أردوغان يبلغ بوتين بضرورة عقد قمة ثانية حول إدلب والأخير يتحدث عن وجوب اتخاذ إجراءات أكثر نشاطاً

بوينس آيرس ـ راديو الكل

أبلغ الرئيسُ التركي رجب طيب أردوغان نظيرَه الروسي فلاديمير بوتين بضرورةِ عقدِ قمةٍ ثانيةٍ بينهما بشأن إدلب، خلال لقاءٍ عقدَاه على هامش قمةِ العشرين أمس في العاصمة الأرجنتينية، في حين تحدث بوتين عن ضرورة اتخاذِ إجراءاتٍ أكثرَ نشاطاً لتطبيق الاتفاقاتِ الروسيةِ التركية حول إدلب، بحسب المتحدثِ الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الذي أشار أن الرئيسين أجريا تنسيقاً عملياً خلال اللقاءِ نظراً للعدد الكبيرِ من المشاريع القائمةِ التي تتطلب إجراءَ اتصالاتٍ على مستوى دائم.

وقال الرئيس أردوغان في مستهَلِّ لقائه بوتين على هامش قمةِ العشرين: “أودُّ الإشارةَ إلى القمةِ حول إدلب التي عُقدت أخيراً في إسطنبول والتي شاركت فيها أربعُ دولٍ معنية، أي: روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، وناقشنا خلالها الخطواتِ التي يجب اتخاذُها. وأعتقد أنه مِن المُجدِي إجراءُ قمةٍ جديدةٍ حول هذا الموضوع”.

وأضاف: “أعتقدُ أن هناك العديدَ من الخطواتِ المختلفةِ التي يجبُ أن نتخذَها، وفي هذا الإطار أجدُ أنه من المناسب جداً إجراءُ محادثةٍ حتى وإن كانت قصيرةً حول إدلب”.

وعُقِدت القمةُ الرباعية حول القضيةِ السوريةِ في إسطنبول في أواخرِ شهرِ أيلولَ الماضي بمشاركةِ رؤساءِ روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان، وإيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إذ أكدت ضرورةَ الحفاظِ على اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار في إدلب بشكل دائم، وتشكيلِ اللجنةِ الدستورية بحلول نهايةِ العامِ الحالي.

وحظيت قمةُ إسطنبول بترحيبٍ من الدول الغربية ولا سيما الولاياتِ المتحدة التي أكدت أنها كانت على اتصالٍ مع الأطرافِ المشارِكةِ فيها من أجل اتخاذِ قرارٍ حول دعمِ وقفِ إطلاقِ النار.

وقال المتحدثُ الرسمي باسم الرئاسةِ الروسية، دميتري بيسكوف: “إن بوتين تحدث خلال لقائِه الرئيسَ أردوغان عن ضرورةِ اتخاذِ إجراءاتٍ أكثرَ نشاطاً لتطبيق الاتفاقاتِ الروسيةِ التركية حول إدلب لمنع تَكرارِ حوادثَ مثلِ قصفِ حلب أخيراً ولاسيما باستخدام ذخائرَ تحتوي على غازات”.

وأعلن الرئيسُ الروسي في مؤتمرٍ صَحفيٍّ عقدَه بعد انتهاء أعمالِ قمةِ العشرين، أن الوضعَ في إدلب يثيرُ قلقَ موسكو مثلَما يقلقُ الدولَ الغربية، وقال: “نرى أن جهودَ شركائِنا الأتراك هناك لا تزالُ تتعثرُ بعضَ الشيءِ لكنهم يعملون بالفعل على إقامة المنطقةِ المنزوعةِ السلاح، ونأمُلُ أن تنجحَ استخباراتُنا ووِزارتا دفاعَيْنا في تنفيذ هذه المُهمةِ في أقرب وقت”.

وتوصل الرئيسان أردوغان وبوتين في سوتشي في أيلول الماضي إلى اتفاقٍ حول إدلب؛ تضمَّنَ الإبقاءَ على منطقة خفضِ التصعيد في إدلب، وتحصينَ نِقاطِ المراقبةِ التركية، ووضعَ إطارٍ زمنيٍّ لإقامة منطقةٍ منزوعةِ السلاح بعُمقِ 15 – 20 كيلومتراً شمالي سوريا، وسحبَ السلاحِ الثقيل من هذه المنطقة في العاشرِ من تَشرين الأولِ الماضي، وإنهاءَ وجودِ المتشددين بما في ذلك جبهةُ النصرة حتى الـ 15 من الشهر نفسِه.

كما تضمنَ الاتفاقُ فتحَ الطرقِ الرابطةِ بين حلب واللاذقية وبين حلب وحماة قبل نهاية هذا العام، وقيامَ القواتِ التركيةِ والشرطةِ العسكريةِ الروسية بدورياتٍ لمراقبة المنطقةِ منزوعةِ السلاحِ مع اتخاذِ الجانبِ الروسي جميعَ الإجراءاتِ اللازمةِ لضمان تجنبِ تنفيذِ عملياتٍ عسكريةٍ وهجماتٍ على إدلب.

ووصف بوتين مسألةَ تشكيلِ اللجنةِ الدستوريةِ في سوريا، أنها مُهمةٌ شديدةُ الدقةِ والحساسية، وتتطلبُ أخذَ موقفِ إيران والنظام بالإضافة إلى النقاشاتِ المستمرة مع تركيا. مُعرباً في الوقت نفسِه عن أمله في أن تنجحَ جهودُ بلادِه وتركيا من أجل إقامةِ المنطقةِ منزوعةِ السلاح في الشمال السوري.

وقال الرئيس الروسي: إن روسيا وتركيا يناقشانِ بشكل دائم القضيةَ السوريةَ وخاصةً تشكيلَ اللجنةِ الدستورية، وإن موسكو وأنقرة تتقدمان في هذا المسار، بناءً على نتائج القمةِ الروسيةِ التركية في إسطنبول.

واستدرك بوتين بأنه من الضروري أخذُ موقفِ الشركاءِ الإيرانيين والنظام، وقال: “أمامَنا عملٌ معقّدٌ ومتعددُ الاتجاهاتِ لكنه مستمرٌّ ويتطلبُ ذلك بالطبع إجراءَ مشاوراتٍ مستمرة”.

وأدى رفضُ النظامِ تدخلَ الأممِ المتحدة في تشكيل القائمةِ الثالثة من اللجنة الدستورية وتحفُّظُ روسيا وإيران عليه إلى عرقلةِ إطلاقِ اللجنةِ ولا سيما خلال الجولةِ 11 من مفاوضات أستانة التي انتهت الخميسَ الماضي إلى فشلٍ في هذه المسألة، بحسب ما أعلنه المبعوثُ الأممي ستيفان ديمستورا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى