قانونية، والخوف من الاعتقال والاحتجاز، والقيود المفروضة على حركتهم، وفرصهم المحدودة في الحصول على التعليم والرعاية الصحية.

ولم تجد هيومن رايتس ووتش أدلةً على عمليات إعادة قسرية مباشرة، لكنّ جميع من تمت مقابلتهم قالوا: إنهم غادروا بسبب الضغوط لا طوعاً.

وفي وقت سابق، قال وزير الدولة لشؤون النازحين “معين المرعبي”: “إن عودة اللاجئين السوريين ضرورية ويجب صيانة حقّ عودتهم إلى بلادهم”. موضحاً أن “الممارسات التي تحصل داخل سوريا وفي لبنان تؤدي إلى عدم عودة اللاجئين”. مشيراً إلى أنه علمنا من مصادر محلية من اللاجئين عن قتل أكثر من 20 لاجئاً عادوا إلى سوريا، وإجبار آخرين على التجنيد في صفوف قوات النظام.

ويقدّر لبنان عدد اللاجئين السوريين على أراضيه بقرابة المليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة: إنهم أقلّ من مليون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى