الخارجية الأمريكية تؤكد فشل أستانة و تحمل روسيا وايران والنظام مسؤولية عدم التقدم في العملية السياسية

راديو الكل ـ تقرير

أعلنت الخارجية الأمريكية في أول رد فعل على نتائج الجولة 11 من مفاوضات أستانة بأن هذه الجولة فشلت في إحراز تقدم للمضي بالعملية السياسية في سوريا محملة روسيا وإيران مسؤولية دعم النظام في رفضه الانخراط في الحل السياسي بموجب القرار 2254، وداعية إلى تشكيل اللجنة الدستورية عبر مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية “هيذر نويرت” في بيان وصل راديو الكل نسخة منه: إن الاجتماع الأخير الذي أجرته “مجموعة أستانة” حول سوريا لم ينتج أي قائمة متفق عليها لأعضاء اللجنة الدستورية السورية، وأنه بذلك فشل في إحراز تقدم للمضي قدماً بالعملية السياسية في هذا الصراع المأساوي.

وأضافت نويرت، أن ما يسمى بمبادرة أستانة/سوتشي استغرقت مدة 10 أشهر حول اللجنة الدستورية السورية، والتي تم إنشاؤها لتعزيز الأهداف المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وآلت إلى طريق مسدود.

ولا تنظر الولايات المتحدة إلى فعالية مسار أستانة فيما يتعلق بالعملية السياسية، على اعتبار أن هدفه محدود جداً كما أكد مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص إلى الشرق الأوسط في تصريح سابق لراديو الكل، أضاف أنه حتى وقف إطلاق النار في إدلب لم يكن في إطار مسار أستانة، بل توصلت إليه روسيا وتركيا بشكل مستقل؛ لذا لا نعتقد أن هذا المسار فعال بالدفع بالعملية السياسية.

وقالت المتحدثة الأمريكية: “إن إنشاء اللجنة الدستورية في جنيف وانعقادها بحلول نهاية العام أمر حيوي لخفض دائم للتصعيد وحل سياسي للصراع. ويحظى هذا الهدف بتأييد دولي واسع، وقد انضمت روسيا إلى الدعوة لعقد اجتماع اللجنة بحلول كانون الأول أثناء القمة الرباعية في إسطنبول”.

وكشف المبعوث الأمريكي في وقت سابق، أن الولايات المتحدة عملت من كثب مع الدول التي شاركت في قمة إسطنبول الرباعية من أجل تفعيل وتنشيط العملية السياسية وتشكيل لجنة صياغة الدستور قبيل نهاية العام الحالي.

وفشلت جولة أستانة 11 التي عقدت يومي 28 و 29 من الشهر الحالي في التوصل إلى تشكيل القائمة الثالثة المختلف عليها في لجنة صياغة الدستور بعد أن سلمت المعارضة والنظام قائمتيهما إلى الضامنين. في حين عبر المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا الذي شارك في هذه الجولة عن أسفه لعدم نجاحها في تشكيل تلك القائمة. بينما سعت روسيا إلى التقليل من حجم الإخفاق مشيرة عبر رئيس وفدها إلى أستانة ألكسندر لافرنتيف إلى أن تشكيل اللجنة الدستورية يقترب من النهاية.

وقالت المتحدثة الأمريكية: إن روسيا وإيران يستخدمان عملية أستانة لإخفاء رفض نظام الأسد للمشاركة في العملية السياسية كما هو منصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وأكدت وجوب العمل لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لتشمل خفض التصعيد وإعادة تفعيل العملية السياسية، وقالت نويرث: إن النجاح غير ممكن من دون أن يحاسب المجتمع الدولي النظام بشكل كامل عن عدم إحراز تقدم في حل الصراع.

وأكدت المتحدثة الأمريكية التزام الولايات المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لتحقيق السلام في سوريا ودعم الشعب السوري، وقالت: إن بلادها ستواصل دعمها القوي لعمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان ديمستورا والأمم المتحدة لدفع العملية السياسية التي يقودها وتعود للسوريين والتي من شأنها أن تؤدي إلى نهاية دائمة وسلمية وكذلك سياسية للصراع.

كما شددت على استمرار واشنطن في مشاركة الأمم المتحدة والأطراف الأخرى لتشجيع جميع الجهود الممكنة للحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب والحد من العنف في جميع أنحاء سوريا، وكذلك وصول المساعدات الإنسانية من دون إعاقة، والنهوض بالمسار السياسي كما هو مطلوب في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

ولم تشارك الولايات المتحدة في الجولة الأخيرة من مفاوضات أستانة بصفة مراقب خلافاً لجولات سابقة، وبدت منذ تعيين جيمس جيفري مبعوثاً للخارجية قبل بضعة أشهر تدفع أكثر مما سبق باتجاه مسار جنيف بوصفه طريقاً للحل السياسي الذي باتت تربط استمرار وجودها العسكري في سوريا بإحراز تقدم فيه، إضافة إلى انسحاب ايران وميلشياتها، وضمان عدم عودة تنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى